مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 02:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الكتاب الأحمر - تعرف : 15
:MIKAEL OEZ AND AZIZ ABDOUL - NOUR
مكانة المرأة في الكنيسة بفكر المتروبوليت غوريغوريوس يوحنا ابراهيم.
****************************************************
فرح لي وواجب نضالي أخلاقي وإنساني , أن أنقل للقراء والمتابعين للقضية الإنسانية التي تخصّ المطرانين المخطوفين قسراً منذ نيسان عام 2013 حتى اليوم , مطران كنيسة حلب السريانية الأرثوذوكسية نيافة المطران غوريغوريوس يوحنا ابراهيم , ونيافة المتروبوليت مطران كنيسة حلب الأورثوذوكسية بولس يازجي .
شهادة السيدة فريدة بولس ...
المطران يوحنا ابراهيم منذ استلامه الخدمة الروحية في الكنيسة وتدرجه بالمناصب الجديرة به وتطويرها قد أعطى المرأة أهمية في العلم والثقافة والخدمة المباشرة داخل وخارج الكنيسة . لم يفرق بالمهمات والوظائف بين رجل وامراة لأنه كان إبن العصر والتطور والوعي . فهو التلميذ النجيب و الرسول الأممي الذي وعَى جيداً كتاب العهد الجديد- الإنجيل ,
واستوعب فكر وتعاليم معلمه السيد المسيح , هضم جيدًا - آية يسوع يزور مريم وأختها مرتا - وماذا تعني له وللكنيسة من تجسيدها أفعالاً وأعمالا على الأرض في كل أبعادها و تفاصيلها اليومية .
- " يسوع عند مرتا ومريم " . لوقا ( فصل 10 : 38 ).
لنقرأ في هذه المقالة تجربة السيدة فريدة وانطباعها عن نيافة المطران يوحنا ابراهيم وما أحدث من تطوير للخدمة النسائية في الكنيسة السريانية و مطرانية حلب بالذات وماذا كتبت عنه من انطباعات عملية ورؤيوية يومية , وما أحدث نيافة المطران من تدشين وتحفيز لهذه النقلة النوعية في خدمة ومهمات والوظائف الكنسية الداخلية والخارجية الروحية منها والثقافية والتربوية والكنسية شكلااً ومضموناً الخ ....
مع كل التحية والإحترام لما أفادتنا من تجارب جريئة ومعايشة نعتز بها نحن وكل الأجيال الصاعدة , لأنه كان مدرسة للقيم والأخلاق والطموح والتجديد والوحدة الذي أقلقت الكثير من الأعداء ! .
*********
فريدة بولس
( الله محبة ومن كان في قلبه المحبة لن يرى الظلمة .
قابلته لأول مرّة شاباً أكليريكياً خلوقاً هادئاً رزيناً ذا عينين متقدتين تشعان ذكاء , سألته ىسؤالاً فأجابني بكل اتزان وذكاء , وبعد سنوات عدّة قابلته راهباً يعرف ما يريد , ذا فطنة وذاكرة قوية . تذكّر إسمي وما كنت أعمل . وبعد سنة تقريباً سيمَ مطرانا ًلأبرشية حلب . طلب الإجتماع مع بعض الشخصيات في الكنيسة وكنت بينهم إذ كنت مسؤولة الأسرة الجامعية والمدرسة الأحدية .نظر إليّ باحترام وقال : " ملفونيتو فريدة سنعمل معاً " , سررت بهذه الثقة التي منحني إياها وكنت المرأة الوحيدة بين الموجودين . وفي هذا اللقاء عرفت أنه يحترم المرأة ويققدرها وليس لديه أي تمييز بين المرأة والرجل .
نعم عملت معه في لجان كثيرة , حتى اليوم إنه معنا بالروح مع أنه غائب مرغماً . ولا أشك يوماً أنه ليس معنا . لم يكن ولن يكون يوماً بالنسبة لي إلا مطراناً وقوراً وأخاً وأباً روحياً ومستشارأً في كل أموري الكنسية والعائلية .
قد يخطر على بال بعضهن أنني أتكلم عن نفسي فقط , لا هذا غير صحيح . فقد لمست هذا الأمر مع جميع السيدات اللواتي في خدمة الرب . نيافة المطران الهمّام رفع من شأن المرأة وأعطاها المكانة اللائقة لها في الكنيسة والمجتمع . عيّن سيدات كثر في الخدمة منذ البداية .
نيافة المتروبوليت غوريغوريوس يوحنا ابراهيم رجل عصري فهو أول من شكّل المجلس الملّي في حي السريان - حلب , من النساء والرجال عام 1984 وأسس لجنة المرأة السريانية أول لجنة في مركز التربية الدينية وكان هذا لمبدأين :أولاً : لإيمانه بأهمية دور المرأة في الكنيسة وثانياً : لتوعيتها وتنميتها في الكنيسة . لم يتوانى قط لحضور نشاطاتها الدينية والإجتماعية .
ولم تكن المرأة فقط في لجنة المرأة بل في كل الأخويات النشطة , ففي حلب الأبرشية الأكثرنشاطاً في العالم السرياني . وهذا النشاط غير منوط بالرعية فقط بل وأيضاً بالراعي . ففي مركز التربية : عائلات , شبيبة , جامعيين , وخريجيين , فطلاب ثانويين وأعداديين وطلاب المدرسة الأحدية .
بالتأكيد قام كثيرون بالعمل مع الطلاب الصغار لذلك يمكن القول أن المدرسة الأحدية أعيد تأسيسها عام 1970 في عهد المثلث الرحمات المطران جرجس بهنام وغالبية المسؤولين في هذه اللجان كنّ وما زلن من السيدات . أذكرأن نيافته مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم قام بزيارة الأحدية وهم في جولة قرب مدينة حلب بعد فترة وجيزة من رسامته مطراناً وفيما بعد التقى بالمسؤولات وشجعهم في العمل , وقد نشر بعض الكتب المنهجية للمدرسة الأحدية , وكم من دورات لاهوتية شاركت المسؤولات بتشجيع من نيافته وحضرت بعضهن مؤتمرات أقليمية أو عالمية لتطوير المناهج .
وعندما طلب مجلس الكنائس العالمي ومجلس الشرق الأوسط حضور علمانيين أرسل نساء ورجالاً دون أي تمييز .أذكر أنه طلب مني حضر مؤتمر عالمي للمرأة " تضامن الكنيسة مع المرأة " , شجعني وأعطاني الكتب المناسبة لأقرأها , واستعد لحضور المؤتمر وكم من أمور وصلوات بحث في تقليد كنيستنا عن المرأة , كصلاة رسامة الشمّاسات , صلاة بعد الإجهاض , وصلوات أخرى ثم عن الشعراء الذين كتبوا عن المرأة خاصة مار إفرام السرياني ومار يعقوب السروجي .
كان يحضر لقاءات عديدة في جميع أنحاء العالم ويأتينا بالأخبار وأحياناً يخبرنا بأن فلانة حضرت لقاء وكل من كان معها تحدث عن نشاطها في المؤتمر . أذكر مرّة أنه في لقاء عائلي قال : " أن السيدة التي حضرت اللقاء في أفريقيا صورها أكثر من صوري في اللقاء نفسه " دلالة على نشاطها .
في عام 1997 في شهر تشرين الثاني طُلب من نيافته أن يرسل إمرأة إلى جامعة من جامعات لندن لحضور مؤتمر عن مار إفرام وأثر أشعاره في الكنائس العالمية فلم يمتنع , لأن ثقته كبيرة بالمرأة فاختار أن أكون السيدة لأني في حينها كنت أدرس أشعار مار إفرام عن المرأة ورأيه عن المرأة في الكنيسة السريانية . فكان معي في كل صفحة أكتبها . حضرت المؤتمر ولقيتْ مقالتي الإستحسان , وكان سيادة المطران فخوراً بما قدمته في ذاك المؤتمر .
في المؤتمرات التي أقيمت في حلب ولبنان بين الأعوام 1990 - 2003 كان للمرأة السريانية الدور الأكبر إن كان في التنظيم أو الإشتراك وحتى كانت المرأة من المتكلمين أو المترجمين وقد كنت من المشاركات في أغلب هذه المؤتمرات .
كان عليه حضور إجتماع هام للجنة الإيمان والنظام لمجلس الكنائس العالمي في تنزانيا - أفريقيا , وبسبب إجراء عملية في الولايات المتحدة , لم يسمح له الأطباء السفر لحضور الإجتماع فاختار أن تمثله إمرأة . فبعد أن مثلته في هذا المؤتمر نقلت له ما جرى وأنني اقترحت عليهم بترجمة الكتاب عن قانون الإيمان المسيحي وتفسيره إلى العربية في حلب سُرّ كثيراً .
في عام 1998 أقيم المؤتمر العام لمجلس الكنائس العالمية في هراري وكان من الضروري حضور مشتركين من حلب وبما أن الكنيسة السريانية قدمت أسماء فقط لرجال الدين ومعهم راهبة واحدة من ألمانيا أحب نيافته أن تشارك المرأة أيضاً في هذا اللقاء العالمي ففعل المستحيل إلى أن قُبِلتْ سيدتين من حلب لحضور هذا اللقاء الرائع .
الكنيسة السريانية بكاملها تحترم المرأة العلمانية والراهبة وتجدها أهلاً لدراسة اللاهوت . وهكذا أوفِدت بعض الراهبات للدراسة في اليونان وكان هذا ممتاز ومشجع جداً . كنت أتوق لتكميل دراستي العليا في اللاهوت وكنت قد أوصلت الفكرة للبطركية فقيل لي : حسب الأولوية مع تفضيل الراهبات على العلمانيات .
هنا أشيد بالدور الإيجابي لنيافته حيث عمل جاهداً على فتح باب الدراسات العليا في اللاهوت للمرأة العلمانية في الكنيسة لن أنسى فرحي في اليوم الذي هتف لي نيافته قائلاً : إستعدي للسفر للإشتراك في الدراسات عن الخدمة والدراسات المسكونية في المعهد المسكوني في سويسرا . بالطبع سافرت إلى سويسرا 1994 - 1995 , وكنت أول سيدة مشاركة في هذه الدراسات وكم كنت فخورة أن جميع الأساتذة من علمانيين وأكليروس في هذا المعهد المسكوني العالي كانوا يثنون على نيافة المطران لإهتمامه بالمرأة السريانية . وفيما بعد شاركت نساء أخريات من حلب في الدراسة في هذا المعهد المسكوني .
في أبرشية حلب لا فرق بين رجل وامرأة في تصدّر المناصب في عهد نيافة المطران يوحنا : رئيسة المركز , رئيسة الأخويات , رئيسة اللجنة الخيرية , رئيسة الكورال , رئيسة لجنة دار الطالبات , مديرة المدرسة ومسؤولة دورة مار افرام للكتاب المقدس . فهذه الدورة تأسست برعاية نيافة المطران مار غريغوريوس في تشرين الأول عام 1995 وقام الربان افرام كريم بإلقاء الدروس بالتعاون مع ملفونيتو فريدة . في نيسان 1995 طلبتُ من نيافته بدء دورة الكتاب المقدس وبعد التشاور والنقاشات الحادة قرر نيافته أن أكون المسؤول الأول لهذه المهمة الصعبة علماً أنني كنت قد اشتركت في دورات تأهيلية عديدو ودورة في تدريس الكتاب المقدس في جنيف . بالتأكيد سمع نيافته الكثير من النقد والإنتقاد من كل مكان ولكن إيمانه بكفاءة المرأة جعله يواجه التحديات . والشكر كل الشكر للرب الذي هو معنا في كل واستمرت هذه الدورات مع مسؤولتها عشرين عاماً وما زالت قائمة تحت الظروف الحالية . وقد كان نيافته يرعاها بمحبة وقوة ويلقي المحاضرات على السيدات ويشارك بكل نشاطاتها الدورية وتأملاتها بالمناسبات الدينية . ومن الجدير بالتنويه عنه هنا أن هذه اللجنة لدراسة الكتاب المقدس هي الأولى من نوعها ليس في كنيستنا فقط بل في جميع الكنائس الشرقية الأرثوذوكسية .
كانت حلب تحتفل برأس السنة الجديدة كيوم سلام حيث يدعى رجال الدين المسيحي والإسلامي في الصلاة معاً وفي عام 2003 كانت الصلاة ستقام في كاتدرائية مار إفرام السريان الأرثوذوكس حيث دعي جميع العاملين في أبرشية حلب وبينما يتوافد الوفود المدعوة يُطلب مني قراءة الرسالة وإن دلً هذا على شئ فهو يدل على تكريم المرأة في الكنيسة .
من أهم اهتمامات نيافة المطران مار غوريغوريوس اهتمامه لذوي الإحتياجات الخاصة فقد شكل لجنة للإهتمام بهم وكان يحضر لقاءات الأخوة بأحاديث دينية رائعة وما كان يشعرهم أبداً أنهم يختلفون عن البقية . أحياناً كان يدعوهم إلى أماكن عامة يجلس معهم ويتناول الغذاء معهم .
أما بالنسبة للترجمة فكان غالباً يعتمد على السيدات كالسيدة مارسيل درقجي خوري التي ترجمت العديد من الكتب إلى العربية من سلسلة كتب برو أورينتي كما كانت أحياناً عند حضور قداسنا من قبل شخصيات عالمية كنت أثناء القداس الإلهي أترجم وأشرح لهم ما نصلي أو ما يتحدث به المطران .
في عام1984 طلب مني نيافته ترجمة كتاب عن الكنائس التاريخية في طور عابدين للكاتبة والباحثة كيرتورود بيل ,( GertrudeLothian Bel , Churches and Monasteries of Tur Abdin . Pender press,1984 ( )
وتمت ترجمة هذا الكتاب النادر وللأسف ما زال الكتاب بين المخطوطات ونأمل أن يظهر للوجود . وبعد أكثر من عشر سنوات ترجمت كتاب قّيم عن التعليم المسيحي وآخر عن قديسات ونساء من الكنيسة السريانية .
لم يكن نيافته يعطي الأهمية للمرأة السريانية فقط بل كان يهتم بكل امرأة تعمل أو تبحث عن الكنيسة السريانية وتراثها بغض النظر إن كانوا من كنيسة سورية , لبنانية , عراقية , مصرية , أو غربية . وكم قدم نيافته من تسهيلات وخدمات علمية لباحثات وباحثين من جنسيات متعددة ليتعرفوا على كنيستنا وتراثها وعلى الآثار الكنسية , حيث كانوا في بلدانهم أو في سورية . وعلى سبيل المثال لا الحصر : المؤلفة السويسرية كريستين شايوت التي زارت حلب وضواحيها ولمرات عديدة أثناء بحثها وكتابتها لكتاب عن الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية . والدكتورة نوريكو ساتو من اليابان التي قدمت أطروحتين لجامعة لندن ودرهام في علم الأنثوبولوجيا عن المجتمعات السريانية . والدكتور كارث فاودن وزوجته الدكتورة اليزابيت اللذان كانا يبحثان في جامعة اليونان.
كما طلب نيافته من الملفونو أبروهوم نورو وبعض السيدات السريانيات تعليم السريانية لبعض الباحثين والباحثات الذين يأتون إلى حلب لهذا الغرض . وكان نيافته يقوم بنفسه بتدريس بعض الباحثين اللغة السريانية وأشعار مار أفرام .
ما كتبته هو القليل بما كان يقوم به سيدنا يوحنا تجاه المرأة وتأهيلها وتمكينها من الخدمة على قدم المساواة في الكنيسة ومؤسساتها التربوية والإجتماعية .
هذه الحقيقة المحسوسة والملموسة كلها تدل على تفانيه في نشر تعاليم السيد المسيح بين الناس جميعا وفي كل مكان . ) .
***********
المراجع :
الكتاب الأحمر
Farida Paulus
Head Of The Syriac Orthodox Women BIBLE Committee Aleppo , Syria
مكانة المرأة في الكنيسة بفكر المتروبوليت مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم
The Role Of Women In The Thoughts Of Mor Gregorios
MOR GREGORIOS YOHANNA IBRAHIM
*****
الحرية الحرية ومعرفة المصير لكل المخطوفين رجالاً ونساء
من رجال الدين والحقوقيين ,الكتاب والمثقفين والأطباء وغيرهم الكثير
لقد أسقِط النظام البائد الفاشي الذي خطفهم وأخفاهم 13 عاماً حتى هروبه من السلطة , فقد آن للحكومة الجديدة أن تتحرى وتعرف وتعلن عن مصيرهم ومصير الآلاف ممن اختفوا وأُسِروا وذوبوا أو دُفنوا أحياء ,آن لعائلاتهم وأهلهم ورعيتهم أن يعرفوا أنهم أحياء أم شهداء ..؟؟
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟