أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رسن - -دار الشؤون الثقافية: استعادة الدور واستئناف الرسالة-














المزيد.....

-دار الشؤون الثقافية: استعادة الدور واستئناف الرسالة-


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


محمد رسن:

بكل تجرد وموضوعية، وبعيدا عن الأغراض الآنية والمجاملات السطحية، يعرفني الكثير لا أحب الأضواء، ولا أمارس المحاباة، وقد اعتدت أن أقول كلمتي بضمير حر، لا تحركني المصالح، ولا تميل بي العواطف. أقولها بضرس قاطع لا يمكن الحديث عن دار الشؤون الثقافية/وزارة الثقافة والسياحة والاثار، اليوم دون التوقف عند التحول الكبير على كافة الاصعدة والمستويات، الذي شهدته هذه الدار العريقة( الأم) منذ تسنم الدكتور عارف الساعدي منصب اداراتها اضافة الى وظيفته مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية ، ذلك الشاعر الذي لم يتعامل مع منصبه في الدار بوصفه كرسيا وظيفيا، بل بوصفه منبرا ثقافيا ورسالة ثقافية يجب صونها،
لقد عرفت دار الشؤون الثقافية ومنذ عقود، بأنها إحدى أقدم وأعرق مؤسسات النشر الرسمية في العراق لكنها ولأسباب معلومة مرت بسنوات من التراجع والركود، وقت خضوعها للنظام البوليسي وتحكمه بالمشهد الثقافي، ومصادرة حرية التعبير والنشر، وكذلك مابعد 2003 والخراب الذي طال كل مفاصل الدولة، حيث فقدت الدار بوصلتها الثقافية، وغدت أسيرة البيروقراطية، والإدارة النمطية والعلاقات غير المنتجة، لدرجة نادرا ماتجد أديبا يتجول في اروقتها، إلا ماندر خاضعة.
غير أن هذا المشهد تغير بصورة لافتة منذ تولي الدكتور عارف الساعدي زمام الإدارة، إذ شهدت الدار نهضة حقيقية شاملة، لم تكن مجرد تحديث في الشكل، بل كانت ثورة في الجوهر والروح، أعادت لها مكانتها ودورها الحيوي في الثقافة العراقية والعربية، تحولت الدار إلى فضاء نابض بالحياة، قبلةً للمثقفين ومنبرا حقيقيا للأدباء من مختلف الأجيال، داخل الوطن وخارجه، فقد أولى اهتماما بالغاً بالقامات الثقافية والأدبية التي أثرت المشهد الثقافي، والكثير ممن قد طواهم النسيان ،فبادر الشاعر العارف إلى طباعة أعمالهم الكاملة، في إصدارات أنيقة، ذات تصميم عصري يليق بمكانة الأديب، وقيمة المحتوى، ولم يقتصر الأمر على الطباعة فحسب بل شمل التحرير والتنسيق والطباعة الفاخرة والتوزيع الذكي الذي يجعل القراء والمؤلفين لايعانون من عملية اقتناء الكتب، وهي عناصر قلما اجتمعت في منشورات مؤسسة رسمية في العراق، خاصة بعد سنوات من العجز الإداري والتردي الفني، ناهيك عن موضوع تمويلها الذاتي، وعلى الرغم من كلفة الطباعة الباهظة تطبع النتاجات في الدار مجاناً، وبأعداد وافرة من الكتب، في حركة نشر نشطة تُنبئ عن نفس ثقافي متجدد، يليق بتاريخها وأسمها العريق، وهو ما لم يحدث في تاريخ المؤسسة وأعني بهذا الاتساع والكرم، أصبحت الدار بيتا حقيقيا للمثقف العراقي والعربي، تطبع للمقيمين في الخارج، وتعيد إلى الواجهة أصواتا كانت مهمشة أو منسية، او مغيبة، وتنتقي الدار بعناية عناوين تحمل قيمة فكرية وأدبية عالية، وقد توسع حضور الدار في المعارض المحلية والدولية والعربية، عبر إصداراتها التي باتت تحصد الجوائز وتثير الإعجاب، من حيث القيمة والمحتوى والشكل، حتى باتت تضاهي كبريات دور النشر العربية والعالمية، أي لا في العراق فحسب، بل في المشهد الثقافي العربي الأوسع، ولم يتوقف المشروع عند إصدار الكتب واقامت حفلات توقيعها والاحتفاء برموزها وبكل حدث ابداعي بارز، بل بالشكل والمضمون الجديدين جرى إحياء المجلات الثقافية الدورية التي تصدر عن الدار، مثل الأقلام، الثقافة الأجنبية، المورد وغيرها، والتي استقطبت خيرة الكتاب والنقاد والباحثين، وقد أعيدت هذه الدوريات إلى الحياة بمحتوى يليق باسمها العريق، في وقت كانت مهددة بان تطوى صفحاتها إلى الأبد، نجحت الدار في أن تشيد جسورا راسخة من المعرفة والتواصل، تربطها بالمؤسسات الأدبية الكبرى، وفي مقدمتها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، فاتحةً أفقا من التنسيق المثمر والتكامل الثقافي، بما يعزز حضور الكلمة الحرة،ويكرس روح الشراكة الإبداعية، واستقطاب العديد من المثقفين إلى فضاء الدار، الذين وجدوا فيها أخيرا بيتا يحتضن أفكارهم، ويدعم مشاريعهم، بلا وصاية أو بيروقراطية معرقلة، وبدون تحفظات أيديولوجية أو اشتراطات ضيقة او مكبلة بسياسات التكميم أو مقيدة بإرادات ضيقة، وأعيد عبر هذه المؤسسة إنتاج معنى الثقافة الرسمية لا بوصفها سلطة، بل بوصفها خدمة راقية تقدم مجانا لمبدعيها، ومشروعا وطنيا ذا أفق حضاري وإنساني، إن ما جرى في دار الشؤون الثقافية لم يكن مجرد إصلاح إداري، بل كان نهجا ثقافيا جديدا، أعاد للمثقف العراقي احترامه، وللكتاب قيمته، وللدار رسالتها الأصيلة وهذا وحده، كافٍ لأن يسجل في سجل من ذهب، لكل من يعمل بإخلاص، ويزرع أثراً نبيلاً في حقل الثقافة.



#محمد_رسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (انحدار القيم تحت حكم الاسلاميين: تأثيرات اجتماعية وسياسية)
- بغداد المغتصبة
- لعنة الوعي
- الميليشيات ودورها في خراب البلاد والعباد
- هذيان
- الحقيقة عارية
- ( موت رحيم)
- إلى (كوكب حمزة)
- بؤس عزرائيل
- دالة رؤيتي
- محرقة الوجود
- جحيم مؤبد
- لاشيء سواي
- دعوة الى الاختلاف
- تشرين وعقلنة الشعائر الشعبوية
- معرض بغداد الدولي ينسج من بشائر فجر الخلاص جدائل الإنقاذ لعر ...
- (تشرين) تعيد هيبة المواطنة
- صفاء السراي /أيقونة الحراك الشعبي
- عين الشهيد والدولة التي جارت علينا
- بوابة اللادولة، المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون


المزيد.....




- جمعة اللامي يرحل بعد مسيرة حافلة بالأدب ومشاكسة الحياة
- رجل نوبل المسكون بهوس -الآلة العالِمة-: هل نحن مستعدون لذكاء ...
- لماذا لا يُحتفل بعيد الفصح إلا يوم الأحد؟
- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رسن - -دار الشؤون الثقافية: استعادة الدور واستئناف الرسالة-