|
الدور الرجعي للمفكر الإيراني علي شريعتي
حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 18:15
المحور:
قضايا ثقافية
من الصعب حصر تأثير شخصية فكرية معقدة وجدلية مثل علي شريعتي في عوامل محدودة أو أسباب بسيطة، حيث كان له دور بارز في تشكيل الفكر الثوري والاجتماعي في إيران خلال فترة حساسة من تاريخها. يمكن أن نبدأ بالحديث عن الجدل الذي دار حول طبيعة شهادة الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة السوربون. تشير بعض المصادر إلى أن أطروحته كانت تتركز حول ترجمة وتحقيق كتاب "فضائل بلخ" لصفي الدين البلخي، وهو عمل أدبي وتاريخي بعيد إلى حد ما عن مجال الفلسفة أو علم الاجتماع بالمعنى الأكاديمي الحديث. ورغم الادعاء الذي يروج له أنصاره بأنه حصل على شهادتي دكتوراه: واحدة في تاريخ الإسلام والأخرى في علم الاجتماع، إلا أن هذه المزاعم تظل دون دليل قاطع يدعمها.
ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن الإسهامات العميقة لرمزية وتأثير شريعتي لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بلقبه الأكاديمي أو طبيعة الشهادة التي حصل عليها. فقد كانت قوته الحقيقية تبرز في كاريزماته الاستثنائية، سواء من خلال خطبه المؤثرة ومحاضراته الملهمة أو من خلال كتاباته التي تمكنت من خلق صلة قوية بينه وبين الجماهير، خاصة بين الشباب الإيراني والمثقفين الذين كانوا يبحثون عن مخرج فكري واعٍ من واقعهم السياسي والاجتماعي المأزوم.
حسينية الإرشاد، التي تحولت إلى منبر رئيسي لأفكاره، لعبت دورًا محوريًا في انتشار رسالته خلال فترة اتسمت بتضييقات شديدة على حرية التعبير والنشاط السياسي المعارض لنظام الشاه. ومع محدودية المنابر المتاحة للمعارضة، أصبحت محاضرات شريعتي بمثابة ملاذ فكري للشباب الباحثين عن البديل العادل والمستقل. من خلال دمج الإسلام بمفاهيم اشتراكية وثورية، استطاع تقديم رؤية جديدة للدين وعلاقته بالمجتمع، رؤية تعكس التطلعات الشعبية نحو العدالة الاجتماعية والحرية السياسية في ظل استياء متزايد من سياسات الشاه المدعومة من الغرب والتفاوت الطبقي والاجتماعي المتفاقم.
وبلا شك، كان لأفكار شريعتي تأثير كبير على تحفيز الأجواء الفكرية التي سبقت الثورة الإسلامية. وقد كان واجبه الأساسي يتمثل في نقد النظام الحالي، وهو أمر أثار السافاك—الجهاز الأمني لنظام الشاه—ولكنه لم يمنعه عن ممارسة دوره الثقافي والاجتماعي. استطاع تقديم تفسير عصري للدين عبر إحياء مفهوم الإسلام الثوري الذي يلهم الشباب ويحفزهم على المطالبة بحياة أكثر عدالة وأقل قمعًا.
لقد ألهمت خطاباته وكتبه جيلاً كاملاً من الشباب الإيراني الذي لعب دورًا أساسيًا في الثورة، حيث رفعت صوره جنبًا إلى جنب مع صور الخميني في المظاهرات المعارضة للنظام. ورغم ذلك، ينبغي الإشارة إلى أن شريعتي لم يكن العامل الوحيد الذي ساهم في الإعداد الفكري للثورة، إذ كان هناك العديد من العوامل والوجوه المؤثرة الأخرى. فضلاً عن ذلك، فإن رؤيته للدولة الإسلامية ربما كانت تتباين عما انتهى إليه النظام الجديد بقيادة الخميني؛ فشريعتي توفي قبل حدوث الثورة بفترة، ولم يتسنَّ له أن يكون شاهدًا على مسار الأحداث وتصاعد السلطة الجديدة.
في نهاية المطاف، يبرز علي شريعتي كشخصية محورية في تاريخ الفكر الإيراني الحديث بفضل جهوده في الربط بين التراث الإسلامي والمبادئ الثورية والاشتراكية، ما ساهم في تكوين مصدر إلهام للأجيال التي شكلت جزءًا كبيرًا من مسيرة التغيير السياسي والاجتماعي في إيران.* هناك آراء مختلفة حول ما إذا كان شريعتي لو كان حياً سيؤيد النظام الإسلامي الذي تأسس بعد الثورة، خاصة وأن بعض أفكاره كانت تتعارض مع فكرة الحكم الديني المطلق.
لماذا صدّقنا أكاذيبه؟
ربما يكون من الأنسب الإشارة إلى أن أفكار علي شريعتي حظيت بقبول واسع وتأييد كبير ضمن سياق تاريخي واجتماعي معين. في تلك الفترة، كان هناك فراغ فكري وسياسي، وأتت أفكاره كإجابات مُقنعة تجذب اهتمام الشباب وتلبي تطلعاتهم. من الممكن أن الكثيرين في ذلك الوقت لم يمتلكوا الأدوات النقدية اللازمة لتحليل جميع جوانب أفكاره أو التحقق بشكل دقيق من خلفيته الأكاديمية. أضف إلى ذلك أن طابع أفكاره الثورية والتحررية قد تجاوز أي شكوك أو تحفظات محتملة.
شريعتي سجل نفسه كواحد من الشخصيات المؤثرة التي لعبت دوراً بارزاً في تاريخ إيران الحديث. نجح في استثمار مهاراته الخطابية وفطنته الفكرية لإثارة اهتمام الشباب وتحريك مشاعرهم نحو التغيير. ومع ذلك، يبقى تقييم أثره ومسؤوليته في نشوء النظام الإسلامي الحالي قضية معقدة وشائكة تثير الكثير من النقاشات. وصف آية الله مرتضى مطهري لعلي شريعتي بأنه "يكذب كما يشرب الماء" يشكل تصريحاً قاسياً ذا دلالات مؤثرة، لاسيما أنه صادر عن شخصية دينية وفكرية بارزة وشديدة القرب من شريعتي في فترة زمنية معينة. هذه العبارة تعكس اعتقاد مطهري بأن شريعتي كان يفتقر إلى الدقة والالتزام بالحقائق في نقل الأفكار، وأن الكذب بالنسبة له كان ممارسة سهلة ومتكررة.
الاختلاف بين الرجلين كان عميقاً سواء على مستوى الفكر أو المنهجية. مطهري، بوصفه رجل دين تقليدي ومنهجي، اتخذ موقفاً حذراً تجاه منهج شريعتي، الذي اعتمد أسلوباً حداثياً مبتكراً ومزيجاً بين التفسير الانتقائي للتراث الإسلامي واقتباس بعض الأفكار الغربية. ربما رأى مطهري أن شريعتي كان يختزل المفاهيم الإسلامية أو يقدمها بشكل غير دقيق بما يتناسب مع أفكاره الخاصة، وهو ما اعتبره تحريفاً أو تبسيطاً قد يثير اللبس.
قد يكون مطهري استند في حكمه هذا إلى أمثلة محددة لطرح شريعتي، حيث رأى أن الأخير يروج لمعلومات غير دقيقة، أو ينسب أقوالاً لغير أصحابها، أو يضخم ويبالغ في عرض بعض القضايا بقصد التأثير على جمهوره. القلق الأكبر بالنسبة لمطهري كان تأثير هذه الأفكار على الشباب الإيراني، خاصة مع تداخلها بين الدين والأيديولوجيات الثورية، مما قد يُفضي إلى انحراف هؤلاء الشباب عن فهم الإسلام بصورته الصحيحة في نظره.
كذلك، فإن البعد الشخصي قد يكون لعب دوراً في تأجيج حدة هذه الانتقادات. التوترات والخلافات الفردية ربما جعلت حكم مطهري على شريعتي يأخذ بُعداً أشد قساوة. ومع ذلك، فإن أهمية تصريح مطهري تكمن في مكانته كأحد كبار علماء الدين والمفكرين القريبين من الإمام الخميني، وشخصية مؤثرة في الأوساط الدينية الإيرانية. علاقته السابقة بشريعتي من خلال عملهما المشترك في حسينية الإرشاد أكسبته اطلاعاً عميقاً على أساليبه وأفكاره، ما يزيد من وزن انتقاداته.
وبالنظر إلى محافظة مطهري الفكرية، فإن انتقاداته لرؤية شريعتي الأكثر حداثة تحمل أبعاداً إضافية. هذه الشهادة القاسية تم توظيفها لاحقاً من قبل منتقدي شريعتي للتشكيك في نزاهته الفكرية والدعوة إلى الحذر في استيعاب أفكاره دون فحص أو مراجعة دقيقة.
تصريحات مطهري باتت تمثل شاهداً مهماً على التوترات الفكرية والمنهجية بين التيارات التقليدية والحداثية داخل المجتمع الإيراني آنذاك. وعلى الرغم من انتشار أفكار شريعتي وشعبيته الواسعة، إلا أن هذه الانتقادات تسلط الضوء على إشكاليات جوهرية تدفعنا إلى التأمل النقدي والتحقق عند تناول أفكاره ومقارباته. اقتباس علي شريعتي لأفكار وآراء من مفكرين آخرين، بما في ذلك المسيحيين وجماعة الإخوان المسلمين، بشكل ملحوظ بين الباحثين والمهتمين بفكره. يُظهر هذا الجانب من أعمال شريعتي مدى اطلاعه الواسع على الفكر الغربي، وخاصة المفكرين المسيحيين الذين تبنوا توجهات اجتماعية أو ثورية. استعار شريعتي بعض المفاهيم والأطر الفكرية، محاولاً إعادة صياغتها والإفادة منها بما يتلاءم مع السياق الإسلامي الخاص.
في مرحلة صعود حركات الإسلام السياسي بمنتصف القرن العشرين، ظهرت حالة من تلاقح الأفكار بين الحركات المختلفة التي تسعى إلى إحياء دور الإسلام في الحياة العامة. ومن الطبيعي أن يكون شريعتي قد تفاعل مع أفكار جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الحركات المشابهة، مستخدماً أو مستفيداً من بعض عناصر خطابها.
استخدام تعابير مثل "مريم هي مريم" و"فاطمة هي فاطمة" يُبرز تبنيه لأسلوب بلاغي يؤكد على المعاني بأسلوب يلبي احتياجات سياقات محددة. هذا النوع من التعبيرات ليس بالضرورة دليلاً على اقتباس حرفي، بل يمكن أن يمثّل توظيفاً موازياً لعبارات تحمل دلالات مشابهة في إطار جديد.
أما فيما يتعلق بالسؤال عن كون هذه الاقتباسات بمثابة تقليد أو سرقة فكرية، فإن الإجابة تعتمد على عوامل مختلفة. أولاً، هل استند الاقتباس إلى إعادة توظيف في سياق مبتكر أم اقتصر على نقل حرفي دون الإشارة إلى المصدر؟ ثانياً، هل كانت الأفكار المقتبسة أساسية وتتميز بالابتكار أم مجرد مفاهيم عامة متداولة بالفعل؟ وأخيراً، ما الهدف من عملية الاقتباس؟ هل هو إثراء الفكرة والتوضيح أم الادعاء بالأصالة لفكرة ليست من صميم إبداعه؟
إنني أرى في هذه الاقتباسات علامة على قلة الأصالة الفكرية، إذ إنه اعتمد بشكل مبالغ فيه على أعمال الآخرين دون تقديم فائدة حقيقية أو فهم معمّق. بالمقابل، مؤيدوه ينظرون إليه كوسيط فكري يسعى لبناء جسور بين الثقافات المختلفة، معتقدين أن إعطاء بعد جديد للأفكار السابقة يمثل إبداعاً وتفاعلاً خلاقاً مع التراث الإنساني العام.
لفهم طبيعة وشمولية اقتباسات شريعتي بشكل دقيق، يتطلب الأمر دراسة معمقة لمؤلفاته وتحليلها مقارنةً بالمصادر التي يشتبه أنه تأثر بها. هذا التحليل يساعد في الكشف عن مدى تأثره بأفكار الآخرين ومدى ابتكاره الخاص. النقطة المطروحة تستحق الانتباه، إذ تفتح المجال للبحث في عمق عمل شريعتي وفحص العلاقة بين كتاباته والأطروحات السابقة عليها، مما يسهم في تكوين رؤية أكثر توازناً حول شخصيته الفكرية وتأثيره. وُلد علي شريعتي في سبزوار عام 1312 هجري شمسي (ما يعادل تقريباً عام 1933 ميلادي)، وأتمّ دراسته الأولية في مشهد. كانت فترة دراسته في باريس منعطفاً هاماً في رحلته الفكرية، إذ تعرّف هناك على الفلسفة الغربية، علم الاجتماع، والأفكار الماركسية والوجودية، وسعى إلى دمج هذه التيارات مع المفاهيم الإسلامية.
على الرغم من معارضته لنظام الشاه وتوجهاته، إلا أن النظام كان يعتبر محاضراته وأفكاره وسيلة فعّالة لإبعاد الشباب الإيراني عن الفكر الماركسي والاشتراكي. ولهذا السبب، كان يُسمح له بالتواصل مع الشباب واستخدام حسينية الإرشاد كمنبر لنشر أفكاره. بل إن رضا النظام عن أنشطته وصل إلى حد نشر بعض محاضراته في الصحف المسموح بها مثل صحيفة كيهان. استخدم شريعتي رموزاً مثل "أبوذر" و"فاطمة" لتجسيد قيم العدالة الاجتماعية والنقاء الروحي، داعياً إلى قراءة جديدة للإسلام تناسب تطلعات الجيل الشاب. لعبت حسينية الإرشاد دوراً محورياً في نشر أفكاره وجذب الشباب والمثقفين، حيث أصبحت منبراً بارزاً للمعارضة الفكرية ضد نظام الشاه، إضافة إلى نشاطه المناهض للنظام أثناء وجوده في أوروبا الذي شكّل جزءاً من مسيرته السياسية والفكرية. وفاته في ساوثهامبتون عام 1977 في ظروف غامضة تظل محل نقاش، ثم دفنه في منطقة زينبية في سوريا علامة بارزة في سيرته. لا شك أن أفكار شريعتي لعبت دورًا مهمًا في توفير بيئة محفزة للثورة الإسلامية في إيران. ومع ذلك، يمكن اعتبارها من بين العوامل التي ساهمت في تأخر الحضارة والتراجع الاجتماعي، مما أدى إلى رجوع المجتمع خطوات إلى الوراء. لكنها ليست العامل الوحيد، إذ توضح الوقائع أن هناك مجموعة واسعة من العوامل التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تضافرت لتشكيل مسار البلاد. إن الحديث عن المثقفين العائدين من الغرب بأفكار تبدو غير متجانسة أو غير مناسبة للواقع المحلي هو مسألة تستحق النقاش العميق. لفهم هذه الظاهرة، يجب دراسة كل حالة على حدة، بما يشمل تأثير الظروف المحيطة ودور الأفراد في المشهد العام. فقد ساهم هؤلاء المثقفون في تكريس أنظمة قمعية جديدة. علي شريعتي يُعدّ شخصية بارزة ومعقدة في هذا السياق.
استغلال الدين للإطاحة بحكومة ذات مستوى معين من الحرية الاجتماعية يمثّل محوراً للنقاش. يرى بعض المحللين أن حكومة الشاه، رغم سياساتها القمعية في المجال السياسي، كانت تمنح هامشاً أوسع للحريات الاجتماعية مقارنة بالنظام الذي تلاها. في هذا السياق، يُنتقد شريعتي بزعم أنه استغل الدين كأداة للتعبئة الجماهيرية لإسقاط النظام، ما أدى إلى نتائج لم تكن بالضرورة متوافقة مع رؤيته الأصلية.
النظام الجديد الذي نشأ بعد الثورة واجه انتقادات حادة لافتقاره إلى الحريات السياسية والاجتماعية معاً. إن جهود شريعتي وآخرين أفضت إلى استبدال نظام قمعي بآخر أكثر قمعاً وهيمنة. الخطاب الديني الذي فعَّله شريعتي وأمثاله تحوّل فيما بعد إلى أداة بيد النظام الجديد لترسيخ سلطته وقمع المعارضة. ومن هذا المنطلق تأتي عبارة "الدكتاتورية غير الملكية"، في إشارة إلى طبيعة الحكم الديني المركزي الذي حل محل الملكية.
من اللافت أيضاً أن العديد من المثقفين الذين ساهموا في إشعال الثورة لم يجدوا مكاناً لهم ضمن النظام الجديد، بل تم تهميشهم أو حتى قمعهم عندما اختلفت رؤاهم مع السياسة الرسمية. وفاة شريعتي قبل تحقق الثورة تجنبه مواجهة هذه المرحلة بشكل مباشر، لكن هناك دلائل على أن خطه الفكري كان سيتعارض مع توجهات الحكم الجديد.
رغم الانتقادات الموجهة إليه، يُنسب إلى شريعتي دور محوري في تقديم مفاهيم جديدة للفكر الإسلامي الشيعي، وربط الدين بالقضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة. كما يُشاد بجهوده في استخدام رموز إسلامية تاريخية مثل الإمام علي والسيدة فاطمة وأبوذر الغفاري لإعادة تشكيل هوية ثقافية واجتماعية جديدة ترتكز على قيم العدالة والنضال.
إجمالاً، يمكن القول إن دور شريعتي كان معقداً؛ إذ ينظر البعض إليه كشخصية ساهمت بشكل غير مقصود في تأسيس نظام أكثر قمعاً، بينما يرى آخرون أنه كان مدافعاً عن الحرية والعدالة الاجتماعية وأن النظام الذي أعقب الثورة انحرف عن أهدافه الأساسية. يظل تقييم دوره وتأثيره محل جدل دائم بين المفكرين والمؤرخين في السياقات الإيرانية والعربية على حد سواء. علي شريعتي يعد واحداً من أبرز المفكرين المسلمين الذين نجحوا في توظيف الرموز والمفاهيم الدينية بأسلوب مبتكر لصياغة رؤية اجتماعية وسياسية تحمل طابعاً ثورياً ومتجذراً في الهوية الإسلامية. لقد استطاع أن يعيد تقديم معاني كثير من الرموز التقليدية بشكل يلائم تحديات العصر ويسهم في تشكيل مسارات جديدة للفكر الاجتماعي والسياسي.
أحد مفاصل فكره هو نظرته إلى الحجاب واللباس الإسلامي، حيث قدمه كأكثر من مجرد فريضة دينية، بل كرمز يحمل أبعاداً ثقافية واجتماعية تعكس صمود الهوية الإسلامية في وجه التغريب. بالنسبة لشريعتي، يمثّل "المانتو" والحجاب انعكاساً لعودة المرأة المسلمة إلى أدوارها المحورية في المجتمع دون التفريط في خصوصيتها وهويتها الثقافية. كان يرى في هذه الرموز تجسيداً لروح الممانعة والتحدي تجاه هيمنة الفكر الغربي، مع دعوة صريحة لإحياء دور المرأة المسلمة بوصفها ركيزةً أساسيةً للإصلاح الاجتماعي.
مفهوم "الإشهاد" أو الشهادة لدى شريعتي تجاوز معناه الديني التقليدي، ليصبح حجر الزاوية في رؤيته للنظام الاجتماعي والسياسي. فقد سلّط الضوء على فكرة الشهادة والتضحية كقيم ضرورية لتحمل المسؤولية الاجتماعية وتحقيق العدالة. كما حاول ربط هذا المبدأ بالمؤسسات والتنظيمات المجتمعية والسياسية، داعياً لأن تكون هذه المؤسسات متجسدة لروح الالتزام والمسؤولية الجامعة، مشيراً إلى إمكانية ترجمة هذه القيم إلى هياكل دولة فعّالة، على الرغم من أن تفسيره لهذه النقطة قد يتطلب المزيد من الاستفاضة في سياق أفكاره.
محاولاته الجمع بين المبادئ الاشتراكية وفكرة "الولاية" كانت أحد الركائز الأساسية لمشروعه الفكري، حيث سعى لتعريف نموذج جديد لمجتمع إسلامي يزاوج بين العدالة الاجتماعية والرؤية الإسلامية الشيعية. كان هدفه الأساسي خلق مجتمع خالٍ من الظلم والطبقية، تحت قيادة جامعة ورشيدة تجسد الوحدة والأصالة الإسلامية. ومع ذلك، كان واعياً بالتحديات الاقتصادية والعملية التي تواجه تطبيق مثل هذه المثل العليا، لا سيما في دول تعاني من اختلالات اقتصادية هيكلية.
من أبرز الأمثلة على منهجيته إعادة قراءة الشخصيات الدينية وربطها بشخصيات تاريخية ومعاصرة تحمل أبعاداً ثورية وإنسانية. على سبيل المثال، تشبيهه للسيدة فاطمة الزهراء بسيمون دي بوفوار يعكس رغبته في إعادة قراءة الأدوار النسائية المؤثرة في التاريخ الإسلامي من منظور معاصر يُبرز مقاومة المرأة للظلم وسعيها لتحقيق العدالة. هذا التشبيه لم يكن مجرد مقارنة سطحية بقدر ما كان محاولة لربط النماذج الإسلامية برموز عالمية تلهم النساء المسلمات وتعيد الثقة بأهمية أدوارهن.
من جهة أخرى، رأى في أبي ذر الغفاري صورة مقاربة لتشي جيفارا، إذ قرأ الزهد والنقد الاجتماعي الذي مارسه أبو ذر كمرآة لمواقف الثائر الماركسي ضد الاستغلال والطبقية. هذه المقارنة تعتبر تجسيداً لعبقرية شريعتي في بناء جسور بين التراث الإسلامي والفكر الثوري العالمي، لإضفاء الطابع العالمي والحداثي على رؤيته الفكرية.
لقد تمكن شريعتي أيضاً من إعادة صياغة التاريخ الإسلامي بانتقائية بهدف جعله متوافقاً مع تطلعاته الرجعية والرؤى التي تبناها. هذه القراءة الانتقائية للتاريخ كانت بمثابة أداة تعبوية يعمل من خلالها على استقطاب الشباب والمثقفين الذين كانوا يبحثون عن بدائل فكرية تخرجهم من مأزق الخيارات الغربية أو الجمود التقليدي.
وبفضل موهبته الفذة في استخدام اللغة والحجج الجدلية، نجح شريعتي في تقديم رؤية جديدة ومفعمة بالحيوية للإسلام والمجتمع. لقد استطاع أن يصوغ حواراً حيوياً بين التراث الإسلامي والأفكار الحديثة، وهو حوار رغم ما فيه من انتقائية وتفسير ذاتي، إلا أنه أحدث تأثيراً عميقاً وأعاد تشكيل وعي جيلٍ بأكمله. كان شريعتي بحق شخصية مؤثرة استخدمت الرموز والمقارنات بمهارة لتعزيز رؤيته وتجديد الفكر الإسلامي بأسلوب يكاد يوازي فن الدعاية الثقافية في تأثيره. لفهم تأثير علي شريعتي بشكل أوسع، من المهم تسليط الضوء على الجوانب المتعددة لشخصيته وأفكاره. فقد أظهر شريعتي ميلاً واضحاً للتحليل الاجتماعي والثقافي، متأثراً بعالم الاجتماع الفرنسي جورج غورويفيتش، إلى جانب شخصيات أكاديمية غربية أخرى، مما يبرز اهتمامه بالجانب الفكري العابر للثقافات. استطاع من خلال هذا المزج بين الفكر الغربي والإسلامي أن يجذب شريحة واسعة من الطلاب الإيرانيين، حيث شكلت أفكاره مزيجاً فريداً من الدين والتحرر الاجتماعي والسياسي، ما جعله مؤثراً في الحراك الذي سبق الثورة الإيرانية.
ما يُعرف عن شريعتي أيضاً أنه استفاد من خلفيته الأكاديمية في فرنسا لتطوير أدواته التحليلية والبلاغية. ومن أبرز ما عُرف عنه طرحه لمفهوم "التشيع العلوي"، الذي سعى من خلاله إلى إعادة إحياء الروح الثورية والإيديولوجية لتشيع الإمام علي (ع)، في مواجهة ما اعتبره "التشيع الصفوي"، المرتبط بالطقوس والخرافات. ركز شريعتي في خطابه على قيم العدالة الاجتماعية ومقاومة الظلم، جاذباً بذلك قاعدة عريضة من المتابعين الذين وجدوا في أطروحاته صدىً لتطلعاتهم.
مع ذلك، تظل شخصية شريعتي مثيرة للجدل. الانتقادات التي وُجهت له تضمنت التناقض بين دعواته للتمسك بالحجاب والتقاليد الإسلامية من جهة، وأسلوب حياة زوجته وبناته في أوروبا من جهة أخرى، مما أثار تساؤلات حول تطابق أقواله مع أفعاله. مثل هذه التناقضات كانت نقطة استغلال رئيسية لمنتقديه للتشكيك في مصداقيته.
من ناحية أخرى، لعبت بوران شريعتي، زوجته، دوراً في تقديم رؤية مختلفة عن حياته وتاريخه. مصطلحها "إحدى اللحظات السوداء في تاريخ إيران" يستدعي تفسيراً إضافياً، سواء كان يشير إلى فترة ما بعد الثورة والصعوبات التي واجهت عائلتها وإيران عموماً، أو إلى زمن حكم الشاه وما شهده المجتمع من قمع واضطرابات. في كل الأحوال، حياة وأسرة شخصية بارزة ومؤثرة مثل علي شريعتي غالباً ما تعكسها تقلبات التاريخ السياسي والاجتماعي.
اليوم، بعد عقود من وفاته، يبقى علي شريعتي شخصية محورية في ذاكرة إيران الثقافية والسياسية. هناك من يعتبره مصدر إلهام وناشطاً ملهماً يسعى للتحرر والتغيير، بينما يرى آخرون أن أفكاره أسهمت في نتائج سلبية تلقي بظلالها على المجتمع الإيراني حتى اليوم. يستمر هذا الجدل كدليل على حجمه وتأثيره المركب. تُطرح وجهات نظر نقدية حادة تجاه علي شريعتي وتأثيره على الفكر الإيراني، خصوصًا من منظور الفكرة التي تصف ما قدمه بـ"الخليط السام". هذا المصطلح يشير إلى المزج الذي قام به بين الإسلام والاشتراكية، والذي كان له صدى قوي بين الشباب الإيراني خلال فترة التحولات الاجتماعية والاقتصادية السريعة.
يُنظر إلى تأثير شريعتي على تاريخ إيران على أنه مدمر في بعض القراءات النقدية، إذ جمّع بين أيديولوجيتين مختلفتين جذريًا؛ الإسلام والاشتراكية. يرى البعض أن هذا الدمج كان مثالًا على ذكاء وبراعة شريعتي، ولكنه في الوقت ذاته يحمل عناصر خطيرة قد تكون ضارة أو ذات تأثير سلبي بعيد المدى. المصطلحات مثل "الماركسية الإسلامية" أو "شيعة علوي" تُستخدم لتوصيف أسلوبه في تقديم تفسير جديد للإسلام الشيعي، حيث حاول شريعتي التوفيق بين القيم الدينية ومفاهيم العدالة الاجتماعية والمقاومة المستوحاة من الاشتراكية. إضافةً إلى ذلك، كان مصطلح "شيعة علوي" محاولة منه لتقديم صيغة من التشيع تختلف عن ما اعتبره تشوهات أو ركودًا في "التشيع الصفوي".
تُعترف لقدرات شريعتي العالية في الخطابة وسحر حديثه، والتي شكلت وسيلة قوية لجذب الشباب الإيراني المثالي والطموح خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الميلادي (الأربعينيات والخمسينيات هجري شمسي). هذا الجيل كان يسعى بشدة نحو التغيير ومستعدًا لتبني الأفكار الجديدة التي تمزج بين هويتهم الدينية وتطلعاتهم نحو العدالة الاجتماعية.
في سياق التحول الاجتماعي السريع، عايش الشباب الإيراني انتقالًا جذريًا من مرحلة تخلف العصور الوسطى القجرية إلى عصر التحديث والتصنيع، وخاصة مع سياسات "الثورة البيضاء" لحكم الشاه. رغم الحداثة الظاهرة، واجه الشباب تحديات اجتماعية وثقافية كبيرة، حيث كانوا لا يزالون يحملون تأثير الخلفية الدينية التقليدية لعائلاتهم. بعض الباحثين يفسرون انجذاب هؤلاء الشباب لأفكار شريعتي بأنه كان رد فعل منطقي على هذه التحولات السريعة، وفرصة لإيجاد منظومة فكرية تجمع قيمهم الدينية مع تطلعاتهم نحو التغيير المجتمعي. برز علي شريعتي في سياق سياسي وفكري اتسم بتضييق شديد على المعارضة العلمانية واليسارية في إيران، مما ساهم في صعود أفكاره وتوجهاته. خلال أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين، فرض نظام الشاه قيوداً قاسية على التيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية، شملت حظر الكتب المرتبطة بهذه الأفكار وتقييد أنشطة النشطاء والمثقفين، مما خلق فراغاً فكرياً وسياسياً لدى الشباب الباحث عن العدالة الاجتماعية والتغيير.
في هذا المناخ المكبل للحريات، تمكن شريعتي من استخدام منبر حسينية الإرشاد لترويج أفكاره التي جمعت بين الاشتراكية والمفاهيم الدينية. عبر خطبه الحماسية، كان قادرًا على جذب قلوب وعقول شريحة واسعة من الشباب المثقف الذي كان يبحث عن بديل للأوضاع السياسية والاجتماعية الصعبة. ومع حظر الكتب الماركسية في إيران وإقصاء العلمانية من المدرسة الاشتراكية، وجد الشباب الإيراني نفسه مفتقراً إلى مساحة لتعلم الأفكار الاشتراكية العلمانية بشكل مباشر. استفاد شريعتي من هذا الفراغ لتقديم تفسير إسلامي للاشتراكية، مما جعلها أكثر قبولاً في الأوساط المحافظة والمتدينة، خاصة مع انعدام الخيارات الأخرى المتاحة.
أدى القمع الواسع للحركات العلمانية واليسارية إلى تهيئة الظروف لبروز شريعتي كصوت معارض يقدم رؤية جديدة تمزج بين الدين والتطلعات الاجتماعية والسياسية. قدم أفكاره كبديل أقرب إلى الثقافة الإيرانية المحافظة وفي ذات الوقت مستجيب لرغبات الشباب المتطلع إلى التغيير. هذه الملاءمة بين مفاهيم الاشتراكية والإسلام شكّلت فرصة فريدة لشريعتي لتوسيع نطاق تأثيره.
بالإجمال، ساهمت الظروف السياسية القائمة والقمع الفكري في ترسيخ مكانة علي شريعتي كرمز فكري يروج لـ "اشتراكية دينية" تلبي طموحات جزء كبير من المجتمع الإيراني آنذاك، ما جعله أحد أبرز الشخصيات المؤثرة خلال تلك الحقبة.
شهدت فترة من التعاون النسبي أو على الأقل تجنب المواجهة المباشرة بين نظام الشاه والمؤسسة الدينية، مما أتاح لرجال الدين فرصة توسيع أنشطتهم في المجتمع بشكل ملحوظ. كان آية الله العظمى بروجردي يمتلك رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور رجال الدين كقوة رئيسية في الحوزة العلمية وتعميق علاقتهم مع عامة الناس. كان يعتقد أن لديهم رسالة عالمية، وأن عزلة هذه المؤسسة عن الجمهور تمثل تحدياً يجب التغلب عليه.
عمل بروجردي على تنظيم المؤسسة الدينية بشكل منهجي على مستوى البلاد، حيث دعم تثبيت رجال دين ذوي مكانة واحترام في مختلف المناطق. كانت هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق تواصل أعمق بينهم وبين المجتمع، ليصبحوا مصادر للتوجيه الروحي والأخلاقي. ومن ضمن أهداف تعزيز نفوذ رجال الدين كان التصدي للتيارات الفكرية والسياسية الناشئة في إيران، مثل اليسارية والقومية، التي كانت تُعتبر منافسة أو تهديداً للدور التقليدي للمؤسسة الدينية.
في هذا السياق، يظهر الدور الذي لعبه علي شريعتي. فعندما كانت المؤسسة الدينية التقليدية بقيادة شخصيات مثل بروجردي تسعى لتعزيز نفوذها في مواجهة التيارات العلمانية واليسارية، ظهر شريعتي بخطاب ديني فريد يحمل طابعاً ثورياً واجتماعياً. رغم أنه لم يكن جزءاً من المنظومة الدينية التقليدية، إلا أن أفكاره وحواراته وجدت صدى واسعاً بين الشباب الذين كانوا يبحثون عن بديل يُرضي تطلعاتهم بعيداً عن كل من المؤسسة الدينية التقليدية والنظام الملكي.
جهود بروجردي في تعزيز قوة المؤسسة الدينية ساعدت بشكل كبير في بناء بنية تحتية دينية مؤثرة داخل المجتمع، وهي البنية التي استغلها الخميني لاحقاً لتعزيز مكانته وتحقيق أهدافه السياسية. في الوقت نفسه، فإن القمع الذي مارسته الدولة ضد التيارات العلمانية واليسارية أوجد فراغاً فكرياً استثمره أشخاص مثل شريعتي ليقدموا نماذج جديدة للتفاعل مع الدين، قادرة على جذب الشباب وتهيئة المناخ العام لإحداث تغيير اجتماعي وسياسي، رغم أن مسار هذا التغيير ربما كان مختلفاً عن تصورات البعض.
رغم النجاح الفكري الكبير الذي حققه شريعتي، إلا أن حياته الشخصية والاجتماعية كانت مليئة بالتناقضات التي لم تمر دون إثارة النقاش والجدل. فعلى الرغم من أنه كان يشجع بشدة على الالتزام بالحجاب والقيم والتقاليد الإسلامية، إلا أن نمط حياته في أوروبا كان مختلفًا تمامًا عما كان ينادي به، حيث لم تلتزم زوجته بوران شريعتي ولا بناته بالحجاب حتى وفاته. هذا التناقض بين فكره وسلوكه الشخصي دفع البعض إلى النظر إلى هذه التباينات كعلامة على التعقيد في شخصيته ومسيرته الفكرية. بوران شريعتي نفسها باتت رمزًا يثير نقاشات حادة بين من يرون في موقفها وواقع حياتها شهادة على أحد الأوجه المظلمة في تاريخ إيران الحديث.
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور الفرد في التاريخ، ترامب وبوتين نموذجاً
-
رواية مدام بوفاري نقد لاذع للمجتمع البرجوازي الفرنسي
-
الرياضة وتوجيهها المعادي للقيم الإنسانية
-
الصين تزيح الولايات المتحدة عن عرشها كقائد عالمي في البحث ال
...
-
جريمة القتل -الوحشي- وجريمة القتل -المتحضّر-2
-
جريمة القتل -الوحشي- وجريمة القتل -المتحضّر- 1
-
كابوس الأنوار
-
الديمقراطية البرجوازية ووهم المشاركة
-
تساؤلات حول تاريخ منشأ مكة
-
لا شرقية ولا غربية، فللإنسان حقوق إنسانية
-
الصمت حيال هذه الجرائم تواطؤ ضمني مع مرتكبيها
-
انتهاء حقبة وابتداء أخرى جديدة في مسار الحركة القومية الكردي
...
-
المهاجر من الشرق الأوسط وجاذبية الرأسمالية
-
الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة
-
سرّ محبة الزعيم
-
عهد القسوة في عهد ترامب
-
كيان كردي صديق لتركيا في روج آوا
-
تأملات في قصيدة فرات اسبر -كما يمرُّ الماءُ من فم ِالحَجر-
-
حناجر الينابيع
-
انقلاب 8 شباط وكلام مختلف
المزيد.....
-
أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد
...
-
السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا
...
-
ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا
...
-
-تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل
...
-
قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية
...
-
الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل
...
-
حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
-
الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
-
طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
-
عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار
...
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|