ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 14:02
المحور:
كتابات ساخرة
لم يفاجئني، لا من قريب ولا من بعيد، أن اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل حصلت على تذكرة تمديد مجانية لثلاثة أشهر أخرى! وكأنها ستكمل كتابة رواية بوليسية معقّدة من ألف صفحة، لا مجرد جمع شهادات عن مجازر تم توثيقها بفيديوهات أكثر وضوحاً من نشرات الطقس.
بل بالعكس، كنتُ سأصاب بالذهول لو أنها أنهت مهمتها في وقتها، فذلك سيكون أول معجزة رسمية تُسجَّل منذ وصول هيئة تحرير الشام إلى عرش السلطة.
لأنَّه، كما نعلم جميعاً، التحقيق في جرائم واضحة كالشمس يحتاج إلى وقت... كثير من الوقت!
دعونا نفترض حسن النية أن اللجنة، في كل شهر، ستنجز 25% من المهمة. أي أنها بعد هذا التمديد ستصل إلى نسبة 100% من الحقيقة.
عظيم! لكن، لديّ سؤال بريء: لماذا لا يتم تسليم الـ 25% الحالية إلى القضاء؟ هل الخوف من أن المحاكم ستشتغل قبل الأوان؟ فتنكسر تقاليد التأجيل والتسويف المتجذّرة؟ أم أن الحقيقة، بحسب العُرف السائد، يجب أن تُقدَّم دفعة واحدة مثل "هدية العيد"، مغلّفة بورق رسمي، وممهورة بختم "انتظرونا في الجزء القادم"؟
ثم لنكن واقعيين: هذه ليست جريمة قتل غامضة في رواية أجاثا كريستي. الجناة ظهروا وتكلموا وتفاخروا بأفعالهم أمام الكاميرا، بعضهم ربما وقّع على المجزرة كما يوقّع فنان على لوحته، فما الذي تحتاجه اللجنة أكثر؟ جلسة يوغا تأملية؟ أم إلهاماً مفاجئاً من السماء ليكتشفوا أن القاتل هو... القاتل؟! فما الذي تتحرّاه اللجنة بالضبط؟ هل تنتظر اعترافاً خطياً موثقاً وممهوراً من قبل الجناة؟
الخلاصة: الضحايا ينتظرون، والجناة يضحكون، واللجنة... تعمل بمنهجية "شهراً بعد شهر"! فهل سنشهد يوماً ما، نهاية هذا المسلسل، أم أن التمديدات ستستمر حتى يُنتجوا جزءاً ثانياً؟!
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟