أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل















المزيد.....

كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف يفكر الفلسطينيون، المواطنون
في إسرائيل، حول حالتهم وحول المستقبل؟
الأقلية العربية الفلسطينية التي بقيت في أعقاب حرب 1948، في مدنها وقراها، داخل إسرائيل، صارعت وتصارع ضد مختلف أشكال القمع والاقتلاع والتهميش ومحاولات مسْخ الهوية القومية والثقافية ومسْخ التاريخ.
ولكن هذا هو جزء من الحقيقة، والجزء الآخر، هو النجاح في حماية الهوية وبناء الشخصية القومية والثقافية والسياسية وتطوير حياة أدبية ثقافية ومسرحية وفنية. كما قامت عند هذه الأقلية القومية أحزاب سياسية وصحف.
وتتميز الأقلية الفلسطينية بأنها شابة (72 بالمائة تحت الثلاثين!) مقارنة مع كل مجموعة سكانية في العالم.
ورغم كل الغضب القومي والاجتماعي من التمييز والتهميش، فإن الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل تمارس حرية التعبير كحق مكتسب وتمارس النضال السياسي والجماهيري المشروع ضد كل ظلم وكل حيف.
مؤخراً، أجرى "مركز يافا للاستطلاعات" الموجود في مدينة الناصرة، ويرأسه الباحث العربي الدكتور عاص أطرش، استطلاعاً بطلب من جامعة تل أبيب حول اتجاهات الرأي والتفكير عند العرب في إسرائيل، وكانت النتائج مثيرة وتعكس تعددية واسعة وصراعات حادة بين العرب.
من نتائج هذا الاستطلاع الهام:
*9,4 بالمائة يؤيدون إقامة دولة ثنائية القومية.
* 25,5 بالمائة يؤيدون مبدأ "دولتان لشعبين- فلسطين وإسرائيل" ويقبلون بإسرائيل "دولة يهودية وديمقراطية بمواصفاتها الراهنة".
* 38,7 بالمائة يريدون أن تكون دولة إسرائيل دولة كل مواطنيها، من حيث المساواة.
* 60 بالمائة قالوا إنهم ينوون المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال الدكتور إيلي ريخس من قسم الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب،إن 83,3 بالمائة بأشكال مختلفة ومستويات متفاوتة يؤيدون حل النزاع القومي على أساس دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل المستقلة، وهذا ينسف المقولات المتطرفة اليهودية التي تعتبر العرب في إسرائيل معادين للدولة".
ومن النتائج المثيرة التي كشف عنها هذا الاستطلاع:
*8 بالمائة فقط من الجماهير العربية في إسرائيل يعتقدون أن "لجنة المتابعة العربية" تمثل الجماهير العربية. بينما 68 بالمائة يريدون انتخاباً مباشراً للجنة المتابعة.
*23 بالمائة قالوا إنهم يؤيدون "الحركة الإسلامية " وحصلت القائمة العربية الموحدة " على 16,2 بالمائة، وحصلت الجبهة(الحزب الشيوعي) على 15,6 بالمائة، والتجمع برئاسة عزمي بشارة على 14,8 بالمائة بينما حصل حزب "العمل" على 8 بالمائة وحزب "ميرتس" على 3 بالمائة.
وكان طبيعياً أن 75 بالمائة ممن جرى استطلاع آرائهم قالوا إنهم يحسون بالتمييز القومي والاجتماعي العنيف، في المجالات المختلفة للحياة الاقتصادية والتجارية والوظيفية. وقال 16,3 بالمائة إن النضال ضد كل أشكال الظلم والتمييز القومي يجب أن يكون من خلال القانون والضغط السياسي على الحكومة والنضال البرلماني والنضال الجماهيري بما في ذلك من خلال محكمة العدل العليا.
وقال 28,2 بالمائة إن العلاقات بين اليهود والعرب تدهورت في العقد الأخير، نتيجة تفاقم النزاع القومي المسلح بين إسرائيل والفلسطينيين، وأيضاً بسبب تنامي العنصرية الترانسفيرية في المجتمع اليهودي. وقال 87 بالمائة إنه يجب العمل على تحسين العلاقات بين اليهود والعرب على أساس المساواة والاحترام المتبادل واحترام الخصوصية القومية والثقافية واللغوية للشعبين.
ليس هناك شك بأن وضع الأقلية العربية الفلسطينية داخل إسرائيل بالغ التعقيد، فنحن جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني بينما الدولة التي نعيش فيها في حالة حرب حادة جداً مع شعبنا الفلسطيني ومع بقية الشعوب العربية. كذلك تحس الأقلية العربية إحساساً حاداً كالسكين، فنحن سكان البلاد، خلال عصور طويلة، وتتعامل معنا المؤسسة الحاكمة، كما لو كنا "غرباء" أو "سكانا مؤقتين" والمهاجرون الجدد المتطرفون أمثال الوزير أفيغدور ليبرمان(مهاجر إلى إسرائيل من روسيا) لا يكفون عن النعيق بضرورة ترحيل الفلسطينيين لكي تصير إسرائيل "دولة يهودية نقية"!!
وفي مجال التمثيل السياسي والأعمال والوظائف تعاني الأقلية الفلسطينية من التهميش المنهجي المقصود، ولذلك فإن العربي في إسرائيل يحس إحساساً عميقاً بأنه "محكوم" لا "مشارك" وأن الديمقراطية الإسرائيلية الواسعة جداً لليهود هي ديمقراطية ضيقة جداً ومشوهة وهشَّة للعرب.
بشكل عام، يمكن القول إن الأقلية الفلسطينية التي كانت 160 ألفاً عام 1948 صارت مليوناً وربع المليون في نهاية سنة 2006، كما تغيرت البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وصارت فيها طبقة وسطى وطبقة تجارية وطواقم واسعة من الأطباء الممتازين المتخصصين والمحامين والقضاة وأصحاب الشركات الاقتصادية (خصوصاً في مجال البناء)، كما قفزت مكانة المرأة قفزة هامة إلى الأمام، من حيث التعليم الثانوي والجامعي، وأيضاً من حيث العمل. تحولنا من مجتمع قروي زراعي إلى مجتمع عصري ديناميكي يموج بالحيوية السياسية.
وبشكل عام، فإن المجتمع العربي الفلسطيني داخل إسرائيل يصارع طول الوقت ضد السياسة الحكومية بكل ممارساتها الخانقة، ويصارع أيضاً ضد الركود الداخلي والمحافظة الاجتماعية للانتقال إلى مجتمع عصري سياسياً وثقافياً ومهنياً واجتماعياً، كما أصبح مُسَيَّساً، حساساً ضد الظلم ومناضلاً ضد كل ظلم وفي سبيل تحقيق حقوقه.
خلال سنوات طويلة جداً كان هناك تعتيم كامل في العالم العربي حول الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل، وكان أول من "اكتشف" العرب، داخل إسرائيل، الكاتب الشهيد غسان كنفاني عندما أصدر في بيروت في أواخر الستينات من القرن الماضي كتاباً وثائقياً حول "أدب المقاومة داخل فلسطين المحتلة" (داخل إسرائيل). وفقط بعد حرب 1967، بدأت العلاقات الوثيقة بين الفلسطينيين داخل إسرائيل مع الفلسطينيين في الضفة والقطاع، ومع المثقفين والمبدعين في الدول العربية.
اليوم، تعيش الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل وقد كسرت الحصار وأسقطت التعتيم المطلق، وهي تتابع بقوة وبنشاط كل ما يجري في العالم العربي، بالإضافة إلى المشاركة النشيطة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية داخل إسرائيل. ويتفاعل العرب في إسرائيل تفاعلاً كاملاً مع النضال القومي الاستقلالي للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى نضالهم السياسي والقومي والمدني دفاعاً عن حقوقهم ومستقبلهم على أرضهم، داخل دولة إسرائيل.
ولعل هذا الاستطلاع الأخير يكشف بصورة موضوعية الحيوية السياسية والاجتماعية والثقافية لمليون وربع المليون من الفلسطينيين الذين تشبثوا بالأرض وظلوا مكانهم، مع أنه تغير اسم المكان.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم وثائقي إسرائيلي..أثار عاصفة -يوسف نحماني..وسقوط طبريا!:
- في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...
- الدفاع عن سيادة لبنان الديمقراطي دفاع عن كل المستقبل العربي
- لمواجهة قوى التطرف الديني والاستبداد
- لا قيمة للإنسان وحياة الإنسان
- ربيع الثورة يعم أمريكا اللاتينية
- -أدولف ليبرمان يدعو إلى ..تنظيف- إسرائيل من العرب
- تقول إنك قومي ماذا تقصد؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل