أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة ½














المزيد.....

الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة ½


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 12:18
المحور: القضية الكردية
    


بصوتٍ لا لبس فيه، نطالب الحراك الكوردي في غربي كوردستان بعدم التنازل، تحت أي ظرف، عن مطلب النظام الفيدرالي اللامركزي، وتثبيته بوضوح في صلب الدستور السوري القادم.
فهذا المطلب لم يعد مجرد خيارٍ سياسي ضمن قائمة البدائل، بل تحوّل إلى صمّام أمان وجودي، يحفظ ما تبقى من تطلعات شعبٍ نُكّل به لأكثر من قرن، وسُلب منه حقه في الأرض، واللغة، والاعتراف.
إن التراجع عن هذا المبدأ لن يُعد خسارة لجميع المكتسبات التي حصلنا عليها بدماء الألاف من الشهداء، فحسب، بل مقدمة لنهاية لا تُحمد عقباها، تُعيد الكورد إلى المربّع الأول، إلى دائرة الصمت المفروض، والتبعية المجدّدة، والإنكار المقنن باسم وحدةٍ زائفة.
أما من يُسوّق لمبدأ "حق المواطنة" كبديل عن النظام الفيدرالي، كما تفعل الحكومة الانتقالية، فليُراجع المنطق أولًا:
أيُّ مواطنةٍ تُبنى في ظل "جمهورية عربية"؟
العناد لا يُواجه إلا بمزيد من العناد، لكن المرونة تُقابل بالدبلوماسية الحضارية، لا بالتنازل ولا بالإنكار.
نحن من نطالب بأن يكون الوطن للجميع، لا حكراً على قومية، ولا امتدادًا لهيمنةٍ لغوية أو دينية.
نحن الذين نحلم بسوريا جديدة، تتسع لكل مكوناتها، وننادي منذ البداية بـ "الجمهورية السورية"، لا العربية، لأنها وحدها التي تُعبّر عن واقع البلاد وتنوّعها.
فالفيدرالية، التي يُشيطنها البعض، ليست نقيضًا للوطن، بل هي الصيغة الأرقى لنظام عادل، في البعدين الديني والعلماني معًا، يوازن بين التنوّع والانتماء، ويحفظ الحقوق دون أن يُلغي الخصوصيات.
هي ليست بدعةً غربية، بل مبدأ متجذّر في النصوص السماوية كما هو في دساتير الدول المتقدمة؛ ففي جوهرها، تقوم على الاعتراف بالاختلاف لا نفيه، وعلى توزيع عادل للسلطة والثروة، لا احتكارها باسم
الأكثرية أو التاريخ أو القوة، نظام يضمن المساواة دون محو، والاندماج دون ذوبان، والحقوق دون فضلٍ من أحد.
أليس في الاسم ذاته إعادة إنتاج لمنطق "السيد والموالي"؟
هل يُعقل أن تُطالب الأقليات بتذويب هويتها، بينما تُكرَّس هوية واحدة في النصّ، والراية، والمسمّى؟
الاعتراف النظري بالمساواة لا يكفي، ما لم يُترجم إلى بنى دستورية عادلة تضمن التعدد القومي، وتُعترف بالكورد كشعب أصيل، لا كأقلية طارئة.
بدون نظام فيدرالي حقيقي، يكفل للكورد إدارتهم الذاتية وحقهم القومي، سيظل الحديث عن المواطنة مجرد واجهة مُخادعة.
تبدأ بالوعود، وتتطور إلى التهميش، وتنتهي بإعادة فرض الصمت على الكوردي، كما فُرض عليه لعقود.
وإن خسرنا ما نملكه اليوم، لعلنا لن نُمنح فرصة استعادته مجددًا، أمام هذا السعار العنصري المتصاعد من أيتام البعث والتكفيريين، الذين ورثوا عن أسلافهم لغة الكراهية، واتخذوا من الهجوم على الكورد قاسمًا مشتركًا بين أطيافهم.
لقد بدأت تظهر، من بينهم، شرائح تُشكّك في كل شيء: في تاريخنا، وفي ديمغرافيتنا، وفي لغتنا، وحتى في حقنا في الوجود كشعب.
لذا فإن التراجع عن مشروع الفيدرالية، اليوم، ليس ترفًا سياسيًا، بل مقامرة بمصير شعب، وبمستقبل قضيةٍ لم يعد أمامها خيار سوى أن تُثبت نفسها، أو تُمحى.
فكل القوى الدولية والإقليمية المتحالفة مع الكورد اليوم، سواء صرّحت بذلك علنًا أو دعمته ضمنًا، تعترف بأن لا حل في سوريا إلا من خلال دولة فيدرالية ديمقراطية.
ولذلك، فإننا نهيب بجميع الأحزاب والقوى المشاركة في المؤتمر أو الكونفرانس الكوردي الوطني، المتوقع انعقاده في قامشلو بتاريخ 18/4/2025، أن تجعل من شعارها، ومن هدفها الأول، ترسيخ النظام الفيدرالي اللامركزي، لا بوصفه مجرّد تكتيك سياسي، بل باعتباره قناعة استراتيجية تعبّر عن طموحنا المشروع، وعن سعينا إلى عدالة سياسية حقيقية داخل سوريا كوطن للجميع، وفي قلبها جزء لا يتجزأ من كوردستان.
في كل مرة يُطرح فيها مطلب الفيدرالية أو النظام اللامركزي، تنهال الاتهامات، أنتم تريدون الانفصال، أنتم تعملون على تقطيع أوصال الأوطان، أنتم تغذّون التقسيم تحت لافتات الحداثة والمساواة.

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
14/4/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان وحدة الجغرافيا وشرخ الوعي
- قراءة في قراءة عن مقالة إبراهيم اليوسف حول (في قضايا كوردستا ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.
- في مواجهة الأقلام المتسكعة خلف الأسماء المستعارة كفى عبثًا ب ...
- حين وقفت على حافة مقبرتي وصافحت عظامي
- الجغرافيا لا تكذب، الكورد أصل الأرض قبل أن تُسمى سوريا
- هل الله جريمة؟
- أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة
- زيارة الشرع إلى إسطنبول رسائل مشفّرة من واشنطن عبر أنقرة
- تسليم الساحل السوري لقوات قسد خطوة إنقاذ لسوريا من التقسيم
- في حضرة الغياب الإلهي مجازر شنكال وسوريا بين التكفير ورايات ...
- الكورد والثورة السورية تحذير من تكرار الخطيئة الإيرانية
- نوروژ بين الدين والقومية، بين الثورة والطمس
- إلى أي درك كارثي تتهاوى سوريا؟
- حين يتقيأ الحقد، العروبة المشوهة في مواجهة الحقيقة الكوردية
- إعادة قولبة سوريا
- سوريا نحو الاستبداد الدستوري
- صناعة الشعوب المشوهة
- قراءة سياسية في اتفاقية مظلوم عبدي وأحمد الشرع


المزيد.....




- حشود النازحين عند تكية توزع الطعام بمخيم النصيرات
- غزة: المجاعة أصبحت ظاهرة واضحة في القطاع
- لبنان يعلن استعداده لوضع خطة بالتعاون مع السلطات السورية لعو ...
- الأونروا: النظام الصحي بغزة يتعرض للهجوم منذ بدء الحرب.. ويج ...
- محمد الحسان: العراق وصل إلى مرحلة لا يحتاج فيها بعثة الأمم ا ...
- الأمم المتحدة قلقة من غارات إسرائيل على المدنيين بلبنان
- الأمم المتحدة تصف الوضع في غزة بالجحيم وتحذيرات من كارثة بال ...
- عاجل | الداخلية السورية: القبض على رئيس فرع التحقيق السابق ب ...
- في يوم الأسير.. 63 شهيداً وأكثر من 16400 حالة اعتقال منذ 7 ...
- مجزرة المسعفين برفح.. أراد الاحتلال طمسها وكشفتها الأمم المت ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة ½