أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليمان يوسف يوسف - سوريا بعيون مسيحييها













المزيد.....

سوريا بعيون مسيحييها


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 10:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الغالبية الساحقة من المسيحيين السوريين هم من أصول (سريانية آشورية كلدانية آرامية ). (مناطق سكناهم ، معالم حضارتهم ، كنائسهم ،مقابرهم) بأسمائها السريانية القديمة مازالت شامخة في قلب عواصم المدن والبلدات على امتداد الجغرافية السورية، تشهد على أنهم السكان الأصليين لسوريا. سوريا بالنسبة لمسيحيها هي أكثر من وطن يعيشون فيه وأعظم من دولة يحملون جنسيتها ،هي مهد ديانتهم وموطن حضارتهم . المسيحيون هم الخميرة الوطنية لسوريا وضميرها الحي . ناضل المسيحيون الى جانب أخوتهم من بقية المكونات من أجل استقلال سوريا وازدهارها. كما الكثير من السوريين، انخلطت مشاعر المسيحيين ،تجاه سقوط حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024 ،بين مشاعر الفرح والأمل والخوف. الفرح بسقوط الدكتاتورية وزوال كابوس ثقيل مرعب جثم على صدور السوريين لأكثر من نصف قرن . الأمل باستعادة دورهم وحضورهم الفاعل في وطنهم الأم بعد عقود طويلة من التهميش والإقصاء والحرمان . الخوف من البديل الإسلامي وتقويض الحريات (الدينية والاجتماعية) ، ربطاً بوصول فصائل إسلامية جهادية متشددة إلى السلطة، تقودها ما تسمى بهيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقاً المرتبطة بتنظيم القاعدة) المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية . مخاوف المسيحيين لها ما يبررها . المناطق التي خضعت لسيطرة الجماعات الإسلامية الجهادية المتطرفة خلت من مسيحيها، مثل ديرالزور والرقة و ادلب… بلدات مسيحية مهمة لها مكانة فريدة ومتميزة في الوجدان المسيحي مثل معلولا وصيدنايا انتهكت حرماتها ودنست مقدساتها من قبل جبهة النصرة وفصائل إسلامية متحالفة معها.بطريرك السريان (إغناطيوس أفرام الثاني) مقره دمشق، أشار الى الانتهاكات والمظالم بحق المسيحيين بالقول " فصائل تشترك في الإدارة السورية الجديدة كان لها تاريخ دموي من العنف ضد المسيحيين والأقليات الأخرى في السنوات الأولى من الحرب الأهلية وإلى ظهور بعض الوعاظ الإسلاميين في الأحياء المسيحية بدمشق وهم يحثون المسيحيين على اعتناق الإسلام ".
سياسياً،مع أن المسيحيين هم المكون الثاني ،بعد المسلمين السنة ،لا حضور سياسي لهم وكأنهم غير موجودين في المشهد السياسي العام .. العهد الجديد خيب آمال المسيحيين السوريين لجهة استعادة دورهم وحضورهم في الحياة السياسية العامة ومشاركتهم في الحكم والإدارة . بعد صدور الإعلان الدستوري وتشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة الرئيس أحمد الشرع ، ساد شعور عام في المجتمع المسيحي بأن " الثورة السورية" لم تحمل لهم أي جديد. الرئيس المخلوع (بشار الأسد) كان قد طعن بالهوية السريانية لسوريا زاعماً "بأن الحديث عن الهوية السريانية لسوريا يندرج في إطار المؤامرة على سوريا والعروبة والإسلام ".. تكليف الدكتور (محمد صالح) بوزارة الثقافة وهو من طعن بالهوية السريانية لسوريا التي أخذت اسمها وهويتها عن السريان الآشوريين ونفى وجود لغة سريانية واعتبرها مجرد "إحدى اللهجات القديمة للغة العربية"، علماً أن السريانية هي اللغة الوطنية القديمة لسوريا التاريخية . كيف يمكن للسريانية أن تكون لهجة عربية واللغة السريانية(الآشورية) هي أقدم اللغات السامية وتسبق اللغة العربية بأكثر من ألف عام. العربية آخر اللغات السامية .. للأسف، نظرة العهد الجديد(عهد الشرع الإسلامي) الى الهوية السورية وإلى حقوق ومكانة الآشوريين والمسيحيين عامة لم تختلف بشيء عن النظرة القاصرة والشوفينية للعهد القديم (عهد الأسدين البعث العروبي) .
لا تغير جوهري في سوريا عما كانت عليه في عهد النظام البائد سوى إسقاط حكم الأسد. لهذا من الخطأ وصف ما حصل في سوريا يوم الثامن من كانون الأول 2024 بأنه "ثورة وطنية" .الوصف الصحيح والدقيق للحدث السوري" إنقلاب عسكري إسلامي" . لأن الثورات الحقيقية لا تقتصر على إسقاط و تغيير الحكام، وإنما هي إسقاط وتغيير لكل (المفاهيم والقيم والأفكار والعقائد) البالية، التي تتنافى وتتعارض مع المفاهيم الصحيحة للمواطنة ومع القيم الإنسانية العليا. الثورة هي عملية تغيير وتحديث وتطوير مستمرة على جميع الأصعدة ومناحي الحياة(السياسية والثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية ).الإبقاء على المواد الطائفية في الإعلان الدستوري"الإسلام دين رئيس الدولة والفقه الإسلامي المصدر الأساسي للتشريع " فيه طعناً بالهوية الوطنية للمسيحيين ولغير المسلمين وانتقاضاً من مكانتهم ومن حقوقهم في المواطنة الكاملة. دستور يفضل بين السوريين على أساس الدين، يعني تكريس الطائفية في البلاد ومزيد من الانقسام المجتمعي . تعديل تفسير (سورة الفاتحة) من القرآن في كتب التربية الإسلامية في مناهج التعليم على" أن النصارى واليهود هم المغضوب عليهم وهم الضالون" شكل رسالة سلبية للمسيحيين من قبل العهد الجديد. أنه تفسير مهين بحق المسيحيين واليهود، مثير للكراهية الدينية ، ينسف أسس ومقومات العيش المشترك بين مكونات المجتمع السوري. كيف يمكن للمسلم أن يتقبل المسيحي والتعايش معه والتربية الإسلامية تصف المسيحي بأنه شخص ضال و ومنبوذ من قبل الله ؟؟.
أخيراً: مع ما سمي بـ"ثورات الربيع العربي" وما أحدثته من اضطرابات أمنية وسياسية وتصاعد دور ونفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة ، دخل الوجود المسيحي في سوريا والمشرق عموماً مرحلة الخطر الكياني (الخطر الوجودي). بقائهم في أوطانهم الأم مرهون ببناء دولة المواطنة، دولة مدنية عصرية ديمقراطية تقوم على " فصل الدين عن الدولة" ، يتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية بدون تمييز أو تفضيل على أساس الدين أو القومية أو العرق أو الجنس.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: الجولاني (رئيساً) !
- (رسالة آشورية) إلى الحاكم الجديد لسوريا( أحمد الشرع)
- هل من (يهود ومسيحيين) أكراد ؟؟؟
- أردوغان وسياسة (نبش القبور)
- تهمة الإنفصال تلاحق الأكراد
- نينوس آحو ، الشاعر الآشوري الثائر…
- آشوريو سوريا ضحايا الفاشية الحاقدة
- أكراداً يكتبون عن الدور الكردي في الإبادة ( الآشورية - الأرم ...
- مطارنة حلب المخطوفين .. (القضية المنسية)
- -عيد النوروز- في حساب العلاقة( الآشورية -الكردية )
- الأحزاب (السريانية الآشورية) ومسألة الأقليات في سوريا
- حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015
- الأحزاب الكردية ومسألة الأقليات في سوريا
- (نوري اسكندر)، موسيقار آشوري سوري عالمي، خذلته حكومة بلاده
- مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-
- إضاءة على (حركة التحرر الآشورية) المعاصرة
- مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية
- الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
- حول الشأن الكردي


المزيد.....




- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
- مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
- وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا ...
- ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين
- كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- الأسبوع في صور: جنون البورصات العالمية، مظاهرات اليمين المتط ...
- هل ينتحر حزب الشعب الجمهوري بدعم إمام أوغلو؟
- -واشنطن بوست-: إيران دربت مسلحي البوليساريو
- تونس.. ذكرى نزع السوفييت ألغام الاستعمار
- استرخاص حياة العمال /ات ، ملخص حوار مع “الحضري نورالدين” عام ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليمان يوسف يوسف - سوريا بعيون مسيحييها