أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - المسرح المصري ١٩٨٠ - ٢٠٠٠














المزيد.....

المسرح المصري ١٩٨٠ - ٢٠٠٠


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


قراءة في: المسرح المصري المعاصر وخصوصية تحقيق المهام الاجتماعية ( ١٩٨٠ -٢٠٠٠) للأستاذ الدكتور فايز تامر
المسرح.. حين تصبح الكوميديا سلاحًا والسخرية صوتًا:
في أكتوبر 1981، ارتجَّت مصر باغتيال الرئيس السادات، لتبدأ حقبة جديدة من التحديات السياسية والاجتماعية. وسط هذا الزخم، لم تكن خشبات المسارح مجرد أماكن للترفيه، بل تحولت إلى منصاتٍ تعكس هموم الشارع المصري، وتناقش قضاياه بجرأة. يقول أحمد عتمان في إحدى مسرحياته: "السلام الحقيقي يبدأ عندما نرفض أن نكون دمى في يد السلطة"، ليعكس بذلك روح جيلٍ سعى إلى تحويل المسرح إلى أداة تغيير.
السياق التاريخي: مسرح تحت وطأة التحولات:
شهدت الثمانينيات والتسعينيات تحولاتٍ جذرية في مصر: استمرار حكم مبارك، التعدد الحزبي الشكلي، أزمات البطالة، وتدهور التعليم. في هذا المناخ، برز المسرح كصوت المعارضة الخفي، حيث وظَّف الكتاب تقنيات السخرية والرمزية لاجتياز رقابة السلطة. لم تكن النصوص المسرحية مجرد حكايات، بل كانت شهادات على واقعٍ مرير: هجرة الشباب، التفاوت الطبقي، وقمع الحريات.
تيارات مسرحية.. كيف ناقش الفن قضايا الشارع؟:
. مسرح الأساتذة: الأكاديميون يثورون على النظريات
انطلق جيلٌ من الأساتذة مثل أحمد عتمان وعبد العزيز حمودة من قاعات الجامعة إلى الخشبة، ليمزجوا بين العمق الأكاديمي والواقعية الاجتماعية. قدم عتمان في "الحكيم لا يمشي في الزفة" (1988) نقدًا لاذعًا للمنافقين عبر كوميديا سوداء، بينما كشف حمودة في "الرهائن" (1982) عن فساد النخب السياسية. هكذا حوّل الأكاديميون المسرح إلى ورشة تفكيك للسلطة.
2. المسرح النسوي: عندما تصرخ المرأة بألمها:
لم تكن الكاتبات مثل فتحية العسال ونوال السعداوي مجرد راويات للقضايا النسوية، بل كنَّ صوتًا لكل مظلوم. في مسرحية "بلا أقنعة" (1981)، فضحت العسال الزواج القسري وهجرة الأزواج، بينما ناقشت السعداوي في أعمالها قيود المجتمع الذكوري. لم يكن "المسرح النسوي" ترفًا فنيًّا، بل كان صرخة ضدّ نظامٍ يكرس الظلم.
3. المسرح التراثي: الماضي مرآة للحاضر:
استخدم الكتاب التراثَ كقناعٍ آمن لنقد الواقع. في "طريق الخلاص" (1984)، استلهم حسن سعد السيد الثورات التاريخية ليُنبئ بثورة 2011، بينما مزج أحمد عتمان في "كليوباترا تعشق السلام" (1984) بين الأسطورة وقضايا السلام المعاصرة. هكذا حوّل التراثُ النقدَ السياسي إلى حكاية خالدة.
لماذا نجح المسرح في تحقيق مهامه الاجتماعية؟:
- اللغة المرنة: تجنب الخطاب المباشر، واستخدام الرمز والسخرية لتجنب المواجهة مع السلطة.
- الجمهور كشريك: تفاعل المثقفون والطبقة الوسطى مع العروض، مما خلق حوارًا مجتمعيًّا.
- الجرأة في الطرح: لم يخشَ الكتاب من مناقشة الممنوعات، كالفساد السياسي وقمع الحريات.
المسرح بعد الألفية.. من الخمول إلى 25 يناير 2011:
بحلول عام 2000، دخل المسرح في سباتٍ نسبي، إلا أن شرارات الثورة كانت تُختمر داخله. مع انفجار ثورة 2011، عادت العروض المسرحية بقوة لترسم أحلام الثوار وغضبهم، مؤكدة أن المسرح المصري لم يكن يومًا فنًّا منفصلًا، بل ضمير الشعب الحي.
ومن ثم، يمكننا القول أن بين 1980 و2000، أثبت المسرح المصري أنه ليس فنًّا للهروب من الواقع، بل سلاحٌ لمواجهته. اليوم، تُذكر تلك الفترة كعصر النهضة المسرحي، حيث حوّل الفنانون الخشبة إلى ميدانٍ للحرية. وكما قال سمير سرحان: "المسرح هو المكان الوحيد الذي يُسمح لك فيه أن تكون حرًّا.. حتى لو كان ذلك على استحياء".



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الأكثر مبيعا في العالم لعام ٢٠٢ ...
- من أراد الحرية .. عليه أن يستعد للموت
- رواية دعاء الكروان حين تكون المرأة الشرقية ضحية لثلاثية المو ...
- النشيد الأول للعشق
- العشق ورحلة الفناء في الحقيقة
- قراءة في كتاب جماليات الصوفية لسايروس زارجار
- السعادة عند ابن سينا وابن عربي
- مفهوم الحياة من منظور الفلسفة
- السعادة وإمكانية الحقيقة
- لماذا الحكمة أفضل من الجمال ؟
- الحب والكراهية عند نيتشة وفلسفة قلب الموازين
- سقوط الدول عنوانه: التدهور الثقافي والفروق الطبقية الحادة
- لماذا تنهار الأمم ؟
- دراما رمضان وصراع الهوية الوطنية بين -مصر الكومباوندات- و-مص ...
- قراءة في أشهر رباعية للشاعر صلاح جاهين كادت أنت تسجنه:
- قراءة في- قصيدة الناس في بلادي- للشاعر صلاح عبد الصبور
- الشاعر صلاح عبد الصبور .. حكاية أسطورة قتلها التنمر !
- مأساة الحلاج ونقد أحد أشهر أشعاره
- سيلفيا بلاث: حكاية اسطورة الشعر التي احترقت في فرن التنمر ال ...
- بابلو نيرودا: الكلمة التي حملت سرّ النار


المزيد.....




- زيارة العراق تحرم فناناً مغربياً شهيراً من دخول أميركا
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-، ماذا ...
- تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مس ...
- -فيلم ماينكرافت- إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب لل ...
- هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية ...
- ستوكهولم: مشاركة حاشدة في فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني لل ...
- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - المسرح المصري ١٩٨٠ - ٢٠٠٠