أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أروى عثمان - المدينة تُعرف بالموسيقى والرقص















المزيد.....

المدينة تُعرف بالموسيقى والرقص


أروى عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


المدينة تُعرف بالموسيقى والرقص:
الإرهاب الفكري، لـ"غني معانا"
**
"لقد جعلونا نحترب أسوأ من قطيع الذئاب، الكراهية في كل مكان ". (ميخائيل شولوخوف – الدون الهادئ)
**
إلى الفنان: عمار العزكي
**
"محد يفارق حياته والعمر ناقص
ياقلبي غني وهيم وارقص مع الأشجان
دنيا قصيرة وما تستاهل الأحزان
اغنم زمانك وعيش العمر ..
انسى الهموم
الحياة حلوة بكل معنى"
عندما يريد الفنان بإحساسه الإنساني المرهف، أن يبهج أبناء شعبه الفاني بالحروب والمجاعات والجهل و"القات" والمخدرات الأخرى، والظلام والفساد واللادولة، بكلمات ونغم من زاد الحياة التي نسيناها مع خشونة الحياة اليومية المرهقة وخصوصاً على النساء والأطفال، يقول لهم: " غني معانا وفرفش ياقمر وارقص، مع الأشجان، افتهن والحياة قصيرة، وافتح نوافذ الحياة بالغناء وارقص واطرب.. الخ.
كلمات تقويك وتبهجك، تجعلك ترمى الموت وتقاومه بالموسيقى والرقص، والجمال.
كانت هدية عيدية، سرعان ما أصابت الكثيرين بالهستيريا التي تصل حد الإرهاب، " أيش في"، كما رد الفنان العزكي بعد الهجوم الشرس على الأغنية وفنانات الرقص الجميل؟ نعم أيش في: "سلامات"؟!
في هذه الثورة والتثوير الظلامي، واستدعاء تراث غزوات بدر وأحد، وحطين والله وأكبر، و"قل جاء الحق، وزهق الباطل"، وا"معتصماه"، و"أحدُ أحدُ"، و"خيبر خيبر يايهود جيش محمد با يعود"..الخ من هذيانات الفصام، خرجت الغرائز المكبوتة بعد ذبل مخدرات: "القات" وبودرة "البردقان"، تشحذ السنتها وأسلحتها: ياغارتاه، ديننا في خطر و التاريخ والحضارة والإيمان والحكمة، والعادات والتقاليد واليمن الأصل والفصل، والعروبة في خطر، أين أخلاقنا، وسمعة اليمن الأشرف والأنقى من هجمات الأعداء: الموسيقى والرقص والستارة الصنعانية والضحكة والبهجة والوان الفرح، و"الحياة حلوة بكل معنى"؟!
في هذه الحفرة-المدخنة توحد القطيع الإلهي، و"مليشيات الأخوة الأعداء(السني والملالي).
في ظل هذا العمى الإيماني الهائج، لا الصواريخ والموت المستديم والألغام واللاتعليم واللاكهرباء وأدخنة الموتورات السامة والماء المسموم والحياة-المقبرة، والعطالة والبطالة" الفرغة القاتلة" تستثير اليمنيين كما تفجرهم، دندنة أغنية ورقصة، وبروز شعر امرأة حتى لو كانت طفلة!
أما المضحك المبكي، ذلك الاكتشاف الخارق: كيف انقلب عمار العزكي من حافظ للقرآن إلى فنان ماجن وخليع، وكافر، وديوث وو.." ونعوت يخجل المرء أن يتفوه بها"!، وليس بآخر وبضحكات بلهاء على " السوشيال ميديا" يطالبون بسحب الهوية الإلهية، وتجريده من جنة" اليمن الإيماني السعيد"، نعم، قمة المسخرة والإبتذال، وفعلاً" ما يقيد الله إلا وحوش"! كما يقول المثل الشعبي.
فماذا تقولون، عن أسطورة الشرق، المطربة الخالدة أم كلثوم فهي حافظة للقرآن، وعن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، هو كذلك حافظ للقرآن، وبالمثل محمد رشدي، محمد عبد المطلب، سيد مكاوي، مدحت صالح، الشيخ إمام، أحمد سعد، وليس بآخر الموسيقار الخالد سيد درويش، كلهم حفظوا القرآن وغنوا ورقصوا، ومثلوا أفلاما خالدة، وأغانيهم تهيج أشجاننا وتسعدنا على مدى الأجيال وحتى اليوم.
**
الوجود يساوي الحرية، ومن حق الفنان وأي إنسان يشدو ويرقص ويبتهج، أما، تلك التابوهات: الحضارة والشرف والإيمان، والأصل، وداعي القبيلة والبداوة والعيب الأسود والأخضر وكل الألوان من المحرمات، أنتم من صنعتموها وعبدتموها وسبحتم في فلكها، خصوصاً مع غياب معنى الدولة والقانون والتعليم، والأمية التي تبلغ في اليمن 90%، تقريباً.
**
متأكدة ان المنتقدين والمجاذيب والمجانيين والهستيريين، وسيوف الله والحق من الدعاة والمشايخ الغلاظ، الذين "حيرهم-قوتهم" تأتي على النغم، والطبل والصحن والمزمار، و"الدسعة والسارع والساري( مكونات الرقصة الصنعانية)، تتزاحم على السوشيل ميديا ويسيل لعابهم على "غني معنا" وأغاني وموسيقى وفنون الشعوب، لكن الفصام المقدس-التقية، يجعلهم يشحذون سيوفهم، ويفتكون بمن يقدس الحياة ويؤثثها بالبهجة والأنغام، غير انهم أمام الفضاء العام، يقسمون بأغلظ الإيمان، والله ما شرقت شمس ولا غربت إلا بالنيل والقتل المعنوي لكل من يشتغل بالفن، وكان الفنان عمار العزكي أضحية ومائدة الجلد أيام عيد الفطر وحتى اللحظة.
هذا هو اليمني الفصامي بامتياز، الذي يعد من يشتغل بالفن ناقصاً ومزيناً، وبلا أصل وضعيفاً، و"بني الخمس"، ..الخ من التسميات العنصرية والدونية في التركيبة الاجتماعية والثقافية، اليمني الفارط الذكورة، الذي يسمح له العُرف والتقاليد أن يرقص مع الفنانات، لكن، لا يسمح لأي امرأة تغني وترقص من بلده، بما فيهن الجدات، بل وممكن أن يقتل وينال الشرف إن رقصت امرأة من عائلته أو قبيلته!
أولئك الملغومون بهويات مجذومة،: أصل العرب والإيمان والأرق قلوباً وأفئدة، لم يتركوا الفنانة-الطفلة، "ماريا قحطان" المولودة في 2010، نعم، لم تسلم من الأذى والسكاكين الحادة، حتى كيسوها بالحجاب، طفلة لم تتعدّ العاشرة من عمرها، قبل سنوات، عندما تعرضت للأذى بسبب الخرقة: الحجاب، وبالمثل الفنان "ملاطف الحميدي" الذي جرد من هويته وانه ناقص وليس قبيلي، وغيرهم من عشرات الفنانين والفنانات الأبطال الذين يناضلون باستقتال من أجل الفن، بل، ويقتلون في وضح النهار،: نادر الجرادي، سام المعلمي، وجلال السعيدي، وغيرهم من الفنانين، وسجن الفنانة انتصار الحمادي منذ خمس سنوات ومثلها العشرات، في السجون الحوثية-أنصار الله، وليس بآخر تبرؤ قبيلة آل العزكي منه.
الإرهاب الغرائزي المنفلت، جعلوا العزكي يخفي خانة التعليقات من صفحاته جراء التعليقات الإرهابية، والتهديدات، وأخفها السامة.
للأسف حتى بعض الكتاب دخلوا هذا المستنقع، ووسموا تعليقاتهم" هل ترضاه لأختك، هل ترضاه لأمك، هل ترضاه لجدتك، هل ترضاه لأم الصبيان وام الجن، " لاتخافوش، الراقصات لسن يمنيات"، " اليمنيات شريفات"!
في غمضة" غني معانا" اصبح أعداء الحياة والبهجة يتمنطقون بسادة الإرهاب، من، عبد المجيد الزنداني، وعبد الله العديني والحويني وابن باز، وغيرهم، ونسوا، ما قاله أبو حامد الغزالي: "من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج"!
**
2025، أن تقع هذه التكنلوجيا "وسائل التواصل الاجتماعي" بيد الرعاع والمُخدرين، وسادة الكوارث في مجتمع حددته المليشيات الدعوية والقبلية والعسكرية الفاشية، مجتمع اليمن -اللادولة، كيف ستكون صورته في الألفية الثالثة، مجتمع يحتقر الفنون ويجرمها، يمن بلا مسرح ولا سينما، بلا موسيقى سوى زوامل الحرب والخراب المستديم اخف التعبيرات أن: مجتمع الغابة يظل أكثر إنسانية من الذي نراه ونسمعه، ويدمي القلوب.
كل يوم يتأكد لنا مع كل غوغاء ساحقة ماحقة تشحذ سكاكينها على سيناريو تجريم الفنون والحياة في اليمن" السعيد"، لماذا نُنعت بالبلد المتخلف، بلد خلف الشمس والحياة الطبيعية ليس بخمس بل والف ومليون!
**
رحم الله شاعرنا الكبير عبد العزيز المقالح، وهو يصفنا: "أنا من بلاد القات مأساتي تضج بها الحقب".
قطف خبر:
تحية للفنان الرائع عمار العزكي وفرقة الرقص وهم يريقوننا الحياة والبهجة والأنس والسعادة، في لحظة نحتاجها بالضرورة.
كنا نتمنى أن تكون تلك الرقصة الجميلة، التي صاحبت الأغنية الرائعة" غني معانا" صادرة من الفنانات اليمنيات والجنسيات الأخرى وبالملابس المبهجة من الستارة الصنعانية والرداعية والأزياء التعزية والتهامية والعدنية والحضرمية والمحويتية والصعدية من دماج ومران، .. وغيرها من الأزياء الحداثية للمحافظات اليمنية.
ونتمنى وفي حضور الدولة الحقيقية-دولة المواطنة، أن نغني ونرقص ونحتفي بالحياة في اليمن، أن تؤثث الحياة المدنية الداعية إلى" غني معانا وياقمر وارقص"، فرقة الأوركسترا الحضرمية وعمار العزكي، وغيرهم من الفنانين والفنانات المشتتين في الخارج أن يقيموا احتفالاتهم غناء ورقصاً في أرض اليمن شرقا وغرباً، يمن بلا أصل ومراجع دينية ومذهبية، بلا هويات عنصرية وعرقية آرية، بلا أردية وأحجبة المقدسات البدو-قبلي، وأن يفتتحوا نغم من بلادي والعالم في "باب اليمن" المفتوح على كل الثقافات. فجريمة أن يفتح لهم العالم مسارحهم وقصورهم ومتاحفهم وفي بلادهم يجرمون ويحكم عليهم بالموت، وأخفها اللعن والشتم والتكفير والتخوين والإرهاب، وليس بآخر أمثلتهم الشعبية التي يعف اللسان عن نطقها، من" بكر بالتوبة مات..."، مخجل!
فمن يحكم هذا السوق السادي الملغوم والمنفلت، هذا المستنقع الآسن الذي يكرع كل ثانية طرشه السام في وجوه الفنانين والفنانات والبلاد والعباد؟ـ، وأين نضع المقولة التاريخية الكاذبة-الهاذية:" اليمن السعيد"؟!
**
تحية للشاعر إبراهيم القعيطي، والموزع عبد الرحمن الحارثي..
تحية لفرقة الرقص
وليس بآخر، تحية للفنان عمار العزكي
فكيف تشوفوا؟!



#أروى_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة تعرف بالوجه المفتوش: الخطاب البصري للاوجه - قراءة سي ...


المزيد.....




- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أروى عثمان - المدينة تُعرف بالموسيقى والرقص