عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 13:05
المحور:
كتابات ساخرة
سندريلاّ العراقيّة..
كان لديها 5000 " صديق "، و 500000 " مُتابِع" في مقهى الـ FACE BOOK الشاسِع، الذي يشبهُ مقاهي محلتنا في الكرخ القديمة أيام زمان: نفس الزبائن.. ونفس "الجايجي".. ونفس"الدَخَل".. ونفس "الطاولي".. ونَفس "الماعون".. ونَفْس "الإستكان".. ونَفس "اللغوة".
وعندما كانت تكتبُ، أو تضَعُ، أو "تُلصِقُ "، أو تبصُقُ أيّ شيءٍ على" حائطها "هناك.. حتّى لو كان على شاكلة: أنا "مصخنَة" هذا اليوم.. أو "عَيع".. أو "تفو عليهم أجمعين".. أو "لا أدري ما بي".. أو ..Feeling sad أو تعرض"بروفايل" كارثي لها وهي مُتهَدِّلَة الشِفاه، وقد استيقظت تواً من كابوسٍ مُفزِع بعد ليلةٍ صاخبة.. فقد كانت تحصل على 48000 LIKE ، و 15000 SHARE ، و 22000 COMMENT على شاكلة: منورة . رائعة. حلوة. يبو فدوة . نزول . مبدعة. متألقة كالعادة. مِتِت. أريد. فديتج. لماذا أنتِ حزينةٌ هكذا؟. مو عوايدج. منو مضوجِج ؟ هذا هو العالم. اتركيهم فهم لا يستحقّون. مو خوش وَكِت. أويلي يابه. لا حياةَ لمن تُنادي، القافلةُ تنبحُ.. والكلابُ تسير.
ولكنّها عندما ماتت بحادث "فاشنستي- بلوكري" مُريب.. لم يحضر مجلس العزاء أحدٌ من هؤلاء "الأوغاد" (كما كانت تسمّيهم عندما تختلي بنفسها، أو عندما كانت تلتقي بقلّةٍ من صديقاتها المقرَّبات) .
كانت أمّها (التي لم تكن تعرفُ ما هو ال FACE BOOK ، وتعتقد أنّهُ أحد انواع "الدجاج الهندي" الذي يُباع يوم الجمعة في "سوق الغَزِل".. ولم تكُن تعرِف ماذا تعني كلمة "فاشنست"، وتعتقد أنّها "دولمة" تُركيّة) هي الوحيدة التي تفتقدُ دفء حضور ابنتها في البيت.. وتبكي .
(ملاحظة هامة: السندريلاّ هنا ليست شخصيّة نسائيّة فقط، فالكثير من "فحول الفيسبوك" أضاعوا أيضاً "فَردات" رجولتهم في هذا المقهى.. وعادوا إلى بيوتهم وزوجاتهم "غير الافتراضيّات" بـ "فَردَة" حذاءٍ واحدةٍ لا غير).
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟