بسمة الصباح
الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 02:52
المحور:
الادب والفن
ماذا لو عاد نادماً، وفي عينيه بقايا الخريف، وفي يديه ارتعاشات الذكرى؟!!
ماذا لو وقف على عتبة الماضي، يطرق أبواباً ظنّ أنّه أوصدها بيديه إلى الأبد، ويبحث بين أنقاض الكلمات عن جملة لم يقلها، وعن وداع لم يمنحه حقه؟!
هل تمحو عودته ملامح الخيبة التي خطّها الغياب على وجهي؟!
هل تستطيع يده المرتجفة أن تمسح رماد أيامي التي احترقت في غيابه ؟!
لقد كنتُ وحدي في شوارع الوقت، أعدّ أنفاسي كما يعدّ المحكوم عليه لحظاته الأخيرة، وأرسم وجهه في الغيم ثم أراقبه وهو يتلاشى مع أول ريح.
ماذا لو عاد، ووجد أنني لم أعد كما كنت؟!
وأنني لم أعد أنتظره على حافة الندم.
ولم أعد أرتّب له كلماتي كما يفعل العشّاق حين يخافون ارتباك اللقاء؟!
ماذا لو عاد ووجد أن الحنين صار ذكرى باردة، وأن الجرح الذي تركه لم يعد يؤلمني؟!
هو لا يعرف أنني لم أعد أسأل عن الأسباب، ولم أعد أبحث في وجوه المارين عن ملامحه.
ولا يعرف أنني لم أعد أكتب له، ولم أعد أرتجف حين يمرّ طيفه في ذاكرتي.
وأنني تعلمت كيف أضحك دون أن أتذكر ضحكته، وكيف أبكي دون أن يكون حزني امتداداً لفقده.
فلماذا يعود ؟!
ولماذا يطرق أبواباً صارت أطلالاً ؟!
ويحاول أن يزرع ورداً في أرض محترقة.
فالحب لا يعترف بالندم، ولا يعيد ترتيب الأيام وفق هوى العائدين متأخرين.
الحب إمّا أن يكون حاضراً طول الوقت، أو لا يكون...
#بسمة_الصباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟