أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - مافيات الفصول العشائرية..ابتزاز باسم العرف














المزيد.....

مافيات الفصول العشائرية..ابتزاز باسم العرف


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 22:10
المحور: المجتمع المدني
    


في مشهد يومي نشاهد بالتواصل الاجتماعي عشرات الفديوهات يكشف لنا اختلال ميزان العدالة بتصاعد ظاهرة "مافيات الفصول العشائرية"، التي باتت تمثل تهديداً صريحاً للسلم الأهلي وركائز الدولة المدنية، لم تعد هذه الفصول تقتصر على دورها التقليدي في رأب الصدع بين المتخاصمين، بل تحولت إلى أداة مافيوية لفرض الإتاوات والابتزاز المالي، مستخدمة ستار العُرف والروابط القَبَلية.
الفصل العشائري الحقيقي يُبنى على الحق والعدل، لا على التضليل والتربّح ، أما هؤلاء المحتالون فهم تجار نزاع لا صلح، وعبء ثقيل على أعراف عشائرنا الأصيلة.
ما تفعله مافيات الفصول ليس مجرد خرق للعُرف، بل هو تقويض فعلي للدولة ، وتكريس لمبدأ "الحق للقوي"، وهو ما يؤدي إلى إضعاف السلطة القضائية، تغذية النزاعات والاحتقانات المجتمعية، ترسيخ فكرة أن العشيرة أقوى من الدولة،مما جعلها بيئة خصبة للابتزاز والفساد المجتمعي.
عندما تتغلغل المافيا داخل العشيرة، وتُستبدل لغة التسامح بلغة الابتزاز، يصبح من الواجب علينا دق ناقوس الخطر ،ليست المشكلة في العشيرة ككيان اجتماعي، بل في من يختطفها لتحقيق مصالح شخصية على حساب المجتمع والدولة،
في الأصل، تأسست فكرة "الفصل العشائري" كوسيلة اجتماعية بديلة لحل النزاعات حينما تتعذر الحلول الرسمية، وهي عادة راسخة في المجتمع العراقي، لكنها اليوم في ظل هشاشة بعض مفاصل الدولة، تُستغل من قبل أفراد أو جماعات يدّعون زعامة عشائرية، يفرضون أنفسهم كقضاة وجلادين في آن واحد، في خلافات قد لا تستدعي أصلاً أي تدخل عشائري، فما بين العرف العشائري الشريف نبيل بالاهداف ، ومافيا الفصل العشائري، تضع هيبة القانون في مهب الريح.
كيف تعمل هذه المافيات
تبدأ القصة عادة بخلاف بسيط شجار، حادث سير، أو حتى منشور في مواقع التواصل ، ليتم تضخيمه وإحالته إلى قضية "دم" تستدعي الفصل العشائري يتم بعد ذلك فرض مبالغ مالية طائلة كـ"فصل"، تُقدّر أحياناً بمئات الملايين واحيانا مليارات ، تحت التهديد غير المباشر "إما الدفع أو الانتقام"، في كثير من الحالات لا يقتصر الابتزاز على طرفي النزاع، بل تُفرض الفصول أيضاً على أصحاب المشاريع ورجال الأعمال أو حتى المؤسسات التعليمية، في حال وقع أي إشكال مع أحد أفراد عشيرة "نافذة".
لماذا تنجح هذه المافيات؟
حين يتحوّل العرف إلى سوق، والعشيرة إلى غطاء للاحتيال، يصبح السكوت شراكة في الجريمة ونجاح هذه الممارسات يعتمد على عدة عوامل منها ضعف القبضة القانونية ، بطء الإجراءات القضائية وتراجع الثقة بالقضاء، غياب الدولة في بعض المناطق ، التواطؤ أو الصمت من بعض القيادات المحلية، الخوف الاجتماعي من سطوة العشيرة.
ما العمل؟
مولم هذا الواقع فالسكوت لم يعد خياراً وبات من الضروري أن تتخذ الحكومة خطوات حازمة، تبدأ بـ:. تشريع قانون ينظم الفصول العشائرية ويمنع التدخل في القضايا الجنائية والمدنية ذات الطابع القانوني ،تجريم الابتزاز العشائري واعتبار الفصول القسرية فعلاً مافيوياً يعاقب عليه القانون ، ، دعم القضاء بتسريع البت في النزاعات كي لا يجد المواطن نفسه مضطراً للذهاب إلى "قضاء العشيرة"، نشر الوعي المجتمعي والإعلامي حول مخاطر هذا الانفلات العشائري المقنّع، تمكين الجهات الأمنية من التدخل في حال وجود تهديد عشائري لأي فرد أو مؤسسة.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل إحصاءات الانتحار للاشهر الثلاث 2025
- التحديات التي تواجه مراقبة غرف التحقيق
- ماذا تعلمت من مهنة الشرطة
- قراءة في حادث المهندس بشير من زاوية الإصلاح الجنائي
- قراءه احصائية للحوادث المرورية خلال عيد الفطر
- صورة رجل الشرطة بالمسرح العراقي
- مقدمي البرامج بين الإثارة الإعلامية والمسؤولية القانونية بإج ...
- صورة رجل الشرطة في المسلسلات الرمضانية
- قراءة نقدية لظاهرة نشر صور المسؤولين مصحوبة بالأهازيج
- الاثار الناجمة عن انتشار ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع
- تكريم المتقاعدين تقاليد اختفت
- أنواع العنف داخل الأسرة العراقية تحليل واقعي
- دور قائد الشرطة بتحقيق العدالة وحقوق الانسان
- النرجسية الوظيفية ودورها في خلق بيئة عمل سامة
- إثر احاطة المسؤول بأشخاص اذكياء ومختصين
- اثر الثقافة على اداء ضابط الشرطة بالجوانب الانسانيه
- دور الاستباق الأمني بتحقيق الامن المجتمعي
- دور التواصل الاجتماعي بانتشار ظاهرة (شوقر دادي ) بالعراق
- أثر العود للجريمة على الامن المناطقي
- غياب الرعاية اللاحقه للمطلق سراحهم بقرارات العفو


المزيد.....




- الأونروا توزع طرودا غذائية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ...
- اللجنة الإعلامية في مخيم جنين: الاحتلال دمر 600 منزل.. وعدد ...
- أمريكا تجدد طلبها للقاء مباشر مع حماس بشأن الأسرى والجثامين ...
- جيروزاليم بوست: رئيس السلفادور مؤيد لإسرائيل وشريك لترامب بت ...
- ترامب يجدد هجومه على بايدن: سمح لملايين -المهاجرين القتلة- ب ...
- -الأونروا-: يجب تجديد وقف إطلاق النار في غزة ورفع الحصار وإع ...
- القوات الإسرائيلية تشن حملة اعتقالات واسعة في مخيم الفوار جن ...
- أوتشا تحذر من تدهور خطير في الوضع الإنساني في قطاع غزة-
- الأونروا: إسرائيل تفرض أشد حصار على غزة منذ بدء الحرب
- تحذير أممي من تدهور خطير في الوضع الإنساني في غزة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - مافيات الفصول العشائرية..ابتزاز باسم العرف