جمال البساطة في زمن التعقيد

أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 06:05
المحور: قضايا ثقافية
    

نعيش اليوم في عالم مزدحم، مليء بالتكنولوجيا، السرعة، والضغوطات اليومية. أصبح كل شيء يسير نحو التعقيد، حتى في أبسط تفاصيل الحياة. ومع ذلك، نجد أن القلوب تميل إلى البساطة، والأنفس ترتاح لها، وكأنها البلسم في زمنٍ تتسارع فيه الخطى وتتشابك فيه الأفكار.

البساطة لا تعني الفقر أو الجهل، بل هي نمط حياة، وفن في التعامل مع الأشياء دون تضخيم، وفهم عميق بأن الجمال لا يكمن دائمًا في الزينة، بل في الصفاء والصدق. البسيط هو من لا يتكلف في ملبسه ولا في كلامه، من يتعامل مع الناس بعفوية، ويعيش الحياة كما هي، دون تصنع أو تصعيد.

في العلاقات، نجد أن الأشخاص البسطاء هم الأقرب إلى قلوبنا. لا يعقّدون الأمور، ولا يحملون الضغائن، يضحكون من القلب، ويُشعرونك بالأمان. وفي البيوت، تكون الراحة أكثر في الأماكن التي يغلب عليها الهدوء، الألوان الهادئة، والمساحات المفتوحة. حتى في الطعام، تجد أن أبسط الأطباق تحمل ألذ النكهات، لأنها صُنعت بحب وبدون تعقيد.

ومن أجمل مظاهر البساطة أيضًا: البساطة في التفكير. الشخص البسيط لا يعني أنه ساذج، بل هو من يرى الأمور بوضوح، ويتعامل معها بمنطق وعقل، دون أن يُغرق نفسه في فرضيات ومخاوف وهمية. البساطة هنا تصبح نوعًا من الذكاء الفطري، والقدرة على التمييز بين المهم وغير المهم.

وفي النهاية، نكتشف أن السعادة لا تحتاج إلى كثير من المال أو المظاهر. بل تحتاج إلى قلب راضٍ، ونفس مطمئنة، وعلاقات صادقة. أن نستمتع بكوب شاي في هدوء المساء، أو نبتسم لطفل في الطريق، أو نقرأ كتابًا تحت شجرة، هي لحظات قد تكون بسيطة لكنها تحمل من الجمال ما لا تحمله ساعات طويلة من اللهث خلف الكمال.

فلنُعيد اكتشاف البساطة في حياتنا، ونمنح أنفسنا فسحة من السلام في زمنٍ غلب عليه التعقيد.

#أميمة_البقالي (هاشتاغ)       Oumaima_Elbakkali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات