أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - مقاولو هدم الحضارات














المزيد.....

مقاولو هدم الحضارات


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 04:47
المحور: كتابات ساخرة
    


أخطر أمراض المتربحين من الدين ادعاء فهم كل شيء، رغم أن ما تعلموا لا يؤهلهم لذلك، ناهيك عن ضعف قدرتهم التحصيلية في العلم الحقيقي، وليس الأساطير والجدليات ومشتقات الكلمات ونفايات الفلسفة، ولتغطية جهلهم الشمولي والادعاء بعكسه، ناهيك عن استخدام الدين لفرض سطوتهم وحكم الناس، يتستّرون بالله كدرع يحميهم من النقد، لأن من ينتقدهم يتعرض لتهم تثير وتجيّش العامة والغوغاء (يطلق عليهم الدكتور محمد داوود الجماعير وهي كلمة مركبة من جماهير وبعير) مثل الكفر أو شن حرب على الله أو الإفساد في الأرض، ما يعرِّض أصحاب العقول للخطر المعنوي أو الجسدي.
مستفِز غوغائي
خطيب غوغائي بشهادة جماعته، مُستفِز مُحرِض حسب رأي غيرهم، تناول المسلسلات التلفزيونية الرمضانية بالنقد، ولأنه لا يفهم في لغة السينما أو حرفتيها، وجّه ثرثرته المُستفِزة التافهة إلى بعض سلوكيات شخصيات هذه الأعمال الدرامية، ولشدة جهله اعتبرها غير أخلاقية، منتهزاً كعادته مناسبة سنوية دينية.
الغوغائي المُحرِض على الفنانين وصناعة السينما والمسلسلات، يعتبر وجود راقصة في أي عمل درامي، دعوة لأي فتاة لتكون راقصة، فهي مشهورة غنية يتمناها الرجال. ووجود امرأة حملت خارج الزواج، تحريض للنساء على عمل هذا الأمر. ووجود محل خمور في فيلم، تحريض على شرب الخمر. ووجود امرأة لا ترتدي النقاب، تحريض على الفجور.
هذا الفهم الصبياني بعيد عن الواقع، ولا يتناسب مع المجتمعات المدنية الحديثة، ويتسبب في أعمال شرسة ضد الآخرين، تتراوح ما بين العنف اللفظي إلى ارتكاب جرائم، منها ما قالته والدة المتهم محمد عادل الذي أُعدم وكان من متابعي الغوغائي المُحرِض، الذي، حسب المرأة المفجوعة في ابنها، لا ينشغل سوى بتحقير "المتبرجات"، ما أدى إلى ذبح محمد عادل للطالبة نيرة أشرف علناً أمام الجامعة، لأنها متبرجة لم تخضع لحبه.
المرض العقلي واضح في ما يعتقده الغوغائي وفي حركة عينيه، لأن المجتمع، حتى ما قبل المرويات الإبراهيمية المُقتبسة من أساطير الأولين، فيه أطياف كثيرة، ومن هذه الأطياف من يستحيل تجاهل وجودها عند تقديم أي عمل فني في عصرنا، فالفن انعكاس لأمور الحياة وشخصياتها، ومن يؤدون هذه الشخصيات ليسو مجرمين أو زناة أو محرضين على أي شيء، ولا يتبنون حتى ما يقدموه.
رسوم وأصنام
الغوغائي المعني من أعداء الفن بالمطلق، فهو في موروثاته وجيناته يحمل بذور تحريم الرسم والنحت وبناء التماثيل، رغم تجاوز الإنسانية لمرحلة عبادة التماثيل منذ قرون، ما يعني أن الرجل يروج أفكار عصر غير موجودة في عصرنا، ويتكلم لغة لها مفاهيم مختلفة عن واقعنا، وأنا على يقين من أنه لو قرأ روايات مثل "آنا كارنينا" أو "لوليتا" أو "السراب" أو "قصص ماجنة"، سيراها روايات جنسية ولن يدرك مغزى كتابتها. تفكيره منصب على منطقة عانته وعانات الآخرين.
ومن نتائج عداوته للفن، ما رأيته شخصياً في جاري الذي كان من هواة شراء اللوحات والتماثيل ويتاجر بها عندما كان متزوجاً من أميركية رفضت فرض الحجاب عليها، وتبرع بها مجاناً لأنها أصنام ورسوم محرّمة، بعدما تزوج من محجبة شرق اوسطية تدمن مشاهدة أمير الاستفزازات وأمثاله!
الغوغائي المتربح من الدين يظهر على متابعيه في القرن الحادي والعشرين نتيجة انفصام شخصيته بملابس لا معنى لها، هي مزيج عجيب من أزياء ثقافات قديمة لكن بلمسة عصرية. ومع ذلك يحتقر الملابس الحديثة وينظر إلى أي فستان على أنه "ليس من الطبيعي أن تخرج فتاةٌ بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش".
بدون ترخيص
الغوغائي اتُهم منذ ثلاث سنوات بواقعة زواج تلفون، وهي واقعة ليست موجودة في سيّر الأولين أو السلف الصالح، ما يعني أنه مجدد! وإرسال صور عارية وممارسات غير أخلاقية، وصدر حكماً بإدانته وحبسه ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ، وأُغلقت صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي لاستخدامها في الدعوة بدون ترخيص والترّبح والزواج الشفهي.
وسافر المُبشر بالفضيلة رغم فضائحه واختفى في كندا لفترة، وقيل قدّم طلب جنسية، واعتقد الناس أن أمره قد انتهى، لكنهم كانوا واهمين، فقد عاد للظهور بشكل أكثر غوغائية وانفصام أوضح في الشخصية والملابس، بمساعدة الخلية السياسية العميقة التي تدير أمور الجماعير باسم الله، بدءاً من السياسة إلى ثيابهم ومدخراتهم وطعامهم حتى شؤونهم الجنسية، رغم أن وزارة الأوقاف في بلده قامت بعزله "لانتهاجه فكراً ضالا في الغوغائية واستخدام الدين في غير محله وخلق تلك الجدليات الفارغة".
سرطان الجهل
ما هو العنصر في المجتمعات الغربية الذي نقل عامة الشعب إلى عصر النهضة؟ هل هذا العنصر موجود في المجتمعات التي تتكلم العربية؟ هل غياب هذا العنصر يؤدي إلى عمى البصر والعقل وعدم رؤية حتى سلوكيات هذا الغوغائي الشاذة وأمثاله؟
غياب هذا العنصر يجعل أمثال هذا الغوغائي يجدون من يحميهم ويبني لهم منابراً تؤمن الجماعير بما يُقال عليها بدون أدنى تفكير، ويمهد طريقاً حريرياً لهم لهدم الحضارات الأخرى، لأن عمق المشكلة ليست في غيبيات هؤلاء، بل بما يحرضون في الواقع.
سؤال ختامي
هل يجرؤ أن يتناول الغوغائي إياه بالنقد الديني والأخلاقي أي منتج وكاتب سيناريو ومخرج وممثلين يصنعون فيلماً من أحد كتب الإمام جلال الدين السيوطي" نواضر الأيك في معرفة النيك" أو كتاب "الوشاح في فوائد النكاح" أو كتاب "ثلاثة نصوص في الجنس"؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهازية الدين السياسي
- تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
- التخدير الديني سلاح النظم القمعية
- رسائل تنتظر قرارات سياسية
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط
- التكاذب منهجهم والغيبيات واقعهم
- الدنيا لا تقع ولن تنتهي
- أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
- سياسة أو دين أو شعوذة
- فشل الدين كمنظومة سياسية


المزيد.....




- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - مقاولو هدم الحضارات