أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - تبقى الديمقراطية هي الفاعلة














المزيد.....

تبقى الديمقراطية هي الفاعلة


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 14:02
المحور: الادب والفن
    


قراءة في كتاب "خيارات صعبة" لهيلاري كلينتون

ضحى عبد الرؤوف المل

في كتابها "خيارات صعبة"، الصادر عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر"، تقدم هيلاري كلينتون مذكرات سياسية مشحونة بالأحداث والتحليلات، مشكّلة بمهارة سردية وحنكة سياسية نابعة من خلفيتها كمحامية وناشطة في العدالة الاجتماعية، وشريكة في الحلم الأميركي إلى جانب الرئيس باراك أوباما، الذي نافسته في الانتخابات ثم وقفت إلى جانبه.
تؤمن كلينتون بالخدمة كمسعى نبيل، وتُجسّد بعباراتها شعار الحلم الأميركي: "لا يهم من أنت، ومن أين أتيت. إذا عملت جاهدًا والتزمت مبادئ اللعبة، ستحظى بفرصة لبناء حياة تليق بك وبعائلتك." فهل تسعى كلينتون لتوحيد العالم تحت عباءة الديمقراطية الأميركية، أم أنها فقط تسرد سيرة امرأة طموحة في بلد الفرص؟ وهل هذه المذكرات تتقاطع فيها السياسة بالذات؟
تمضي كلينتون في كتابها محلّلةً النظريات الاجتماعية والفكرية التي وجّهت مواقفها السياسية، منطلقة من رؤيتها كجزء من نسيج أميركي يُعلي من شأن الجماعة، مع إبراز الفوارق في الشخصيات، لكن من دون تخلي عن روح الاحترام والمنافسة.
وتقف عند محطات انتخابية مفصلية، مشيرة إلى تجارب عنصرية طالت زوجها بيل كلينتون، واصفة إياها بـ"المؤلمة"، لكنها تؤكد في المقابل على أهمية الاتحاد والتماسك للمضي قدمًا. وتكشف عن الأعباء النفسية والسياسية التي رافقت خطابها الانتخابي، مشددة على أهمية دعم الناخبين والتطلع للمستقبل، وطرْح المرأة كشريك سياسي متساوٍ للرجل، لا تابعًا ولا خصمًا. فهل من مدرسة سياسية في طيّات التجربة؟

لا تدّعي كلينتون في مذكراتها أنها تنافس الرجل، بل تتقدّم مع الرجل، وتؤكد على فكر ناضج يوازن بين الحضور السياسي وأدب المذكرات. تسرد رحلتها الذاتية كمرآة تعكس تطلعات المرأة الأميركية، من خلال جولات وخطابات وإنهاك لا ينتهي.وتسأل الكاتبة بذكاء: هل تركت كلينتون مدرسة سياسية حقيقية للأجيال الجديدة؟ أم أن الكتاب مجرد وثيقة شخصية تسلّح بها نفسها للمستقبل، وتستعرض من خلالها ماضياً تفخر به؟ وما هي حواس الزمن في البيت الأبيض؟
ترصد كلينتون تحركاتها الحياتية، السياسية والوجدانية، وتصنع من الكلمات صورًا بصرية تُقرأ بالحواس، لتصل مباشرة إلى وعي القارئ، وخصوصًا في محيط البيت الأبيض، حيث ترصد قدرتها كامرأة على خلق تحديات ومواجهتها بلباقة وفكر.وتتعامل مع خصومها وأصدقائها بخطاب لا يخلو من الود والدهاء، في توازن بين ما هو إنساني وما هو سياسي، مؤكدة أن "الكلمة الفصل: أميركا أولًا."
بين الخسارة والمعرفة تبرز في مذكرات كلينتون قدرة على قبول الخسارة كمرحلة ضرورية لاكتساب المعرفة وصقل الشخصية، وتقدّم نفسها كأرض صلبة تحتاجها أميركا من جميع أبنائها. من العمل السياسي إلى النشاط الإنساني، تظل صورتها واحدة: امرأة أميركية تؤمن بوطنها وتخدمه بفكر واحتراف. فهل السرد في الكتاب لا يُمل؟

في "خيارات صعبة"، تمزج كلينتون بين العقلانية والعاطفة، وتقدم سردًا شيقًا يجعل القارئ يتتبع خطواتها حتى الرمق الأخير. بأسلوب مشبع بالأحاسيس السياسية، بعيد عن التعصب والقوة غير المبررة، تكتب مذكراتها كوثيقة وجدانية سياسية، تؤرّخ فيها لتجربتها كامرأة تُجيد اللعب في ميادين السياسة دون أن تتخلى عن ملامحها الإنسانية.



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصير الموسيقى امتدادًا للروح
- الدراما السياسية في سيرة معاوية بن أبي سفيان بين التاريخ الم ...
- -البطل- معركة الإنسان مع نفسه في زمن الفوضى
- لام شمسية- وآثاره في مواجهة قضايا التحرش بالأطفال عبر الدرام ...
- الدماء التي لا تنسى -فهد البطل- وجوهر الصراع الأخوي
- أم هاشم وحقل الشوفان
- حديقة -الامريكان في بيتي- وشجرة الالوان
- خط النجمة البيضاء في رواية الشوك يزهر للروائي هاري مارتينسون ...
- هل الرواي اداة وظيفية دالة..؟
- صلاة لبداية الصقيع
- زمن ما قبل الذاكرة – قراءة في رواية ساق البامبو
- المشرقي القادم من شريط حدودي محتل
- شاعرات من الدول العربية في اليوم العالمي للمرأة والشعر
- مكانة الشعر في الفصل بين المفردات العاطفية وبناء منطق القصيد ...
- القوة الثقافية في تحديات قوى الدول الكبرى وصناع الحروب
- دورة حياة ووجود واحدة
- لحظة الكشف الاصيلة
- تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب
- الحياة الاجتماعية في ظروف المناطق الغامضة
- الحرب والكشف الذاتي لعقد الانسان


المزيد.....




- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور
- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - تبقى الديمقراطية هي الفاعلة