أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد موكرياني - عشيرة موكرياني: جذور تاريخية وثقافية في قلب كردستان














المزيد.....

عشيرة موكرياني: جذور تاريخية وثقافية في قلب كردستان


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 15:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تُعد عشيرة موكرياني (أو موكري) من أبرز العشائر الكردية التي استوطنت منطقة موكريان في كردستان الإيرانية، لا سيما في محيط مدينة مهاباد. وقد كان لها حضور بارز في تاريخ كردستان السياسي والثقافي، من خلال تأسيس إمارة موكريان التي استمرت من أواخر القرن الرابع عشر حتى القرن التاسع عشر.

نبذة تاريخية عن إمارة موكريان:
أسّس سيف الدين موكري إمارة موكريان، التي حَكمها أمراء من عشيرة موكري وشكّلوا الطبقة الحاكمة في المنطقة. ومن أبرز هؤلاء:
• بوداخ سلطان: يُعتبر مؤسس مدينة مهاباد، وينحدر من سلالة "سارم بك موكري".
• عزيز خان موكري ولد 1792، كان من الشخصيات العسكرية البارزة في الدولة القاجارية، وشغل منصب قائد الجيش القاجاري بين عامي 1853 و1857.

الخصائص الثقافية والاجتماعية لعشيرة موكرياني:
تميّزت عشيرة موكرياني بثقافة فريدة ضمن المجتمع الكردي، تمثلت في الجوانب التالية:
• اللغة: يتحدث أبناء العشيرة بلهجة كردية نقية تُعد من أصفى أشكال اللغة الكردية.
• مكانة المرأة: كانت النساء يتمتعن بمكانة اجتماعية مرموقة، حيث شاركن الرجال في الحياة العامة دون ارتداء الحجاب، وكان من المعتاد أن يتبادل الجنسين التحية بتقبيل الخدود. ومع ذلك، التزم المجتمع بمعايير صارمة للحفاظ على "الشرف" وفق الأعراف الأبوية السائدة.
• التفاعل مع القوى الإقليمية: شهدت العشيرة صراعات مع الدولة الصفوية، لا سيما في عهد الشاه عباس الأول، الذي تزوّج امرأة من العشيرة بعد هزيمتهم في حصار قلعة ديمديم. كما تعرضت العشيرة لمجازر وتهجير خلال تلك الحقبة.

مطبعة موكرياني ودورها في النهضة الثقافية الكردية:
تُعد مطبعة موكرياني محطة محورية في التاريخ الثقافي الكردي، فقد تأسست عام 1936 في مدينة أربيل على يد المثقف الرائد توفيق موكرياني، ابن منطقة موكريان.

كان توفيق موكرياني شغوفًا بالأدب والمعرفة، وسعى جاهدًا لنشر الثقافة الكردية المكتوبة في وقت كانت فيه الطباعة باللغة الكردية شبه معدومة. وقد مثّلت مطبعته أول محاولة حقيقية لإنشاء منصة نشر مستقلة باللغة الكردية.
من أبرز إنجازات مطبعة موكرياني:
• نشر كتب ومجلات وصحف كردية غطّت مجالات الأدب، والدين، والتاريخ، والتعليم.
• طباعة مؤلفات كتاب ومفكرين بارزين، مما ساهم في توثيق التراث الثقافي الكردي.
• تعزيز وعي المجتمع الكردي بأهمية الكلمة المكتوبة، في ظل سياسات مركزية كانت تقيد استخدام اللغة الكردية.
• اليوم، تُعد المطبعة رمزًا للنضال الثقافي الكردي، ودليلًا على إصرار المثقف الكردي على إثبات هويته من خلال الكلمة المطبوعة. لقد كان مشروع المطبعة أكثر من مجرد عمل تقني، بل كان مبادرة وطنية ثقافية متميزة، مهّدت الطريق لأجيال من الكرد ليتواصلوا مع تراثهم بلغتهم الأم.

كلمة أخيرة:
• لا تزال عشيرة موكرياني حاضرة في المشهد الكردي والعراقي المعاصر، حيث برز العديد من أبنائها في مجالات الطب، والهندسة، والرياضيات، وعلوم الحاسوب، وغيرها من التخصصات العلمية، ومنهم من استشهد دفاعا عن العراق، ورغم ذلك، امتنع الموكرانيين الذين استقروا في بغداد، عن استخدام لقبهم "موكرياني" علنًا، بعد هجرتهم الى بغداد إثر حملة الإبادة التي شنّها الروس القيصريون على كردستان خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك خشية التهجير والتنكيل من قبل نظام البعث العربي العنصري لاحقًا.
o سأكتب لاحقًا عن رحلة أربعة أطفال من موكريان، لم تتجاوز أعمارهم 11 عامًا، انطلقوا من قرية "جوانمرد" قرب مهاباد إلى بغداد، بعد أن قضى الجيش الروسي القيصري على كل من كان في القرية ممن تجاوز هذا العمر، أمام أنظارهم، بما في ذلك آباؤهم، وأمهاتهم، وأقرباؤهم.
o واحفاد الأربعة الأطفال الأبطال الآن والحمد لله أكثر من مئتي حفيد وحفيدة، منتشرون في بغداد وكردستان واوروبا وامريكا واستراليا، ونحن الآن نجني نتاج مأساتهم وكفاحهم من اجل البقاء، رحمة الله ورضوانه عليهم.
o سار الأطفال الأربعة على الأقدام من قرية جوانمرد إلى السليمانية، ثم إلى الموصل، قبل أن يُكملوا رحلتهم عبر نهر دجلة بواسطة زورق لنقل الطوب، حتى وصلوا إلى بغداد.
• ومن بين أبرز الشخصيات المنحدرة من هذه العشيرة، ظهرت في المشهد الإعلامي والثقافي في كردستان العراق، الدكتورة كردستان موكرياني، التي شغلت منصب سكرتيرة اتحاد نساء كردستان خلال المؤتمر السادس للاتحاد عام 2007، وأعلنت عام 2010 عدم نيتها الترشح مجددًا للمنصب.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قرر مقتدى الصدر الانسحاب من الانتخابات العراقية المقبل ...
- نسمع طبول الحرب يُقرعها المهرج ترامب والمجرم المدان نتن ياهو ...
- القتلة يحكمون العالم: تحليل للأزمات السياسية والنزاعات المسل ...
- لو بقي خمسون مقاتلًا فلسطينيا في غزة او في الضفة الغربية او ...
- إلى حكّام العرب والمسلمين، البسوا بُرقعَ النساءِ كي لا نرى و ...
- اجتمع العرب في القاهرة للمطالبة، كالمعتاد، بالعودة إلى ما قب ...
- الفرق بين المناضل نيلسون مانديلا واستسلام عبد الله أوجلان
- ترامب التاجر الذكي سيفشل في اللعبة السياسية
- إلى أين يتجه العراق بين ترامب وخامنئي والطاغية أردوغان؟
- قرارات ترامب ونتائجها الكارثية
- لا للبعث في العراق: المُجرب لا يُجرب
- إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني: ما زالت ال ...
- الفوضى تعم العالم، وكل حزب بما لديهم فرحون
- ما فرق بين إيران خامنئي وتركيا أردوغان؟
- سنة 2024 أسوأ سنة عايشتها منذ وعيت الحياة، فهل تكون والدةً ل ...
- تركيا دولة غير قانونية في الأمم المتحدة
- متى يتخلص العرب من العصبية القومية ومن فرض تميزهم وتفوقهم عل ...
- هل يساوي الدستور التركي بين المواطنين عرقيًا ودينيًا وثقافيً ...
- من يحلم باستقرار المنطقة بإعادة رسم خارطتها فهو جاهل.
- الدور الطاغية اردوغان في اسقاط بشار الأسد


المزيد.....




- نادت بـ-رحيل ترامب الآن-.. اندلاع مظاهرات حاشدة ضد ترامب في ...
- -إخفاقات مهنية-: هكذا وصف تحقيق عسكري إسرائيلي مقتل 15 مسعفا ...
- متحدث سابق باسم البنتاغون يشير إلى احتمال إقالة وزير الدفاع ...
- الخارجية الأمريكية: واشنطن تبقى ملتزمة بتحقيق وقف النار الشا ...
- مفرزة تابعة للأسطول الروسي ترسو بميناء الجزائر (صور)
- زوجته كانت على علم بخطط ضرب الحوثيين.. البنتاغون ينفي ضلوع ه ...
- الكويت توقف التبرعات مؤقتًا.. وجمعيات خيرية تسعى لاستئناف ال ...
- ترامب يتظاهر بالتخلّي عن أوكرانيا
- العم سام يتخلف عن التنين
- وزارة التجارة الصينية تؤكد أهمية حل الخلافات مع الولايات الم ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد موكرياني - عشيرة موكرياني: جذور تاريخية وثقافية في قلب كردستان