أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني
(Ashraf Dabain)
الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 22:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يحتفل المسيحيون غدًا الأحد بعيد الشعانين فكل عام والجميع بألف خير. وبهذا الصدد استعرض معكم بعضًا مما كتب عن هذا العيد في التاريخ العربي الإسلامي.
في القرن الرابع عشر الميلادي والثامن الهجري، ذكر أبو الفداء -صاحب حماة ومؤرخ مسلم- أعياد النصارى في كتابه "المختصر في تاريخ البشر"، وقال: "ومن أعيادهم الشعانين الكبير، وهو يوم الأحد الثاني والأربعين من الصوم، وتفسير الشعانين التسبيح، لأن المسيح دخل يوم الشعنينة المذكورة إلى القدس، راكباً أتان يتبعها جحش، فاستقبله الرجال والنساء والصبيان وبأيديهم ورق الزيتون وقرأوا بين يديه التوراة إلى أن دخل بيت المقدس واختفى عن اليهود يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وغسل في يوم الأربعاء أيدي صحابه الحواريين وأرجلهم ومسحها في ثيابه، وكذلك يفعله القسيسون بأصحابهم في هذا اليوم".
أما في القرن الخامس عشر الميلادي والتاسع الهجري، فكتب تقي الدين المقريزي مؤرخ الديار المصرية في كتابه "المواعظ والاعتبار" عن الاحتفالات وسماها بـعيد الزيتونة في مصر قبل أن يصدر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أمرًا بمنعها مع أعياد النصارى كلها، و"عيد الزيتونة"، حسب المقريزي عيد التسبيح، ويكون في سابع أحد من صومهم. وسنتهم في عيد الشعانين أن يخرجوا سعف النخل من الكنيسة، ويرون أنه يوم ركوب المسيح العنود، وهو الحمار في القدس، ودخوله إلى صهيون، وهو راكب والناس بين يديه يسبّحون، وهو يأمر بالمعروف، ويحث على عمل الخير، وينهى عن المنكر، ويباعد عنه.
كما وردت كلمتا "السعانين" و"الشعانين" في صحيفة صلح "عمر" مع نصارى الشام، وقيل:"والسباسب أيام السعانين. في الحديث أن الله تعالى أبدلكم بيوم السباسب يوم العيد. يوم السباسب عيد النصارى، ويسمونه يوم السعانين".
وقيل عن صلح نصارى الشام مع عمر أن لا يحدثوا كنيسة ولا قلية، ولا يخرجوا سعانين ولا باعوثا، وقال ابن الأثير: هو عيد لهم معروف. قبل عيدهم الكبير بأسبوع. وهو سرياني معرب. وقيل: هو جمع واحده سعنون- سعن".
الصورة: أيقونة بيزنطية تُشير لعيد دخول السيد للقدس.
#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)
Ashraf_Dabain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟