سحر مهدي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:50
المحور:
الادب والفن
صديقي
قبل عشرين عاما
آخر الكلمات كتبت
(( أنها الغابة ...
أيتها السمراء ))
وشمتها في ذاكرتي
ومضيت
لم تقل
اكثر
ربما شرحت
لم أعد اتذكر
عند باب الغابة
ودعتني
قطعت حبلنا السري
واختفيت
كان غيابك موجعا ...موجعا
مثل سكين صدئة
تحفر جرح
لم أصدقك وتمردت
أطلقت للريح شعري
عصافير أنوثتي
ضجيج أشتهائي
هسيس شفاهي
بعيدا جدا
جدا ...سافرت
جبت
جبالا ....وديانا ...ومرات كثيرة
عند الحافات هويت
نبت العليق بين أصابعي
للغيلان ...للحيتان ...للفئران
أصغيت
تعلمت لغة الغدر
ومن ندوبي تدليت
أنشبت النيوب في حنجرتي
لعقت نزفي
وبجلدي المثخن تدرعت
وأتذكر
أنها الغابة
كلما أعييت
لكني ياصديقي
عنيدة
عند كل عاصفة
أسيح
نتفا من براءة
نتفا من دهشة
نتفا من حلم
نتفا من ثلج
نتفا من ماء
نتفا من حرائق
نتفا من رماد
حصاد العشرين عاما
لسمرائك
حفنة دمع
خيبة تلو خيبة
بقايا أشرعة
وأرجوحة طفلة عنيدة
لازالت
تهتز في الريح
#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟