فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 11:07
المحور:
الادب والفن
1
أنا غريبةُ الْأطْوارِ
كلّمَا دخلْتُ دارَ
أُوبّرَا بِ"فْيينَّا" vienne
أجدُنِي وسطَ الْأُوبِّراليَاتِ
أرْفعُ صوْتِي مثْلَهُنَّ
وكأنِّي تدرّبْتُ فِي فرْقةٍ
موسيقيّةٍ متخصّصةٍ...
2
يرْفعْنَ أصْواتَهُنَّ
أرْفعُهُ
يحرّكْنَ أجْسادَهُنَّ
يتحرّكُ جسدِي
وكأنَّ لِهذَا الْجسدِ
مغْناطيساً/
تجْذبُهُ باقِي الْأجْسادِ...
3
النّوطاتُ تتكرّرُ
لَاأقلّدُهُنَّ
لكنِّي مثْلُهُنٌّ...
ظلِّي يتْبعُ إيقاعَهُنَّ
يُخفّضْنَ
أصْواتَهُنَّ
يُخفّضُهُ...
يسْكتْنَ
يسْكتُ أيْضاً...
يغِبْنَ
يغيبُ...
4
يلْتصقُ بِهنَّ وبِتموّجاتِهنَّ
يتماهَى معَ أيّةِ حركةٍ تصْدرُ
عنْهُنَّ
أبْحثُ عنْهُ
فِي حنْجرتِي
يغيبُ الْإثْنانِ دونَ تحديدِ
الْموْقعِ...
5
أعانِي رعْباَ مزْدوجاً
أخافُ فقْدانَهُ
تبعيّتَهُ
وعصْيانِي الْمتكرّرَ...
ألْتزمُ الْحذرَ والصّمْتَ
أُصابُ بِالْخرسِ...
6
أسْمعُ كلَّ لحْظةٍ اللّحْنَ
يتردّدُ داخلِي
هناكَ أحدٌ مَا يمارسُ طقْساً
مقدّساً...!
هلْ هوَ جنّيٌّ متخصّصٌ
فِي نسْخِ موسيقاهُنَّ
أمْ نسْخِ صوْتِي
أمْ شُبِّهَ لِي ولهُ...؟
ربّمَا الذّكاءُ الْإصْطناعِيُّ
يسْرقُ
َينْسخُ...
7
الْتفَتْتُ ورائِي
لِأعْرفَ مصْدرَ ذلكَ
هناكَ أشْباحٌ/
لمْ أتبيّنْ هوّياتِهَا
كنْتُ وحْدِي وسطَ ظلامٍ...
8
رأيْتُ شبحِي
فِي مرْآةٍ مَعْكوسةٍ
عارياً /
يسْترُهُ ظلِّي...
لمْ أتأخّرْ
سمعْتُ صوْتِي يسْتغيثُ
اِمْتطيْتُ شبحاً
لمْ أُميّزْهُ
أَهوَ صفيرُ قطارٍ
أمْ طنينُ أذنِي الدّاخليّةِ...؟
9
حملْتُ أذنِي
وركبْتُ سيّارةَ إسْعافٍ
وقفَتْ
تحْتَ عمارةٍ ذاتِ الْعشْرةِ
طوابقَ...
بعْدَهَا هوَى أعْلاهَا
علَى أسْفلِهَا...
10
نجوْتُ منْ زَلْزَلَةٍ
لمْ يظْبطْهَا
أيّ مرْصدٍ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟