أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - عمق انساني وبعد فني يمتزج بجلالات الفن....... الفنانة -سندس تمروز- احساس بالجمال من دون اغفال للرمزية















المزيد.....

عمق انساني وبعد فني يمتزج بجلالات الفن....... الفنانة -سندس تمروز- احساس بالجمال من دون اغفال للرمزية


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


الفن مجال الإبداع الفردي، وهو ميدان العبقرية التلقائية التي تتجاوز القواعد ولا تعترف بالقيود ، ذلك ان الفن حقل ابداعي ، فاما أن تكون من المبدعين فيه او من المشاهدين المتذوقين ولا توجد حالة وسطى بين ذلك، وفقا للرؤية النقدية حول طبيعة الفن ومكانته وأهميته في التجرِبة البشرية، ومفهوم التذوُّق الفني والمعايير التي تحدِّد جمالية الفن أو التي تميِّز كل فنان عن غيره.
نتناول اليوم بعضا من اعمال فنانة مبدعة بدأت ببناء نفسها لتغدو ما هي عليه الان ؛ فهي اليوم أكثر قوة ورصانة وحققت استقلاليتها ، فغدت سيدة نفسها ، وهي المتصالحة مع نفسها المليئة بالرضا وحب الناس وغدا التسامح اختيارها كما علمها يسوع ، انها "سندس تمروز".
ما قدمته "سندس " من انجاز فني حتى الان ليس نشاطا إنسانيا فوق العادة في الفن ، بل هو عمل يقوم به اي انسان لديه موهبة في هذا المجال ، فابدعت به لدرجة ان الشخص العادي يجد صعوبة في محاكاتها والإتيان بمثل ما قدمت ؛ وهذا انجاز متميز لكنه ليس خارقا ولامستحيلا بالنسبة لمن يمتلكون مثل هذه الموهبة ، هذا التشبيه وفقا للمنظور الفلسفي لـ"نيتشه Friedrich Nietzsche" شريطة الإتقان وإحكام العمل ؛ اذ ان الفنان المبدع الذي يصدر عنه عمل فني متميز عادة هو نتيجة عمل منظم ومتقن.
تتميز لوحات" سندس" بخصائص نفسية عميقة وفعالية تركيبية من خلال تناولها لشخصيات باعمال فنية تبدو وكأنها تخاطب المتلقي ؛ تستخدم "سندس"الزيت والاكرليك بشكل عام وفقا لمتطلبات اي عمل فني ؛ وما يميز اعمالها ان الالوان فيها غالبا ما تكون ذات حساسية غير عادية للضوء ما يجعلها تستقطب الانظار برغم انها الوان غامقة في غالبية اعمالها الا انها زاهية في ذات الوقت وسبب ذلك انها دقيقة في اختيار الوان تبرز من خلالها الالوان الغامقة فتعطيها عمقا انسانيا وبعدا فنيا ، ذلك انها تختار الالوان بتوازن دقيق ما يمنحها بعدا جماليا مميزا بحيث تبدو الوانا مبهجة برغم انها غامقة حتى انها تبدو كانها صور حقيقية ، لانها ذات حساسية عالية للضوء واللون.
صَقَلَ تمريرات"سندس" اللونية اختيارها لثيمة عملها التي هي مسار اختطته هي من دون ان تبتعد عن جلالات الفن باختياراتها اللونية وما تترجمه من احساس بالجمال ، من دون اغفالها للرمزية برغم انه يمكننا تصنيفها كفنانة "واقعية" وهي بذلك تخاطب المتلقي من خلال اعمالها الفنية.
من ابدعات "سندس" التعبير عن الحالة الانسانية التي هي "سكون المشاعر وصفاء الذهن" وهذا نراه في لوحة المرأة التي تقف خلف الدوامة بحيث لا يظهر منها الا مساحة محدودة من وجهها ، وهذه إستعارة بإعتبارها مثلا ترمز إلى النفس البشرية عندما تتصالح مع نفسها وتكتفي بذاتها عن من يحيط بها ؛ انه إتصال الروح بالجسد ، فهي هنا لا ترى مَنْ حولها الا كظلال متحركة حتى غدت حرفا لا يُكتب وكتابا لا يُقرأ ؛ تشترك في تلك الرمزية لوحة مميزة لـ"سندس" هي تلك اللوحة التي تستقطب الانظار برغم الالوان الغامقة التي تظفي على اللوحة جلالا فنيا مميزا ؛ ترى في تلك اللوحة امرأة بملامح ناعمة وهادئة لكن الضغوطات التي تعرضت لها والتي يمكن ملاحظتها على شكل خطوط متعرجة تغطي اللوحة وتتخلل وجه تلك المرأة تبرز حالة التحدي في نظراتها بل وتشعر بها واضحة جلية كلما كررت النظر في عينيها وفي حركة شعرها التي تنطوي عن حركة خفية عادة ما يقوم بها الانسان لا اراديا عندما ينتابه مثل هذا الشعور ، وبرغم ذلك ترى ان هذه المرأة متصالحة مع نفسها مكتفية بذاتها الامر الذي منحها القوة وجعلها في حالة التحدي تلك ؛ وهذا يذكرنا برؤية مارتن هايدغر"Martin Heidegger" اذ يؤكد : ان الوجود البشري وجود أصيل ووجود زائف ؛ فالوجود الأصيل هو ذاك الوجود الحقيقي الذي تشعر معه الذات أنها قائمة بذاتها ومسؤولة عن نفسها ، انه ابداع وثيمة فلسفية تطرح من خلالها "سندس" اسئلة موضوعية وفكرة لم تخطر على بال الكثير من الجمهور.
وفي عمل فني اخر البعض يطلق عليه عمل فني "هجين" تمزج فيه"سندس" بين اللوحة والنحت هذا العمل الفني يتمثل بلوحة عنقود العنب ولوحة الشجرة التي تنمو وتتكئ على حائط متهالك لكنه غني بذكريات بيت العائلة الذي كان يفيض محبة وسعادة وامانا والذي غدا اليوم اثرا بعد عين ؛ هنا تاخذك "سندس" لتعيش زمنا جميلا في لحظات قليلة تنتقل خلالها الى مامضى من حياتك ، كل ذلك من خلال التفاصيل التي تضمنها هذا العمل الذي ابدعت فيه ، لتعبر عن فكرة عميقة وبسيطة في الوقت ذاته ؛ وهذا هو جوهر ما قاله ((يوهان غوته "Johann Wolfgang von Goethe" : السعادة الحقيقية ليست مرتبطة بالمكانة الاجتماعية أو الثروة، بل بالسلام الداخلي والراحة النفسية التي يجدها الإنسان في منزله. سواء كان الشخص ملكًا يعيش في قصر أو فلاحًا يعيش في بيت بسيط، فإن السعادة تعتمد على الشعور بالراحة والسكينة داخل هذا الفضاء الخاص)). لتثير "سندس" والكثير من الفنانين الذين قدمو اعمالا فنية مشابهة العديد من الأسئلة عبر هذا النوع من الاعمال الفنية التي تجمع بين ما هو ثنائي وثلاثي الأبعاد فتطرح إحدى أبرز الاشكاليات في هذا العصر من ناحية الفن التشكيلي وهو "مفهوم الفن في حد ذاته" ، فبعد ان كان الفن يعتمد على المهارة ، تحول إلى طرح مجموعة من المفاهيم والتصورات بينها ما يعرف بـ"الفن المفاهيمي" ولكثرة تعريفات الفن بعد هذه التحولات التي عرفتها الفنون البصرية أصبحت اللوحة موضوع تسائلات لا نهاية لها ؛ فالفن المعاصر ليس كما يعتقد الكثيرون من انه مجرد عبث وان اية خربشة على القماش او الخشب يمكن أن تكون فنا ، لان الفن لم يبق ضمن مستوى المهارة اليدوية فحسب بل امتزج بمشاعر وافكار الفنان التي اكتسبها من واقع الحياة وملابساتها ، فأصبح الفنان بذلك حاملا لتصورات وافكارا خلاقة يصوغها الوانا وتجسيدا بدقة في تصوراته وخطابه كيفلسوف يطرح أسئلة لا نهاية لها.

وختامh نرى في اعمال الفنانة "سندس" إثر الجمال الفني والروحي لان اعمالها الفنية مليئة بالأحساس ؛ وما تقدمه ليس فنا ينطوي على جمالية فقط بل عبقرية الأسلوب في تناول هذه الثيمة ، فلكل فنان رؤية خاصة خلفها سر يسرد من خلاله قصص بالالوان وهكذا فإن أغلب الفنانين هم بمثابة رحمة سماوية يزرعون الخيال في الروح والشعور الذي يعتري المرء في لحظة التأمل والتمعن في خبايا هذه الاعمال الفنية ؛ فكل لوحة هي حكاية من حكايات الجمال.

https://www.facebook.com/share/Kpvunat6od37Jmiw/

https://www.instagram.com/art.tamrooz/

tihref="https://www.facebook.com/artktok.com/@suta.art" target="_blank" https://www.facebook.com/artktok.com/@suta.art" class="aEml">class="aLink">https://www.facebook.com/artktok.com/@suta.art
Tamrooz



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن يولد من حب ...... قراءة لغة الاعمال الفنية ل -Gabi Sara
- لامع سيف والرسم بالكامرة............. استشراف آفاق الواقع ال ...
- وفاء شرموخ وحكاية مختلفة مع الجمال
- عراقنا تتلاعب به الذيول وميليشياتهم والسفهاء المعممين
- شهادات الذيول ما يسمى -مجلس نهاب وحكومة-...... تزوير الدر ...
- قراءة في الأعمال الفنية للفنان السويدي بيرتل سوندستيدت -bert ...
- المرايع والذيول .. العراق سرقات وفساد وقطعان تتبع ايران ووو. ...
- بالبطش والتنكيل .. الذيول القتلة يحكمون بلاد الرافدين ويسرق ...
- العلاقة بين التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي في أعمال الفن ...
- اعمال الفنان السويدي TED HESSELBOM الفنية لغة جديدة للتواصل ...
- لمصلحة من الهجوم على اربيل ؟ !! .... الا يكفي غزة تخاذل الان ...
- الرحمة لشهداء اربيل وشهداء العراق جميعا
- لقاء الذيول العراقية وخرفان الخليج العربي ... ...
- للتاريخ .. من الذي أمر بقتل ثوار تشرين ومن افتى بذلك ؟!
- زمن الصعاليك.... ...
- زمن الصعاليك .... ...
- -المرجعية- ارتكبت جناية على الشيعة والتشيع .. لاسقاط النظام ...
- على الشعب ان يغير الوضع الماساوي الذي يعيشه بالقوة
- استحقاق قانوني وشرعي ..... المحاضرين والمحاضرات يجب ان يشمل ...
- الى كل العراقيين الشرفاء انصرو اخوانكم المحاضرين والمحاضرات ...


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - عمق انساني وبعد فني يمتزج بجلالات الفن....... الفنانة -سندس تمروز- احساس بالجمال من دون اغفال للرمزية