أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمود عباس - عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.














المزيد.....

عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 07:37
المحور: مقابلات و حوارات
    


في لقاءٍ هادئ تمازج فيه الأدب مع الفكر، قدّم برنامج "وجوه" على قناة الشمس، الذي يديره الأديب المعروف جان دوست حلقة مميزة استضاف فيها الكاتب والناقد الكوردي البارز إبراهيم محمود، في حوار لم يكن عاديًا من حيث الشكل والمضمون، بل كان أقرب إلى فسحة تأمل داخل طبقات الأسئلة التي تشغل الوجدان الكوردي، وتتقاطع مع مصائر شعوب الشرق.
الحوار كان ناجحاً في خطوطه العامة، لا فقط بفضل القضايا المطروحة، بل بأسلوب تقديمها، حيث بادر جان دوست إلى إدارة النقاش بأسئلة دقيقة، قدّم من خلالها الضيف رؤيته بأسلوب نقدي متماسك. إبراهيم محمود، رغم تقشفه اللفظي أحيانًا، ظهر كناقد وأديب، يملك حسًا تحليليًا ناضجًا، ينطلق من خلفية فلسفية وفكرية صقلتها عقود من التراكم المعرفي، لكن من دون أن يُغرق المستمع في نَفَس استعراضي أو نخبوي.
ومع ذلك، لم تخلُ الحلقة من ملاحظات تستحق الوقوف عندها. فقد طغى البعد السياسي على مساحة زمنية ليست قليلة، وكان بالإمكان تخصيص هذا الوقت لاستكشاف آفاق أرحب في الفكر والأدب والنقد الثقافي، وهي مجالات يمتلك فيها الضيف رصيدًا عميقًا. نعم، طرحه السياسي لم يكن شعاريًا، بل نُسج من خلال منظور ثقافي يعالج العلاقة بين السلطة والمجتمع، غير أن هذا الميل السياسي، مع تكرار خطاب المظلومية، قد حدّ من فرصة الانتقال إلى مستويات أعمق من الأسئلة الفكرية البحتة، خاصة في قضايا مثل اللغة، والهوية، وتحوّلات الذات الكوردية في راهنها.
ومن بين ما استرعى الانتباه أيضًا هو التركيز الزائد على مسألة الترجمة، إذ بدا أن الكاتب يعوّل عليها كثيرًا كأداة نهضوية، وهو أمر قابل للنقاش في ظل المشهد الرقمي الراهن، حيث باتت الترجمة في متناول أي قارئ متوسط من خلال أدوات وتقنيات متقدمة. هذا التوسع في الحديث عن الترجمة، دون التطرّق إلى إشكالياتها النوعية، أو الفروقات بين النقل والخلق، جعلها تبدو وكأنها مشروع مركزي في زمن فقدت فيه الترجمة كثيرًا من حصانتها التقليدية، وهو ما كان يستحق تفكيكًا أعمق.
كما أن دعوة البعض لتحويل كتابات إبراهيم محمود إلى محاور لحوارات مطوّلة، رغم وجاهتها في ظاهرها، تحتاج إلى مقاربة أكثر واقعية، فالرجل لا يقدّم مشروعًا فلسفيًا مكتمل البنية يمكن تفكيكه بمنهج صارم، بقدر ما يطرح رؤى نقدية حرة، تنتمي إلى الضدّ أكثر مما تنتمي إلى البناء. وهذا، رغم أهميته، لا يحتمل دومًا التعاطي معه كنسق فكري مؤسسي.
رغم ذلك، لا يمكن إنكار أن ما قدّمه الضيف في هذه الحلقة كان غنيًا، ومحفزًا للتفكير، ويستحق أن يكون نواة لحوار متجدد، لا من باب التقديس، بل بهدف الاستمرار في كشف الأسئلة المؤجلة التي يُحسن إبراهيم محمود طرق أبوابها من زوايا غير تقليدية.
لا شك أن هذه الحلقة شكلت مساحة نادرة في المشهد الإعلامي الكوردي، جمعت بين أديب يملك قدرة الإصغاء والتوجيه، وأديب ناقد يمارس نقده التحليلي التفكيكي الجريء بنبرة هادئة لكنها نافذة.
كل التمنيات لهما بالتوفيق، على أمل أن يُفتح هذا النوع من الحوارات على تعدد الأصوات، لا لتقديس التجربة، بل لخلق تقليد ثقافي جديد، يتّسع فيه الفكر، لا للبلاغة، بل للأسئلة، فالفكر الحقيقي، كالنهر، لا يُختزل في نقطة، بل يُعرف بجريانه.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
9/4/2025م
رابط الحوار:
https://www.youtube.com/watch?v=jBOJ5FCj9xY



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة الأقلام المتسكعة خلف الأسماء المستعارة كفى عبثًا ب ...
- حين وقفت على حافة مقبرتي وصافحت عظامي
- الجغرافيا لا تكذب، الكورد أصل الأرض قبل أن تُسمى سوريا
- هل الله جريمة؟
- أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة
- زيارة الشرع إلى إسطنبول رسائل مشفّرة من واشنطن عبر أنقرة
- تسليم الساحل السوري لقوات قسد خطوة إنقاذ لسوريا من التقسيم
- في حضرة الغياب الإلهي مجازر شنكال وسوريا بين التكفير ورايات ...
- الكورد والثورة السورية تحذير من تكرار الخطيئة الإيرانية
- نوروژ بين الدين والقومية، بين الثورة والطمس
- إلى أي درك كارثي تتهاوى سوريا؟
- حين يتقيأ الحقد، العروبة المشوهة في مواجهة الحقيقة الكوردية
- إعادة قولبة سوريا
- سوريا نحو الاستبداد الدستوري
- صناعة الشعوب المشوهة
- قراءة سياسية في اتفاقية مظلوم عبدي وأحمد الشرع
- سوريا على طريق التقسيم بين إرهاب الدولة واستبداد الإسلام الس ...
- سوريا بين المركزية القاتلة والفيدرالية المنقذة
- بين ضرورة الإصلاح ومخاوف التفكك في سوريا
- القضية الفلسطينية بين واقع التاريخ وخطاب الأنظمة العروبية


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمود عباس - عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.