فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 09:14
المحور:
الادب والفن
دمعُ الغيمِ يتدلّى من ذاكرةٍ نُسِيت مفتوحةً في أرشيف الحكاية الأولى، وبلغني أنا الندى الذي لم يُعترف به كصوت، أن الحلم المنفي ما زال يتسرّب من ثغرة في جلد السماء، يحمل وجه شهرزاد بعدما نزعت حنجرتها وعلّقتها على باب الأسطورة كتميمة، كل قطرة تنهمر ليست ماءً بل نُسخة باكية من رواية مُجهضة، شهقة تيه كادت تُروى لولا أن شهريار الجديد فجّر اللغة وباع الليل لآلة تُبرمج النسيان، الذكرى تمشي حافية بين شظايا الوعي، تتفحّص كاميرات الرؤيا الليلية، وتهمس للظلال: هل ما زلت كائنًا حيًا أم مجازًا في ملف مهجور، الحرية الآن قيد ذهبي مصنوع من أفكار منتهية الصلاحية، يلمع في أعين العابرين كأمل مؤقت، لكنه مشدود إلى عنق القصيدة كقلادة من عار مُتوارَث، الضوء نفسه لم يعد خلاصًا، بل صار سلطة تفتّش النصوص وتكمّم الأصوات، زمن الغيم لا يمضي، بل يتجمّد في أعين البشر كمرآة مُعمّاة تعيد بث المطر من دون ذاكرة، والقصيدة لم تعد تتذكّر كيف كانت تكتب نفسها، إنها الآن بقايا نبوءة مخنوقة تحاول أن تبصق الضوء من حنجرتها وتُولد من صمت لم يخترعه أحد.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟