أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - من أجل تفعيل دور مسرحنا في المساهمة ببناء الشخصية الإيجابية الجديدة















المزيد.....

من أجل تفعيل دور مسرحنا في المساهمة ببناء الشخصية الإيجابية الجديدة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


— ألواح سومرية معاصرة
هل من مهمة أو محمول قيمي غير المحمنول الجمالي يمكن أن نقرأها في رسائل المسرح التي تعبر عنها أعماله المعروفة والمكتوبة؟ هل يتوقف المسرح عند حدود قيم الترفيه والتفريغ الآني لحظة مشاهدة العمل الفني المسرحي؟ هل القضية قضية جماليات عابرة نتلقاها في سويعة استراحة بلا جهد عقلي أو تحليلي نقدي في التفاعل والتلقي؟؟ أم أن المسرح تعبير جمالي جسَّد التحول من مجتمع بقيم المتوحشة إلى مجتمع دولة المدينة وقيم التمدن وولوج المجتمع الإنساني منطق الحضارة؟ وهو أيضا رفيق المتغيرات الحضارية الأبرز في التاريخ البشري حيث ولادة الأجناس الجديدة تعبيرا عن تلك المتغيرات ومنح المعاني والدلالات العميقة كما يمكننا تشخيصه بمعالجتنا التي تعني الامتداد الطبيعي لقراءات النقدية والدراسات المعمقة لكبار النقاد ودارسي المسرح..؟؟؟ هنا محاولة للإجابة انطلاقا من التجربة المسرحية العراقية لكنها المتحدة مع الحركة المسرحية وتعبيراتها عالميا بكل ما وصل إليه الإنسان من منظومة جمالية مضمونية معاصرة حديثة..
***

أسئلة من قبيل لماذا مثل هذه المهام الكبرى التي نضعها على عاتق المسرح وعناصره؛ وهي أسئلة باتت كلاسية بسبب من توافر إجابات جدية كبيرة، منها أن المسرح لا يقف عند تحفيز الخيال الإبداعي المُنتِج وطاقة التفكير النقدي عند جمهور الفرجة ولا كونه قادراً على تشخيص مشكلات المجتمع الإنساني وحركة متغيراته وصراعاته وإنما أيضا وبصورة فاعلة مؤثرة الحفر عميقا في الإنسان وذهنيته وعقله ومنطقه ومنهجه في الحياة بما يمكّنه [الإنسان] من التدرّب على النظام واحترام القوانين والأعراف التي يمتلكها وتبادل الاحترام مع الآخر انطلاقا من عمق الاعتبار للوجود الجمعي المشترك، ما يدعم معالجة مختلف القضايا الاجتماعية والأخلاقية بالمعنى الأوسع للمصطلح بما يوفر فرص اقتراح البدائل والحلول.

والمسرح بهذا المعنى ليس مجرد وسيلة ترفيه مفرغة من المعاني والأهداف السامية للوجود الإنساني، بل هو سيد الفنون بما يمتد ليجسد قضايا الحياة الإنسانية باختلاف مستوياتها وأنماطها، اجتماعية، سياسية ثقافية وغيرها. والمسرح يسلّط الضوء على تلك القضايا بتنوعها من اجتماعية وثقافية وسياسية بما يجذب جمهور الفرجة تحديداً نحو التفكر والتدبر ومن ثمّ النهوض بالفعل الإنساني حيث يدعم ولادة الإلهام وإنتاج الرؤية الأنجع للعيش والتعامل مع عالم أو بيئة يحياها الإنسان..

في ضوء مجمل ما أوردناه هنا فإننا نجد أنّ المسرح في العراق الذي ناهز عمره القرن ونصف القرن تقريباً؛ قد تأصَّل وامتلك خبرات عمل و صِلاتٍ استطاعت أن تصنع جمهور الفرجة بكل ما يعنيه المصطلح من الروح الجمعي للجمهور وامتلاك الخصائص النوعية بخاصة منها الانتماء لمجتمع الحداثة المعاصر ومنطقه المتمدن ونهجه التنويري..

وعلى الرغم من تراجعات بميادين السياسة وخطابها وبميادين الشؤون الاجتماعية حيث الالتفاف على مستويات التقدم والتفتح وكل ما فُرِض قهريا من قيم التخلف ومنطق الخرافة أو لا منطق الأضاليل وأباطيلها في السنوات العجاف الأخيرة إلا أنّ أجيالا متقدمة بروحها التنويري ما زالت متمسكة بما توصلت إليه وإن تم تقييدها بأصفاد وأغلال لعبودية أو سطوة ما يزعم تمثيل (العصمة) المطلقة للدين السياسي ونهج الخرافة وإفرازاته!

لهذا السبب مازالت المهمة تكمن في إعلاء دور المسرح في استعادة خطاب التنوير والتمدن وقيم الحركة الديموقراطية التقدمية اجتماعيا سياسيا..

لقد أدركت قوى الاضطهاد تلك الحقيقة لهذا السبب حولت تلك المباني المسرحية وصالاتها إلى مخازن أو أماكن مختلفة التنميط والاستثمار؛ وصل ببعضها الحال إلى أن تكون خرائب تُرمى عليها الأنقاض والنفايات كما حدث مع مسرح بغداد لسنوات طوال عجاف..

واستهدفت تلك القوى كل من يُعنى بصالات المسرح والسينما وعرقلت أية محاولة لإحيائهما أو إيجاد بدائل لها.. وهي في المرحلة الراهنة تتخذ من أساليب جديدة وسائل إقصاء وقطع الطريق على المسرح بطريقة لم تعد تقف عند حدود تخريب مباني المسرح ولكن هذه المرة، عرقلت احتفالياته وقدرة إنتاج أي عمل مسرحي أو اختلاق العراقيل لتشويه إنتاجه بالصورة المؤملة لنضج ما يمكن أن يلعبه من دور..

وربما بين التعمُّد وبين الالتباس ظهرت علينا أنماط ترتدي لبوس المسرح بمسميات تتلحَّف المنظومة القيمية للدين السياسي ولبطولة شخصيات بعينها على أساس تحميلها رموز العصرنة والحداثة ولكنها بالمحصلة تقع فريسة شكلانية لا تُنتِج سوى دعم المسار العام للتراجعات بمستوياتها الفكرية: سياسية منها واجتماعية ما يأسر المجتمع خلف تلك الخزعبلات واشتغالاتها.

لذا بات على المسرح العراقي في يومنا أن ينعتق من اللعبة ومؤشرات آليات اشتغالها لينهض بمهامه التنويرية وهي مهام أدخل في الأنسنة والتمدن الذي بدأ مع مجتمع المدينة ودولتها ليواصل مشواره حتى مراحل عصرنا ومنطق الحداثة فيه..

والعراق اليوم بحاجة للمعالجات الجمالية التي عُؤِف بها المسرح لقضاياه وما أكثرها سوى أننا بحاجة للجرأة والشجاعة وإقدام مبدعاتنا ومبدعينا على التناول وكشف المستور الذي يتخبأ خلف أردية الادعاءات والمزاعم وكأن شيئا لا يحدث لكن المسرح قادر على التحدي وتقديم ما يراه من معالجات بحرية واستقلالية وسلامة موضوعية..

فهل سنجد أنفسنا اليوم بمنطقة العمل الإبداعي الجمالي للمسرح وبمضامينه المعروفة أم سنبقى بمنطقة الابتزاز والتراجع لصالح سطوة خطاب الخرافة وما فرضته وتفرضه من خطاب مشوه!؟

ثقتي وطيدة بأن مسارح المقهى والبيت والشارع وكل تلك الأنماط المفتوحة ستتمكن من توفير تراكمات كمية لتحول نوعي يتناسب وطاقة تمسك المجتمع بإنسانيته وبحقوقه في معالجة شؤونه بعيدا عن رغبات الاستغلال وقواه أيا كان ما ترتديه وتزعم التعبير عنه..

فلنشرع في استعادة تجمعاتنا المسرحية من فرق إبداعية وجمعيات ومنظمات وروابط للكتابة والأداء وللحركة النقدية ولمعاهد وكليات الدراسة والتدريب سواء منها المرتبطة بالتعليم ومنه التعليم العالي أم المرتبطة بالحركة الإبداعية حيث العمل بوصفه منصة من منصات التمكين والتدريب والدراسة..

ولنشرع في الاشتغال بتمكين التخصصات العاملة في ميادين المسرح من فرص التشكّل ومنها جمعيات أكاديمية وغيرها المهنية الإبداعية ولنضع جوائز باسم الحراك الشعبي من قواعد العاملات والعاملين في ميادين المسرح بلا رتوش أو قيود أو نظرات سلبية مسبقة.. لعل جوائز الجمهور واستفتائه والنقاد والناشطات والنشاطين بالميدان هي أول تلك المهام..

أما الاسترخاء خلف ما قد يبدو أنه متاح فإنّ فرص استثماره ستكون إيجابية فقط عندما لا نسمح بتجيير المتاح للسلطة أيا كان مسارها لأن الإبداع ليس مأسورا لسلطة سوى سلطة المنظومة الإبداعية نفسها وأدوارها الجمالية والمضمونية..

ولهذي المعالجة تحية تتوقف عندها لكل مبدعات ومبدعي مسرحنا العراقي بتنوعات لغاته وتعبيراته وارتباطه بالتعدد والتنوع في مجتمعنا العراقي المعاصر..

المقال كما ورد في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألغام متفجرة بالأجساد وأخرى بالأنفس والأرواح والعقول
- بين بناء سوريا ديموقراطية بنهج العلمانية أو الوقوع بمصيدة ال ...
- تهنئة بالعيد الحادي والتسعين للحزب الشيوعي العراقي
- أسئلة تتطلب إجابة من كل من يهتم بالمسرح العراقي
- رسالتي السنوية بين شؤون مسرحنا العراقي وشجونه باليوم العالمي ...
- الحزب والناس ووسائل التحول والتغيير المؤملة
- ليتعاظم الكفاح من أجل تلبية حق معرفة الحقيقة في يومه الدولي ...
- في اليوم الدولي لمناهضة التمييز العنصري: العراق وعالمنا المع ...
- سوريا اليوم بين مطالب الشعب والصراعات الدائرة لفرض البديل
- ظروف معقدة تجابه المرأة العراقية ومنظومة قيمية متهالكة تفرض ...
- القضية الكوردية ومسيرة السلام في المنطقة والعالم في ضوء نداء ...
- من أجل إنهاء جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
- بطلان قرارات مجلس نواب أحزاب الطائفية لانتفاء شرعية وجود الم ...
- في اليوم الدولي للتعليم ما هي مهامنا بمجابهة التحديات النوعي ...
- سوريا بين نهج سطوة ظلامية للخرافة والتخلف ونهج تنويري للتقدم ...
- بعض رؤى وقراءات في فلسفة حقوق الإنسان؟
- أسس ولادة الحزب السياسي واكتساب شرعية العمل وهويته
- ومضة تسلّط بقعة ضوء صغيرة لتكشف أسباب الفساد ومخرجاته الإجرا ...
- من أجل ثقافة إنسانية بديلة لخطاب الكراهية وإنهاء كل ما يحض ع ...
- أشد إدانة لجريمة استعباد الإنسان أيّاً كانت ذرائع التخفي وال ...


المزيد.....




- زيارة العراق تحرم فناناً مغربياً شهيراً من دخول أميركا
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-، ماذا ...
- تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مس ...
- -فيلم ماينكرافت- إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب لل ...
- هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية ...
- ستوكهولم: مشاركة حاشدة في فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني لل ...
- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - من أجل تفعيل دور مسرحنا في المساهمة ببناء الشخصية الإيجابية الجديدة