أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منال حاميش - العدالة الكونية ام ظلم المقادير














المزيد.....

العدالة الكونية ام ظلم المقادير


منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بالباراسيكولوجي

(Manal Hamesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 21:24
المحور: قضايا ثقافية
    


العدالة الكونية أم ظلم المقادير؟ مفارقة البداية الصعبة وسر التردد الأولي

لطالما شغل هذا السؤال العقول والقلوب منذ فجر الوعي البشري: لماذا يولد بعض الناس في ظروف مريحة وسلسة، بينما يبدأ آخرون رحلتهم في هذا العالم من قاع المعاناة؟ ما العدل في أن يُقذف طفل إلى دنيا مليئة بالصراعات والعوز والآلام، بينما ينعم آخر بالراحة والحب والفرص منذ نعومة أظفاره؟

هل نحن أمام نظام كوني عادل يتجاوز فهمنا؟ أم أننا أمام ظلم مقادير تُلقى على الأرواح دون تمييز أو رحمة؟
وهل هناك من تفسير أعمق، يتجاوز السطح الظاهر ليغوص في طبقات الوجود الباطنية؟


---

الروح واختيار المصير: ماذا لو خططنا حياتنا قبل أن نولد؟

تذهب معظم الرؤى الصوفية القديمة، مثل فكر ابن عربي وسويدنبرج، إلى أن الروح ليست ضحية عشوائية لنظام كوني قاسٍ، بل هي فاعل رئيسي في مسرح الوجود، تختار عن وعي تام شكل التجربة الأرضية التي ستخوضها.
هذه الفكرة الثورية تعني أن ما نراه "مأساة" قد يكون في الحقيقة اختيارًا واعيًا من الروح، هدفه النمو والتطور والعبور من طور إلى طور.

> "القدر ليس قيدًا، بل خطة داخلية للنضج."
— من تأملات الميتافيزياء الحية



الروح – بحسب هذه الرؤية – لا تخشى الألم، بل تسعى إليه أحيانًا، لأنه الوسيط الأكثر كثافة وفعالية لتحرير الإمكانيات العليا داخلها. فهي تختار أن تُولد في بيئة صعبة، أو تحت ظروف خانقة، لأنها تعرف أنها تحمل القدرة على التحوّل، على الانبعاث من الرماد.


---

التردد الأولي: هندسة غير مرئية تحدد مجرى الحياة

في الميتافيزياء الحية، يُنظر إلى الكائن الإنساني كجهاز ذبذبي معقد، يدخل الحياة بتردد أولي معين، هو بمثابة "الطابع الترددي" الذي يحدد سرعة تدفق الأحداث في حياته، ونوعية الأشخاص والمواقف التي يجذبها، وحتى مدى شعوره بالثقل أو الانفتاح.

هذا التردد لا يُحدد فقط من الجينات أو التربية، بل من عوامل أعمق: نية الروح، اللحظة الفلكية للولادة، التراكمات الكارمية، وحالة الأم النفسية والطاقية خلال الحمل.

فمن يولد بتردد منخفض، سيشعر وكأن كل شيء في الحياة يحتاج لجهد خارق: العلاقات، المال، الصحة، الرؤية.
أما من يولد بتردد عالٍ، فالأشياء تبدو وكأنها تنجذب إليه دون سعي كثيف.

> "الكون لا يعاقب ولا يكافئ، بل يستجيب لذبذباتك كما هي."




---

العدالة أم الفوضى؟ إعادة تعريف مفهوم العدل

عند النظر للأمر من خارج الزمن، يبدو أن العدالة لا تعني المساواة في البدايات، بل العدالة في الغاية.
بمعنى: قد تبدأ الأرواح من أماكن مختلفة، لكن كل روح خُلقت وفي داخلها الإمكانية للوصول إلى الجوهر، إلى الحقيقة، إلى النور، كلٌّ بطريقته الخاصة.

ومن هنا نفهم أن صعوبة البداية لا تعني ضعف الروح، بل على العكس: هي مؤشر على قوتها.
فالروح التي تختار العيش في بيئة مليئة بالتحديات قد تكون روحًا ذات مهمة استثنائية، تحتاج لصقل عميق لكي تظهر جوهرها النقي.

> "ليست العدالة أن يولد الجميع في النور، بل أن يكون لكل أحد سبيل إليه."




---

كيف نتعامل عمليًا مع هذه الفروق؟

المعرفة بذاتها ليست كافية، إن لم تتحول إلى أداة لتحريرنا من السخط أو الغيرة أو جلد الذات. وهنا تأتي الفلسفة العملية:

إن كنت ممن وُلدوا في صعوبة وتأخير وظروف قاسية، فاعلم أن ترددك الأولي يمكن تغييره بالتدريب الطاقي، والتأمل، وإعادة برمجة الذهن، وتنقية الحقل العاطفي.

وإن كنت ممن وُلدوا في راحة وسلاسة، فذلك لا يعني أنك مميز فطريًا، بل يعني أن لديك نوعًا مختلفًا من المسؤولية: الحفاظ على ترددك العالي، ومشاركة هذا النور مع الآخرين.


المسألة ليست حظًا أو استحقاقًا خارجيًا، بل تردد داخلي يحدد كيف تتفاعل مع العالم.


---

تساؤلات مفتوحة: هل هناك سرّ خفي خلف كل بداية؟

هل ما نراه ظلمًا، هو في الحقيقة ترتيب عميق لخطة لا نراها بالكامل؟

هل نحن نُعيد عيش دروس من حيوات سابقة أم نخلق واقعنا لحظة بلحظة؟

هل بالإمكان إعادة توليد التردد الأولي عبر وعي جديد؟

وهل يمكن أن يكون كل من وُلد في المعاناة حاملًا لرسالة كونية غير معلنة؟



---

خاتمة: من سطح القدر إلى عمق المعنى

نحن لا نمتلك دائمًا القدرة على تغيير البدايات، لكننا نملك دائمًا القدرة على إعادة تأويلها، وخلق نهاية مختلفة.
الكون ليس ظالمًا ولا عشوائيًا، بل يعمل وفق هندسة معقدة تستجيب لما فينا، قبل أن تستجيب لما حولنا.

حين نفهم هذه المفارقة، لا نعود نصرخ "لماذا حياتي صعبة؟"، بل نسأل: "ما الرسالة التي اختارت روحي أن تحملها؟".



#منال_حاميش (هاشتاغ)       Manal_Hamesh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المونادولوجيا و الميتافيزياء،الحية
- نبضات الوجود الخفية
- منال حاميش،و الميتافيزياء،الحية
- التأملات السبعة
- .ماهو علم القطرة
- العار الأزرق
- سارعوا الي صحوة فكرية
- سر الوجود المعلق
- الميتافيزياء الحية .ثورة فكرية
- منال حاميش و علم الأرقام
- ما الموت ؟؟
- اللغز الذي لم يفك بعد
- الجنة و النار بين الواقع و الوعي
- حوار بين الوعي و الذات
- منال حاميش و الابعاد الغيبية
- منال حاميش والواقع المألوف
- هل الزمان مكان سائل و كيف يكون المكان زمان متجمد
- أين يقع عالم الروح و ما هي صفاته
- كيف نستخدم عقلنا اللاواعي (الباطن) في تغيير حياتنا للأفضل
- الطريق إلى الروحية


المزيد.....




- كان على وشك الحصول على الجنسية الأمريكية.. لحظة احتجاز طالب ...
- السعودية.. إطلاق منصة متكاملة لإصدار وتنظيم تصاريح الحج
- -إما ذكر أو أنثى-... المجر تقر تعديلًا دستوريًا يستهدف مزدوج ...
- تقرير: المملكة العربية السعودية تخطط لسداد ديون سوريا لدى ال ...
- ترامب يحذر إيران ويهدد بعواقب شديدة
- مؤتمر دولي في لندن لبحث أزمة السودان.. طموحات محدودة وسط تحذ ...
- الغارديان: إيران ترفض نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى د ...
- الإعلام الإيراني يعلق على فيديو تدور أحداثه قرب سفارة طهران ...
- قاض أمريكي يأمر إدارة ترامب بعدم ترحيل طالب وناشط مؤيد للفلس ...
- المسيّرات الإستراتيجية.. تصعيد عسكري جديد في الذكرى الثانية ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منال حاميش - العدالة الكونية ام ظلم المقادير