أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - ما يحدث في إندونيسيا يذكر بدكتاتورية سوهارتو














المزيد.....

ما يحدث في إندونيسيا يذكر بدكتاتورية سوهارتو


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 00:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تشهد اندونيسيا موجة جديدة من الاحتجاجات ضد تشديد ما يعرف بالقانون العسكري. في 20 آذار الفائت، أقر البرلمان الإندونيسي قانون "إصلاح القانون العسكري" لعام 2004. وكانت محاولات حكومية سابقة لتعديل القانون قد باءت بالفشل. وفي بداية هذا العام، عادت الحكومة إلى ملف تعديل القانون، بحجة أن القانون يحتاج إلى التحديث والتكيف مع "التحديات" الحالية. وهذه مجرد ذريعة لتشديد قبضة الحكومة على سكان البلاد. لقد اختارت الحكومة أيام الصوم في رمضان لتمرير التعديل دون ضجيج. وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت موجات عديدة من الاحتجاجات، على سبيل المثال لا الحصر ضد الفساد أو القوانين المناهضة للمجتمع. وكان التعديل الأخير بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير (الحكومة).

نقد التعديل
المحتجون ومن يدعمهم يرون ان التعديل الحالي يكرس دورا غير محدود للجيش في حياة البلاد. ويمنحه فرصة أكبر للتدخل في الشؤون المدنية. وبذلك، يمكن لأعضاء القوات المسلحة شغل مناصب مدنية في 14 مؤسسة حكومية، أي أكثر من السابق، حيث كانت حصة الجيش عشرة مناصب مدنية فقط. ويُسمح للعسكريين بشراء الأراضي، والعمل في القطاع الخاص، ويمكنهم الآن أن يكونوا جزءًا من مشاريع البنية التحتية أو المشاريع الاجتماعية. وهذا يسمح للجيش بتوسيع نفوذه إلى كل مجتمع صغير وجميع مجالات الحياة المدنية. وهذا ما يسمى بمبدأ الوظيفة المزدوجة. وهذا يعيدنا إلى زمن محمد سوهارتو (سنوات الدكتاتورية العسكرية (1967 -1998)، أي ان الجيش يتحول إلى فاعل مؤثر في اقتصاد البلاد.

لقد تلمس السكان هذه المخاطر الكامنة، وكان الطلبة المحرك الرئيس للحركة الاحتجاجية، ومع انتشار الاحتجاجات، اتسعت دائرة الأوساط المشاركة فيها، ويلاحظ المتابعون حالة من التضامن المتصاعد بين المحتجين وعامة الشعب.

اتساع جغرافيا الاحتجاج
لا تنحصر الاحتجاجات في العاصمة، وامتدت لتشمل 40 مدينة، وتتنوع طبيعتها بين الاحتجاج السلمي الهادئ، وشقيقه الصاخب، حيث تتحول ساحات الاحتجاجات في بعض المدن إلى ميدان لمهرجان احتفالي كبير. بالإضافة إلى ذلك تنعكس روحية الاحتجاج بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي لعبت دورا مؤثرا في دفع الناس للخروج إلى الشوارع والساحات.

يشارك الآلاف في الحركة الاحتجاجية، وليس هناك معطيات دقيقة لان الحكومة تمنع أي تغطية حقيقة للحدث. ولهذا يحاول المحتجون التوجه لوسائل الإعلام العالمية لكسر الحصار الحكومي والتعريف بقضيتهم.

وبجري ترهيب وسائل الإعلام بطريقة بشعة ومتخلفة على سبيل المثال، في بداية شهر آذار، تلقت مجلة تيمبو الأسبوعية ً طرداً يحتوي على رأس خنزير مقطوعة الاذنين، ثم تبعه ستة فئران أخرى مقطوعة الرؤوس. ونُشرت بيانات شخصية لإحدى الصحافيات على الإنترنت، وتلقت أسرتها العديد من مكالمات التهديد. وتم ملاحقة تشكيلين، قاموا برسم جداريات للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

الجيش يشارك في القمع
لا تنحصر عمليات القمع بقوات الشرطة فقط، بل يشارك الجيش والمليشيا بقمع المحتجين، مستخدمين الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة بعض المتظاهرين بالعمى.

وينعكس إقرار التعديل بشكا منظور، فبمجرد إقراره في البرلمان، قامت الحكومة بنشر وحدات الجيش ضد المتظاهرين. وهذا يثبت الغرض الحقيقي للتعديل، المتمثل بإضفاء غطاء قانوني، لتبرير العنف والقمع. وهذا يشكل تهديدا للديمقراطية. يضاف إلى ذلك الفساد الصارخ وعدم وجود معارضة قوية في البرلمان على الإطلاق. الجميع تحت سيطرة رئيس الجمهورية الحالي برابوو سوبيانتو، وهو ابن زوجة سوهارتو وجنرال سابق شارك في اختطاف المعارضين في ثمانينيات القرن العشرين، ولم يتعرض لأي مساءلة، لعدم توفر "الأدلة".

يمكن القول إن اندونيسيا لم تتعاف بعد، وما زال القمع والملاحقة يطبع حياة الناس، على الرغم من مرور قرابة 60 عاما على واحد من أبشع الانقلابات العسكرية في تاريخ العالم المعاصر، راح ضحيته مئات الألوف من القتلى والمختطفين والمشردين والملاحقين. وما زال الكثيرون يعاملون ببشاعة ولا إنسانية، ولم يُرد لهم الاعتبار، وخصوصا الشيوعيين وذويهم، الذين تحملوا القسط الأكبر من عنف الانقلابين.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد أن تجاوز الصدمة / الشارع الأمريكي ينتفض ضد ترامب
- محاولات لشقّ المعارضة التركية بدلاً من قمعها المباشر / احتجا ...
- عبر حيلة برلمانية.. إقرار تخصيصات هائلة للعسكرة والحرب في أل ...
- الحاجة إلى نظرية جديدة للإمبريالية
- صربيا.. استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة والفساد
- سلطة ترامب مبنية على الرمال / بقلم: أنغار سولتي*
- مع تصاعد الغضب الشعبي.. هل يتجاوز رئيس وزراء اليونان الأزمة؟
- صراع الهيمنة الرأسمالية في زمن البلطجية
- خطط تَسلُّح الاتحاد الأوروبي.. أرباح على حساب السلام
- قراءة في النجاح الانتخابي لحزب اليسار الالماني
- على الرغم من تقدم اليمين المحافظ والمتطرف/ الانتخابات الألما ...
- خطاب فانس في مؤتمر ميونخ للأمن وجديد الرأسمالية الغربية
- صوتوا لحزب اليسار الألماني في الانتخابات المبكرة
- مؤتمر ميونخ للأمن.. اختفاء الإجماع الغربي وغياب الحلول
- بعد تولي ترامب السلطة / ملفات الاختلاف داخل المعسكر الغربي ت ...
- بعد الاقتراب من التعادل في الجولة الأولى.. هل تصبح مرشحة الي ...
- البحث عن سردية معاصرة لليسار
- لا لترامب والحرب، نعم للاشتراكية.. حول الطبقة العاملة وعسكرة ...
- خمس سنوات على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.. خيبة أمل تع ...
- للفلسطينيات المفرج عنهن وجوه وأسماء أيضاً


المزيد.....




- -القرم مقابل وقف الحرب-.. مصدر يكشف لـCNN مقترح قدمته أمريكا ...
- -أهلا بكم في بيت العبيد-.. تسلا تتوصل لتسوية مع موظفة سوداء ...
- قبل انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين أمريكا وإ ...
- مصدران لـCNN: الحوثيون يسقطون خامس مسيرة أمريكية خلال شهر
- علماء: أوراق النباتات تمتص البلاستيك من الهواء
- خبراء: ترند -دمى باربي- بالذكاء الاصطناعي يخفي مخاطر لا يمكن ...
- دراسة تؤكد فوائد تمارين اليوغا لعلاج آلام مفاصل الركبة
- ظاهرة شمسية تتكرر كل 100 عام.. كيف ستأثر عواصفها على الأرض؟ ...
- تهديدات ورسائل متضاربة تسبق جولة المحادثات النووية الإيرانية ...
- واشنطن تهدد بـ-التخلي- عن محادثات وقف الحرب في أوكرانيا إذا ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - ما يحدث في إندونيسيا يذكر بدكتاتورية سوهارتو