السريالية

للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 14:07
المحور: قضايا ثقافية
    

السريالية هي حركة فنية وأدبية ظهرت في أوائل القرن العشرين، وشكلت ثورة في التصور الفني والأدبي. تنبثق السريالية من حركة الدادا التي كانت ردة فعل ضد الحرب العالمية الأولى، وهدفها تحطيم كل القيم التقليدية في الفن والأدب، من خلال اللجوء إلى الخيال واللامعقول. ولكن السريالية انتقلت بعد ذلك إلى مستوى أكثر تنظيماً، حيث تم التركيز على فكرة تحرير العقل الباطن من القيود المنطقية والاجتماعية، والعمل على التعبير عن عالم الأحلام والخيال كما هو، دون التأثيرات الواقعية أو العقلانية.
الأسس الفلسفية والتاريخية:
ترتكز السريالية على مبدأ لاوعي فرويد، حيث يعتقد السرياليون أن العقل الباطن يخبئ دوافع وأفكارًا قد تكون بعيدة عن المنطق العادي، لكن يمكن الوصول إليها من خلال التعبير الفني أو الأدبي. كان أندريه بريتون، مؤسس الحركة السريالية، يطمح إلى كشف اللاإرادي من خلال ما يسمى بالـ "تلقائية"، حيث كان يسعى لإزالة العوائق التي يضعها العقل الواعي أمام الإبداع.
الأساليب السريالية:
يتمثل الأسلوب السريالي في إلغاء الفواصل بين الواقع والخيال، مما يسمح للفنان أو الكاتب بأن يخلق عوالم جديدة غريبة تجمع بين الواقع وأشياء أخرى لا تنتمي إليه. يتم استخدام الرمزية، الصور الغريبة، والمواقف المدهشة في السريالية، لجعل المتلقي يواجه أسئلة فلسفية حول معنى الحياة والوجود. بعض التقنيات السريالية المشهورة تشمل:
التلقائية الكتابية: حيث يكتب الكاتب أو الفنان دون تفكير مسبق، محاولاً أن يترك عقولهم تنساب بحرية، دون تدخل من العقل الواعي.
التجميع والدمج: مثل دمج صور وأشياء غير متناسقة في صورة واحدة، خلق علاقة غير تقليدية بين العناصر
أمثلة مشهورة:
الفنان السريالي الشهير سلفادور دالي، الذي عُرفت لوحاته مثل "إصرار الذاكرة" بتشويه الوقت واستخدام الرمزية، حيث ظهرت الساعات الذائبة، مظهرة بذلك علاقة متغيرة ومرنة مع الوقت.
أما في الأدب، كان أندريه بريتون نفسه هو المؤلف المبدع في هذا المجال، حيث كتب في "بيان السريالية" عام 1924، متناولًا من خلاله جوانب كثيرة من التفكير السريالي وكيفية إطلاق العنان للإبداع من خلال الاندفاع وراء اللاوعي.

التأثيرات الثقافية:
السريالية، بعكس العديد من الحركات الأخرى، لم تقتصر على الفن أو الأدب فقط، بل امتدت إلى الفلسفة، السينما، والمسرح. في السينما، نجد مخرجين مثل لويس بونويل وجان كوكتو قد استخدموا أساليب سريالية في أفلامهم. كانت السريالية بمثابة تجسيد للرفض المطلق لكل ما هو مهيأ وجاهز، ومحاولة لإعطاء كل شخص حقه في التعبير عن نفسه بأقصى حرية.

السريالية والحياة اليومية:
الجانب الذي يجعل السريالية مغرية هو أنها لم تكن مجرد أداة فنية، بل كانت مذهبًا فكريًا. سعى السرياليون إلى إعادة التفكير في كل شيء في الحياة اليومية، من خلال تعبيراتهم عن الحب، الجنس، الحروب، والرموز المجتمعية. كانوا يرون أن كل شيء يحمل دلالات خفية، ويجب علينا أن نبحث في هذه الدلالات لتفسير التجربة البشرية بشكل أعمق
كيف يمكن أن تستفيد من السريالية في حياتك أو نقاشك؟
عندما تدخل نقاشًا مع نخبة مثقفة، يمكنك إبراز قدرتك على التفكير خارج السياقات التقليدية من خلال استخدام المفاهيم السريالية. ابدأ بفهم أن كل شيء يمكن أن يُنظر إليه من زاوية جديدة ومختلفة. السريالية لا ترفض الواقع، بل تحاول أن تضعه في قالب من الخيال والتصورات التي تعكس أكثر الحقيقة الكامنة وراء الأشياء. استخدم هذا الفكر في كل مرة ترى فيها نظامًا، وحاول أن تراه بشكل غير مألوف
كما أن السريالية تعلمك كيفية التحرر من القيود الفكرية التي قد تحيط بك، وأن الإبداع لا يكون محصورًا في القواعد، بل يمكن أن يكون فتحًا لآفاق جديدة غير

#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات