أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل الزهاوي - قراءات نقدية : دراسة بنيوية ورمزية لقصيدة -مهرجان- للشاعر يحيى السماوي















المزيد.....

قراءات نقدية : دراسة بنيوية ورمزية لقصيدة -مهرجان- للشاعر يحيى السماوي


سهيل الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


مهرجان الأمل من رماد الحلم

تعد قصيدة "مهرجان" للشاعر العراقي يحيى السماوي إحدى القصائد التي تسير بخطى متوازنة بين التعبير عن المشاعر الفردية وإبراز الطموحات الجماعية. ينجح السماوي في بناء نص يمنح الحلم مكانة فاعلة، رغم العوائق الجاثمة على واقع مليء بالمرارة والتحديات. تعكس القصيدة معاناة شخصية تغوص في أعماق واقع اجتماعي وسياسي مضطرب، لكنها في ذات الوقت تتطلع لتخطي تلك المعاناة بإبداع يتضمن نبضات أمل ومقاومة، حتى وإن بدا المشهد موحشًا ومثقلًا بخيبات متراكمة. السماوي يرسم هنا حالة شديدة التعقيد في لحظات انكسار الأمل، لكنه لا يسلم زمام قلمه للاستسلام، بل يُقيم من هذا الانكسار "مهرجانًا" للفرح يواجه به عبث الظروف التي اغتالت طموحاته.

السماوي يُعدّ شاعرًا وطنيًا من الطراز الأول، تتجلى في قصائده مشاعر عميقة من الولاء للوطن وانتماء لا يقبل المساومة. وعلى الرغم من تنوّع موضوعاته ورؤاه الشعرية، بقي الوطن محورًا ثابتًا في كتاباته؛ فقد عبّر عن جماله، أفصح عن شوقه إليه، ونقل في أبياته ألم الغربة وحنين العودة، ليصوغ لوحات شعرية تختزن وجع الأرض وأملها المستمر.

لم يكتفِ السماوي بأن يكون شاعرًا محايدًا لمعاناة شعبه، بل اتخذ من شعره أداة قوية للنقد وكشف الحقائق، إذ تمكن بأسلوب شعري متميز يحمل مزيجًا من السخط والإبداع من تعرية وجوه الطغاة دون مواربة. بمزيجٍ من الذكاء والشجاعة، حوّل مشاعر الحسرة التي يعيشها إلى فنّ قادرٍ على خدمة القضية الوطنية بكل صدق، ليصبح قلمه صوتًا لمن عجزوا عن التعبير عن آلامهم.

لم ينحصر شعر السماوي في استرجاع الماضي أو تصوير الحاضر فحسب، بل كان دائم السعي إلى استشراف المستقبل من خلال قصائد تجمع بين الألم والأمل في تناغم يعكس عمق المقاومة الفكرية والفنية. تجاوزت كلماته حدود الشعر التقليدي لتصبح صرخة إنسانية تعبّر عن معاناة الأرض وطموح شعبٍ يطمح للحرية والخلاص من قيود الاستبداد. بين الحلم والهزيمة، تكشف القصيدة عن تركيبة فريدة ليست مقتصرة على التعبير عن فرحة مطلقة أو ألم متفرد. بدلاً من ذلك، يستعرض النص صراعًا داخليًا يجسد العبور بين الحلم الذي يغزو خيال الشاعر والألم القابع في ظلال واقعه. السماوي في هذه الحالة لا ينكفئ أمام حزنه، بل يعيدُ تشكيله إلى فعل نضالي، يحوله إلى مهرجان مقاومة يعاند السواد المحيط. لذا، "المهرجان " هنا ليس مجرد لحظة احتفال عابرة، بل هو حالة من التحدي المستمر للحاضر المظلم ورغبة في تحقيق انتصار معنوي يتجاوز الانكسار.

القصيدة تتسم بلغة رمزية مشبعة بالمستويات المنفتحة على مختلف القراءات، حيث تبدأ من زاوية الحزن الفردي، لتنتقل إلى فضاءات أوسع تتناول قضايا مجتمعية وسياسية تشترك مع الهمّ الذاتي للشاعر. هذا التشابك يجعل النص تأمليًا معقدًا، يُراوح بين المساحات الشخصية والجماعية، ويمزج البعد الإنساني مع الهم الوطني والرمزيات الأسطورية والصوفية.

مهرجان

سأقيمُ من تلقاءِ حزني مهرجاناً للفَرَحْ

أدعو إليهِ أحبّتي:

الأنهارَ والأشجارَ والأطيارَ

والأطفالَ والفقراءَ والعشاقَ

والعيدَ المؤجَّلَ في تقاويمي..

وأقواسَ القُزَحْ

*

أتلو بهِ ندَمي على أخمارِ مُغتبَقي

وكأسِ المُصْطبَحْ

*

لأنامَ مقرورَ التبتّلِ والرَّبابةِ والمُدامةِ

والقَدَحْ..

التحليل الرمزي والدلالي

عنوان القصيدة:

يحمل عنوان القصيدة "مهرجان" مغزى عميقًا يتخطى معناه التقليدي. ففي العرف الشعري العربي، غالبًا ما يشير المهرجان إلى مظاهر البهجة العامة والفرح الجماعي. غير أن السماوي يُعيد صياغة هذه الدلالة ليحمل العنوان مفارقة لافتة: فهو لا يعبر عن احتفال ظاهر بالفرح، بل عن فعل مقاومة يُولد من رحم الخراب والخيبة. بهذا، يصبح العنوان بحد ذاته أداة للتعبير عن قدرة الشاعر على ابتكار الفرح من قلب المعاناة وتحويل الألم إلى وسيلة نضالية تعزز مواجهته للواقع المعتم.

الفضاء الرمزي في مطلع القصيد:

العبارة الافتتاحية، *"سأقيم من تلقاء حزني مهرجانًا للفرح"*، تكشف عن حالة جدلية تجمع بين الانكسار الداخلي وعزيمة صميميه لخلق معنى جديد ينبثق من عمق المعاناة. لا يمثل المهرجان مجرد فعل احتفالي مؤقت، بل يتحول إلى مقاومة رمزية تُعيد صياغة الزمن بالبحث عن لحظات الفرح بين أوجاع الحاضر. بذلك، ترسم القصيدة صورة لتجربة تُمزج فيها الحزن بالقدرة على الإبداع كمحاولة لتجاوز الأزمات المأزومة.

الدعوة إلى المهرجان: تعزيز رمزية المهمّشين

عندما يستدعي السماوي الأنهر، الأشجار، الطيور، الأطفال، الفقراء، والعشاق لينضموا إلى مهرجانه الرمزي، فإنه لا يقوم بذلك بشكل عفوي أو سطحي يعبر عن معالم بيئية أو اجتماعية فقط؛ بل يصوغ عالماً شعرياً موازياً يُعيد فيه ترتيب منفيي الحياة وهامشييها ليكونوا محوراً لهذا الاحتفاء المتعدد الأبعاد.

تلقي الرموز التي اختارها الشاعر في قصيدته "مهرجان" بظلالها على النص بعمق فريد، مما يُغني أبعاده الرمزية ويمنحها حيوية تتداخل بسلاسة في بنية القصيدة. كل رمز يقدم وجهة نظر الشاعر بطريقة مترابطة، ويبرز إصراره على التعبير عن قضايا النضال والأمل من خلال قالب إبداعي ينسجم مع وجدان القارئ.

الأنهار: تبدو كمرآة لاستمرارية النضال وديناميكية الحياة؛ فهي تقدم صورة للعطاء المستمر والتحول البنّاء، مما يجسد التغيير الاجتماعي الذي ينشأ عن جهود النضال المتواصلة. الأنهار ليست مجرد تفصيل جغرافي، بل تُعد رمزًا للتجديد والإصرار.

الأشجار: تشكل تجسيدًا حيًا للصمود والثبات. بوقوفها في وجه الرياح العاتية، تُمثل صورة رمزية للمناضلين الذين يتشبثون بأهدافهم رغم التحديات والمصاعب. قوة جذورها ووقوفها أمام عواصف الحياة تشابه روح النضال الجماعية.

الأطيار تعبر بشكل رمزي عن الحرية والطموحات البشرية، حيث يرمز طيرانها إلى التحرر من قيود الاستبداد. إنها تشير إلى تلك الأحلام المتجددة التي يُحييها المناضلون بجهادهم، مؤكدين السعي نحو نقاء فكري وإنساني.

الأطفال: يحملون دلالة مزدوجة؛ فالبراءة التي يمثلونها تعكس الأمل، بينما يجسدون أيضًا المستقبل الحامل لإمكانية التغيير. إنهم رمز الجيل الناشئ الذي سيواصل درب النضال ويُعيد صياغة العالم كما حلم به أسلافه.

الفقراء: يظهرون كقلب نابض للنضال الاجتماعي، إذ يجسدون المحرك الأساسي للتحولات المجتمعية. يمثلون صوت العدالة المندفعة نحو تغيير الواقع وظروف العيش، فهم الشريك الحقيقي الذي يُعيد صياغة الحكاية الإنسانية نحو الإنصاف.

العشاق: يتجاوز رمزيًّا الحب التقليدي ليُعبر عن حالة إنسانية أعمق ترتكز على الإخلاص والتضحية. حبهم يمتد ليشمل التفاني في سبيل قيم سامية تتخطى الذاتية، مقدمًا صورة أصيلة للحب كقوة دافعة للتغيير.

الرمزية في القصيدة تظهر بشكل مميز في جمعها بين الفكرة النضالية والشخصية الجماعية التي يحاول الشاعر تصويرها. إنها تتداخل بسلاسة مع الواقع الاجتماعي والسياسي، لتبدع تجربة فنية توفر للقارئ فرصة استكشاف هذه الرموز من زوايا مختلفة وتفاعل غني بالفكر والمشاعر.

طقوس الندم وشعرية المراجعة الذاتية

"أتلو بهِ ندَمي على أخمارِ مُغتبَقي

وكأسِ المُصْطبَحْ"

الندم، كما يظهر في النص، ليس مجرد استجابة شعورية عابرة، بل يحمل أبعادًا أعمق تُحيل إلى معاني التطهير وإعادة البناء الفكري. في هذا السياق، يأخذ الندم طابعًا ثوريًا وليس استسلاميًا؛ فهو يمثّل حالة من التأمل النقدي الذاتي التي تُفضي إلى صياغة وعي أكثر نضجًا بالذات وبالمسيرة النضالية.

1- الندم كعملية تنقية

من خلال الاستعمال الدقيق للمفردات مثل "أخماري" و"كأس المصطبح"، يبدو أن الندم يتجاوز كونه مجرد حزن على تجربة غير مكتملة أو قرار ناقص. بدلاً من ذلك، يُصور كحالة من الانغماس العميق في الذات لإزاحة شوائب القوى العاطفية والفكرية التي قد تُثقل المسار النضالي. هذه الإحالة تتقاطع مع أسلوب عرف عنه شعراء استخدموا التصوف كأداة للتعبير عن أزماتهم النضالية، مما يفتح المجال لفهم أوسع لشخصية الشاعر، الذي لا يُقيد تجربته بلحظة زمنية عابرة.

2 - ارتباط الندم بالنضال

الندم الذي يعبر عنه يحيى السماوي لا يخلو من النزعة النضالية والاعتراف الإنساني بالأخطاء أو العثرات. لكنه بدل التوقف عندها، يلتقط الحلم الذي قد تبدّد بعض جوانبه ليستمر في طريقه بوعي أكثر عمقًا وتجربة أكثر خبرة. في هذا الإطار، حيث تتحول الأخطاء أو خيبات الأمل إلى وقود لإحياء الأمل المهشم وإعادة بناء الحلم من رماده.

3 - الندم كحالة مستمرة

العبارة "أتلو به ندمي" تكشف عن ديناميكية الندم بوصفه عملية دائمة الحضور داخل منظومة الشاعر الفكرية والنفسية. هذه العملية المستمرة لا تشير فقط إلى تفاعل مع الماضي، بل تُعبر أيضًا عن تطور وعي الشاعر عبر الزمن، وكأن هذا الندم هو شعيرة عقلية وروحية يراجع خلالها ذاته والعالم المحيط به بشكل متجدد ومفتوح.

التأثير العام:

النص يدفع نحو مقاربة تجعل من الندم عنصرًا جوهريًا في رحلة النضال الواعي لا مجرد حالة ضعف أو انكسار. يمكنك التفكير في توسيع التحليل من خلال تعميق العلاقة بين هذه الرؤية للتطهير وبين الأساليب الأدبية والتاريخية التي أبرزت هذا النوع من "الوعي النادم" كشكل فعّال من أشكال المقاومة الرمزية والنفسية للنكسات الفردية والجماعية.

هذا الاسترجاع الشعري يتحول إلى فعل تطهيري يعزز عزم الشاعر في إعادة توجيه المسار بدل التخلي عن الحلم الأصيل.

البيت الاخير: السكون بوصفه التجسيد النهائي للتصالح

لأنامَ مقرورَ التبتّلِ والرَّبابةِ والمُدامةِ

والقَدَحْ..

في البيت الأخير، لا يُختزل النوم في كونه رمزًا للهزيمة أو الانكسار، بل يتجلّى كحالة من السكون الواعي، حيث يبلغ الشاعر لحظة تصالح مع ذاته ومع واقعه بعد رحلة طويلة من الصراعات الداخلية.

يمتزج النص في هذا المقطع بدلالات صوفية ورمزية غنية، يمكن تحليلها على النحو التالي:

التبتل يعكس عزلة روحية لا تعني الانفصال عن العالم، بل تحقيق صفاء داخلي يمنح الشاعر القوة لاستكمال مسيرته برؤية أعمق وأكثر صفاء.

الربابة ليست مجرد أداة موسيقية، بل تحمل دلالة أعمق تُجسّد الحنين إلى الماضي والنضال، فتُعيد إحياء نبض التجربة الشعرية والكفاحية بصورة تأملية عميقة.

أما المدامة والقدح، فهما يتجاوزان معانيهما الحسية ليشكّلا رمزين للحظات تأمل وجودي. يمزجان بين العشق والحكمة، حيث ينفتح الشاعر على فهم أكثر شمولاً لطبيعة المقاومة وأبعادها.

تجليات السياق السياسي في البنية الرمزية للقصيدة

في هذا المشهد الختامي، يصل الشاعر إلى حالة من السكينة التي تُستمد من وعي أعمق بالنضال والوجود، بعيدًا عن أي شعور بالهزيمة. بذلك، يصبح الشعر ليس فقط وسيلة للاستمرار، بل تجسيدًا لحياة متجددة وتجربة ممتدة.

لا يمكن فصل قصيدة مهرجان عن السياق السياسي والتاريخي الذي شكّل تجربة الشاعر يحيى السماوي، فهو ليس مجرد شاعر ينسج أبياته من برج عاجي، بل كان ناشطًا سياسيًا ومعارضًا حادًا للأنظمة القمعية، ومناضلًا في صفوف حركة يسارية تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. هذه الخلفية النضالية تظهر بوضوح في القصيدة، حين يُمزج الحزن الشخصي بالحزن الجماعي، ويتحول الأمل المؤجل إلى رمز لمشروع مقاومة ينهض من رماد الخيبات.

استحضار كلمات مثل الفقراء، الأطفال، العشاق، والعيد المؤجل لا يحمل فقط دلالات عاطفية، بل يصقل رموزًا تعبّر عن الطبقات الاجتماعية المرتبطة تاريخيًا بحركات النضال والعدل الطبقي. أما العيد المؤجل، فقد يُقرأ كإشارة إلى تعثر مشاريع التحرر في تحقيق غاياتها أو كرمز ليوم الانتصار الذي تخيله الشاعر ولم يدركه في حياته، إلا أنه ظل مؤمنًا بإمكانية وقوعه.

على خطى الشعراء الثوريين مثل بابلو نيرودا وغيرهم، يصوغ السماوي قصيدته كفعل مقاومة رمزي، حيث تتقاطع الروحانية مع النزعة الثورية، ليغدو النص مساحة للبوح والاحتجاج في آن واحد. تمثل هذه القصيدة بذلك صورة مختزلة لمأساة جيل آمن بالتغيير، واجه القمع ولم يُسلِّم نفسه لليأس.

البنية الأسلوبية في قصيدة "مهرجان"

تتسم البنية الأسلوبية في قصيدة "مهرجان" بلغة زاخرة بالرموز والدلالات التي تبرز قدرة الشاعر على الجمع بين التعبير الذاتي العميق والرؤية الجماعية. تتخذ الألفاظ المستخدمة، التي تبدو للوهلة الأولى متعلقة بعالم اللذة والندم مثل "أخماري"، "المصطبح"، "المدامة"، "التبتل"، و"القدح"، أبعادًا رمزية تتجاوز مفاهيم التوبة الفردية أو الصراعات الروحية التقليدية. فهذه الكلمات تحمل معاني أعمق تعكس الشعور بخيبة الأمل وانكسار الحلم الجمعي، وتتضمن دعوة لإعادة توظيف أدوات التعبير الروحي والجمالي كإستراتيجية للصمود والتحدي.

في إطار هذا الطرح، تتحول تلك الألفاظ إلى رموز شعرية تتجسد فيها حالة النضال الصامت الذي يبحث عن استعادة بهجة الحياة من وسط أنقاض الخذلان. وبهذه الطريقة، يصبح الأسلوب أكثر من مجرد أداة جمالية، إذ يتشكل كموقف فكري يرفض الانهيار، ويعمل على إعادة صياغة العلاقة بين الشعر والواقع، وبين الذات المتألمة والحلم الجماعي المؤجل.

خاتمة: الحزن كمّا يولّد طقساً جمالياً

القصيدة ليست مجرد تعبير عن الحزن أو رثاء للأحلام الضائعة، بل هي تجسيد حي لاستمرارية الحركة والنضال في مواجهة التحديات. ينأى الشاعر بنفسه عن خيار الاستسلام للألم، ليحوله بدلاً من ذلك إلى مصدر قوة ودافع يبث روح الكفاح الجماعي. باستخدام أدوات شعرية مثل الإيقاع والتكرار، يقوم السماوي بتقديم صورة عميقة للصراع المستمر بين الأمل والإحباط، وهو ما يجعل القصيدة رمزًا حيًا لمقاومة لا تعرف التوقف.

في هذه الأعمال الشعرية، الحزن ليس مجرد حالة أو نهاية مطلقة، بل يتجسد كدافع يحفز على التحرك نحو المستقبل، مما يبرز أن الحركة هي عنصر أساسي لاستمرار الحياة وإحياء قيم العدالة الاجتماعية في قلب المعاناة. القصيدة تمثل دعوة ملهمة تذكّر بأن الكفاح لا ينقطع، وأن الأمل قابل للاستعادة حتى في أحلك الظروف.

من خلال هذا المنظور، تصبح القصيدة أكثر من مجرد تعبير عن للأسى؛ إنها دعوة للتحفيز على الاستمرارية والنضال، مما يلقي الضوء على أن الشعر قادر على تجاوز مفهوم الرثاء إلى فضاءات المقاومة والبناء.



#سهيل_الزهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *قصيدة العَلْمُ الأَحْمَرُ / الشاعر النرويجي أرنولف أوفيرلان ...
- الشاعر سيجبيورن اوبستفلدر (1866- 1900) رائد الحداثة في النرو ...
- مُستيقِظاً في عَتْمَةِ الغَبَشِ
- نضال الطلبة ضد المعاهدات العراقية - البريطانية ( 1922- 1930 ...
- الوند العظيم
- أفجعتها المصيبةُ
- المثقفون (النشاط الفكري والسياسي في العهد العثماني )
- النظام التعليمي في العراق ونشوء المثقفين 1900 - 1934
- رحلة إلى قلب المخاطر
- يجب عليك أن لا تنام
- حزني
- نشوء وتطور الرأسمالية في العراق
- تركت صَمْتها هذا أعمق الأثر في نفسه
- المناضلة الجسورة جیران شیخ محمود
- الشهيد البطل حامد الخطيب المكنى ابو ماجد
- ثورة أكتوبر الاشتراكية وحركة التحرر الوطني في العراق
- نشوء الاقطاع ونضال الفلاحين في العراق*
- في ذكرى إعدام الشهيد ماهر الزهاوي
- الشاعر سيجبيورن اوبستفلدر (1866- 1900) رائد الحداثة في النرو ...
- أقصوصة قصيرة ستكتب شيئاً مدهشاً


المزيد.....




- زيارة العراق تحرم فناناً مغربياً شهيراً من دخول أميركا
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-، ماذا ...
- تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مس ...
- -فيلم ماينكرافت- إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب لل ...
- هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية ...
- ستوكهولم: مشاركة حاشدة في فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني لل ...
- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل الزهاوي - قراءات نقدية : دراسة بنيوية ورمزية لقصيدة -مهرجان- للشاعر يحيى السماوي