للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 14:50
المحور:
المجتمع المدني
لم تعد ظاهرة العنف اليوم سلوكا شاذا، أو ردة فعل استثنائي بل أصبحت موضة يتفاخر بها البعض وكأنها وسيلة لإثبات الذات، أو لفت الأنظار لم يعهد الجيل السابق هذا النوع من الانفلات الأخلاقي الذي تجاوز حدود الفطرة الإنسانية، وتحول إلى مشهد عبثي يتكرر في المدارس، والشارع حتى في البيوت أصبحت مشاهد الضرب والسب، والتعدي على الآخر أمرا مألوفا مثيرا للإعجاب عند فئة من الشباب الذين فقدوا البوصلة الأخلاقية، ولم يعودوا يميزون بين الرجولة، والعدوان وبين الحرية، والفوضى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مسرحا مفتوحا للعنف بمختلف أشكاله لفظيا، وجسديا ونفسيا حيث يتم تصويره، ونشره وتداوله على نطاق واسع، وكأنه إنجاز لا يستحق العقوبة، ولا التأنيب. هذا الانحراف في السلوك يعكس خللا عميقا في التنشئة، وضعفا في الخطاب التربوي، وفشلا في بناء وعي جديد يحصن الشباب من الانزلاق نحو ثقافة العنف، والتطرف. العنف لم يعد وسيلة للدفاع عن النفس بل صار أداة للهيمنة، والتسلط وتنفيس المكبوتات في غياب الحوار، وضياع القيم وانحسار دور الأسرة، والمدرسة والمؤسسات التربوية تحولت القوة إلى معيار للقيمة، وغابت عن المشهد تلك المفاهيم التي كانت تشكل أساس العلاقات الإنسانية كالتسامح، والرحمة واحترام الغير نحن اليوم أمام مسؤولية جماعية لإعادة الاعتبار للإنسان من خلال بناء وعي جديد يعيد صياغة المفاهيم ويوجه الطاقات نحو البناء لا الهدم نحو المحبة لا الكراهية نحو الإنسان لا نحو الوحشية التي تتخفى وراء أقنعة الحداثة والتحرر
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟