أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد السلام انويكًة - حول التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب ..















المزيد.....

حول التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 08:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في الوسط البحثي والدبلوماسي، كانت ولا تزال سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بجدل منذ تأسيسها، لدرجة ليس سهلا إبداء رأي حول ما هو زمن ومشترك وسياسة واقتصاد وعلائق. اللهم دارسين باحثين وفق معرفة علمية شافية. سياق جاء فيه إصدار بحثي أكاديمي موسوم ب”العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب"، يحسب له أنه كان سباقا مؤسسا. صدر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، في طبعة أولى للباحث الدكتور محمد بنهاشم أستاذ تاريخ المغرب المعاصر سابقا بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس.
يذكر أن تاريخ المغرب ارتبط بدول أجنبية كانت لها مصالح فيه، ما جعله منذ تاريخ مواجهات وأزمات وحروب. خاصة وأن موقعه الجغرافي وبعديه الأطلسي والمتوسطي، جعلا منه نقطة تقاطع لمصالح أجنبية عدة ومتداخلة وحلبة صراع بالنسبة لها. بهذه والاشارات التاريخية وغيرها استهل المؤلِّف تقديما مركبا لكتابه هذا، مشيرا الى أن الدول الأوربية سعت منذ مطلع العصر الحديث لاستعمار المغرب وفرض الوصاية عليه، وهو ما ظهر وتأكد خلال الفترة المعاصرة، آخذا مشروعيته مما تم توقيعه معه من اتفاقيات فضلا عن مواثيق دولية وقعت بشأنه. وأن جهود المغرب ومحاولاته لاستغلال الوضع من اجل إطالة وتمديد عمر استقلاله باءت بالفشل، مضيفا أن فرنسا التي استعمرت الجزائر نهاية عشرينات القرن الماضي لم تكن مستعدة للتخلي عنه لفائدة أية قوة أخرى. وأنه رغم كل وسائلها لإبعاد خصومها عنه معتمدة أساليب ترغيب وترهيب، لم تستطع إلغاء الرهن أو الضمانة الدولية عليه. وهو الوضع الذي استغلته الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن مشروعية وجودها به، وهو ما بلغته وحصلت عليه بفعل معاهداتها معه والأوفاق الدولية الموقعة بشأنه.
ورغم كل هذه التطورات والوقائع التاريخية والسياسية، لم تحظ العلاقات المغربية الأمريكية بنفس العناية والدراسة والبحث والتحليل، مثلما أحيطت به علاقات المغرب مع دول أروبا من قبل الباحثين والمؤرخين. علما أن المغرب كان أول بلد اسلامي وعربي ربط علاقات مع الولايات المتحدة، لدرجة كادت أن تجعله طرفا في قضايا أمريكية، كما بالنسبة للحرب الأهلية والحرب الأمريكية الاسبانية حول جزيرة كوبا. هذا فضلا عن كونه كان أولا مجالا لتطبيق مبدأين من أهم مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية آنذاك هما مبدأ مونرو والباب المفتوح، وثانيا منطقة لأكبر إنزال في شمال افريقيا ضد دول المحور، قبل أن يتحول الى واجهة لحرب باردة ضد المد الشيوعي في الشمال الافريقي، وحليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، مع أهمية الاشارة هنا الى أن سنة 1786 كانت هي تاريخ توقيع أول معاهدة صداقة وسلم بين البلدين.
في مؤلف ”العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي” والذي يعد عملا بحثيا جامعيا مؤسسا رفيع المستوى، عمل الأستاذ محمد بنهاشم على تتبع مسار بدايات الوجود الأمريكي في حوض الأبيض المتوسط، منذ أن كانت الولايات المتحدة مستعمرة بريطانية، الى غاية عقدها لاتفاقية سلم مع المغرب في يونيو من عام 1786 . مع تركيز له على زمن السلطان محمد بن عبد الله الذي فتح فيه المجال لدخول الأمريكيين للموانئ المغربية، وعلى فترة المولى سليمان التي شهدت تعيين أول قنصل أمريكي بالمغرب. ولم يغفل الحديث حول طبيعة العلاقات الأمريكية مع باقي بلدان الشمال الافريقي، على أساس أن العلاقات المغربية الأمريكية لا يمكن فهمها دون وضعها في اطارها المجالي المتوسطي والشمال الافريقي. مشيرا الى أن نهاية الربع الأول من القرن التاسع عشر، شكلت بداية حقيقية لسياسة خارجية أمريكية كان أول مبادئها مبدأ مونرو. وهي الفترة التي تزامنت مع بداية التحرشات الأروبية بالمغرب، والتي ظهر فيها الدور الأمريكي بمظهر سلبي رغم اتفاقية الصداقة الموقعة بين الجانبين، ورغم أن المغرب كان بدور ايجابي فيما يتعلق بقضايا أمريكية كالحرب الأهلية فيها. بحيث كانت سفن الكنفدراليين تؤسر عند دخولها لميناء طنجة، الاجراء الذي كاد أن يجعل المغرب طرفا في قضية أمريكية داخلية. ومن جملة الاشارات التاريخية والسياسية التي وردت في المؤلف، أنه بعد منتصف القرن التاسع عشر تبين أن الولايات المتحدة ليست سوى جزء من الحلف الأروبي. في زمن اصبح فيه المغرب يعيش تبعات ومشاكل ما منحه من امتيازات للدول الأجنبية، خاصة ما يتعلق بالتمثيل الدبلوماسي والقضاء القنصلي والحمايات القنصلية.
سياق عام جعل صاحب المؤلف يخصص جانبا هاما منه، لمقاربة قضايا التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب تحديدا اشكالية الحماية القنصلية. علما أن السلطان الحسن الأول طلب رسميا حماية أمريكية، رفضت بحجة أن الولايات المتحدة ملتزمة بمبدأ مونرو، وبدعوى عدم رغبتها في الزج بنفسها ضمن تعقيدات السياسة الأروبية. واذا كانت الولايات المتحدة - يضيف صاحب المؤلف- قد حصلت على شرعية وجودها بالمغرب عبر اتفاقية 1786 والتي تم تجديدها عام 1836، فإن ما زاد من توسيع هذا الحق هو ما عقد من أوفاق ومؤتمرات دولية بشأن المغرب، مثل ما حصل من خلال المجلس الصحي أو ما يعرف بمجمع العافية، ثم فنارة رأس سبارطيل بطنجة ومؤتمري مدريد والجزيرة الخضراء. وقد جاء في المؤلف أن العلاقات المغربية الأمريكية لم تكن ببعد سياسي فقط، بل بتوجهات اقتصادية منذ العقد الأخير من القرن التاسع عشر. من خلال ما أقيم من مشاريع اقتصادية في هذا الاطار، من قبل بعض الأمريكيين بقصد تنشيط العلاقات التجارية بين البلدين. وأن وجهة النظر الأمريكية والألمانية المتقاربة حول المغرب، كانت وراء تحالفهما وانسجامهما في اللعبة الدولية آنذاك. ويضيف الأستاذ بنهاشم أنه بعد وفاة السلطان الحسن الأول وانتقال العرش لابنه المولى عبد العزيز، دخل المغرب مرحلة ضعف شديد طبعته الفتن وتقاسمه تراجع اقتصادي وتهافت استعماري. فترة كانت – يقول – بنكهة خاصة لدى الأمريكان، بتحوله الى موضوع انتخابي ووجهة باهتمام أمريكي. من خلال مثلا دعوته للمشاركة في المعرض الدولي بسان لوي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتناول حياة السلطان عبد العزيز من قبل اليوميات الصحفية الأمريكية.
ولم يغفل الباحث بنهاشم الحديث حول العلاقات المغربية الأمريكية، عن الموقف الأمريكي من عقد الحماية الفرنسية على المغرب في عهد المولى عبد الحفيظ. مؤكدا أنه موقف أكد فعلا أن الولايات المتحدة، كانت الدولة الوحيدة التي بقيت حجر عثرة في طريق فرنسا. بعدما تم ابعاد القوى المنافسة لها كما ألمانيا وايطاليا وابريطانيا، وبعد ما قامت بعملية “بيع من الباطن” لاسبانيا بمنحها محمية داخل محمية بشمال المغرب. مشيرا الى أن الولايات المتحدة لم تعترف بحماية فرنسا على البلاد ولم توقع أي ميثاق معها بشأنه، محتمية بضمان مصالحها ومصالح مواطنيها ومحمييها بالمغرب وبشرط الدولة ذات الأفضلية. بل ورغم عودة فرنسا لطرح الموضوع من جديد بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، رفضت الولايات المتحدة كل محاولة بدعوى أن المسألة تحتاج لموافقة الكونكًريس، بحيث ظل الأمر على ما هو عليه معلقا الى غاية استقلال المغرب عام 1956.
وقد خلص الأستاذ بنهاشم الى أن عمله العلمي هذا من خلال إصداره، كان بغاية تأصيل العلاقات المغربية الأمريكية وابراز أهمية مساهمة كل طرف فيها، مع نوع من التركيز على قضايا الانشغال الأهم لدى الجانبين، أو التي كانت مثار خلاف بينهما في حدود ما توفر من معلومة ووثائق تاريخية. مؤكدا أنه لازالت هناك مساحة اشتغال هامة حول قضايا هي في حاجة للتنقيب والبحث والدراسة والتمحيص، كما الشأن بالنسبة للمشروع الاقتصادي الأمريكي بالمغرب والمسألة اليهودية في العلاقات، والسياسة المتوسطية للولايات المتحدة الأمريكية والموقف الأمريكي من المقاومة المغربية. خاصة محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي أفادت بعض الوثائق حوله، عن مشاركة فيلق أمريكي الى جانب الفرنسيين خلال حرب الريف. اضافة الى دور القواعد الأمريكية في ترسيخ الوجود الأمريكي بالمغرب، وعلاقة الأمريكيين بالحركة الوطنية المغربية بعد 1944، التي اعتمدها الأمريكان لمزاحمة الوجود الفرنسي بالمغرب. لينتهي الباحث من رحلة بحث في العلاقات المغربية الأمريكية، الى أن ما تمت الإشارة اليه من قضايا بحث عالقة هو ما ينبغي أن يتوجه اليه عمل باحثين حرفيين. وأما بالنسبة اليه فقد نفض الغبار عن الأرشيف المتعلق بها، كاشفا عن بعض أوجه العلاقات المغربية الأمريكية من خلال التمثيل الدبلوماسي. والمؤلف الذي اعتمد ببليوغرافيا متباينة جمعت بين عشرات المراجع الأجنبية والعربية، وبين مخطوطات محفظات بمآت الوثائق ذات القيمة الدبلوماسية في الفترة ما بين 1879 – 1912. يبقى كتاب ”العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب" للأستاذ محمد بنهاشم مرجعا بقدر كبير من الأهمية العلمية والقيمة المضافة المنهجية، ذلك أنه منهجا ومثنا ومقاربة وحصيلة علمية وتوثيقا وترتيبا وتحليلا، يشكل اضافة نوعية غير مسبوقة للمكتبة الجامعية المغربية، وبخاصة لفائدة جناحها المتعلق بحقل تاريخ المغرب وعلاقاته الخارجية خلال فترة دقيقة من زمنه المعاصر، تلك التي توزعت تطوراتها وواقعها الفاصلة بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ماضي تازة المستمر ومقدسها الشعبي ..
- في حضرة سماع تازة ومديحها ..
- حول أبواب تازة .. بعض من القول عنها ..
- حول المسجد الكبير بتازة أو الجامع السلطاني ..
- فن الهيت البرنوسي البدوي بشمال المغرب ..
- تازة .. حول عمارة وتعمير مدينة امتناع وكشف قناع ..
- الحرف والحرفيين بفاس زمن الحماية بالمغرب ..
- حول مقولة - صابون تازة - بالمغرب ..
- المسجد الكبير / جامع تازة .. المغرب
- حول المغرب الأركيولوجي أعلام وتجارب ..
- حول أفق مهرجان تازة الدولي للسينما ..
- حول اتفاق مدريد وصحراء المغرب قبل نصف قرن ..
- رقصة التبوريدة بقبيلة غياتة / تازة / المغرب
- حول تاريخ تازة بعيون النقيب - فوانو -..
- حول جمعية تازة الكبرى للتنمية ..
- ذاكرة فاس والكفاح الوطني من اجل الاستقلال ..
- تازة : حول سؤال البحر والأثر البحري محليا ..
- معركة بين الصفوف في ذاكرة تايناست / تازة ..
- الآخر والتاريخ في زمن المغرب ..
- من جدل المغرب السينمائي الى حين ..


المزيد.....




- في ظل انخفاض مبيعات التذاكر.. هل أصبح السفر الجوي أكثر خطرًا ...
- -النصوص قطعية لا تقبل الاجتهاد أو التغيير-.. الأزهر يرد على ...
- قلق أردني من تداعيات الرسوم الجمركية
- وسائل إعلام: لا إنذارات جوية في أوكرانيا خلال الليلة الماضية ...
- حزب الله: سلاح المقاومة لمواجهة إسرائيل
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
- العشق الوهمي.. تبادل الحب والرومانسية مع تطبيقات الذكاء الاص ...
- جدل جديد حول الميراث في مصر.. والأزهر يصدر بيانا ناريا
- سفير روسيا يهدي وزيرة خارجية كوريا الشمالية كعكة عيد الفصح
- أصبحت رمزا للصمود.. أكبر بطريقة في العالم تحتفل بعيد ميلادها ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد السلام انويكًة - حول التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب ..