أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ثائر ابو رغيف - الذكاء الاصطناعي وتعزيز اغتراب العمال: منظور ماركسي














المزيد.....

الذكاء الاصطناعي وتعزيز اغتراب العمال: منظور ماركسي


ثائر ابو رغيف
كاتب مهتم بالأوضاع ألسياسية

(Arthur Burgif)


الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 12:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نظرة في كتاب الرفيق رزگار عقراوي: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة, تتعلق بموضوع الإغتراب وفقا لكارل ماركس.
في ظل الثورة التكنولوجية الحالية، يطرح الذكاء الاصطناعي تحدياتٍ جوهرية لبنية العمل والعلاقات الاجتماعية، مما يعيد إحياء مفاهيم كارل ماركس حول الاغتراب. وفقًا للماركسية، يشير الاغتراب إلى انفصال العمال عن منتجات عملهم وعملية الإنتاج ذاتها، وتحوّلهم إلى مجرد أدوات في نظام رأسمالي يستهدف تعظيم الأرباح. اليوم، يُعَد الذكاء الاصطناعي عاملاً مُعجِّلاً لهذا الاغتراب، إذ يُحوّل العمال إلى كيانات ثانوية في سلسلة إنتاجية تتحكم فيها الآلات والخوارزميات. هذا المقال يستكشف كيفية تعميق الذكاء الاصطناعي لظاهرة الاغتراب، مستندًا إلى تحليل ماركسي للعلاقة بين التكنولوجيا والرأسمالية

الاغتراب الماركسي: الأسس النظرية
عرّف ماركس الاغتراب في مخطوطات 1844 بأنه انفصال العامل عن أربعة جوانب:
- مُنتج عمله: يفقد العامل السيطرة على ما ينتجه
- عملية الإنتاج: يصبح العمل نشاطًا ميكانيكيًا مُجردًا من الإبداع
- زمالة العمل: تتحول العلاقات الإنسانية إلى منافسة استهلاكية (ألبقاء للأصلح)
- الطبيعة الإنسانية: يُحرم العامل من تحقيق ذاته عبر العمل وإغترابه عن وسائل الإنتاج
في عصر الذكاء الاصطناعي، تتعمق هذه الجوانب عبر أتمتة المهام التي كانت تُنفَّذ يدويًا، مما يحوّل نسبة ضئيلة من العمال ألمحظوظين إلى "مراقبين" لعمليات تتحكم فيها الخوارزميات، بدلًا من أن يكونوا مشاركين فاعلين فيها.
الذكاء الاصطناعي كأداة للاستغلال الرأسمالي:
وفقًا لماركس، لن تكون التكنولوجيا في النظام الرأسمالي محايدة، بل تُصمَّم لخدمة مصالح الطبقة المسيطرة. اليوم، تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وتقليل التكاليف، لكنها تُفاقم التفاوت الاقتصادي.
- استبدال الوظائف: تُقدِّر الدراسات أن 30% من الوظائف قد تُستبدل بالذكاء الاصطناعي، مما يخلق "جيشًا احتياطيًا من العاطلين" قد يستطيع نظام ألضمان الإجتماعي من دعمه ولكن ليس بشكل دائم الامر الذي سيقود الى الفوضى وارتفاع نسبة الجرائم.
- التحكم في العمل: تتحكم الشركات عبر أنظمة مراقبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إيقاع العمل وقياس الإنتاجية، مما يزيد من ضغوط العمل ويُضعف الاستقلالية
- استغلال البيانات: تُحوّل البيانات الشخصية إلى سلعة تُستخرج قيمتها دون مقابل عادل، وهو ما يصفه ماركس بـ"تسليع العمل"
في الصراع الطبقي الجديد برزت حركات تطالب بـ"الدخل الأساسي الشامل" كرد فعل على تهديدات البطالة التكنولوجية مما يعكس محاولات لإعادة توزيع الثروة التي سيراكمها الذكاء الاصطناعي
رغم التشاؤم، رأى ماركس أن التكنولوجيا قادرة على تحرير البشر إذا أُعيد تنظيم المجتمع بشكل اشتراكي, تدعو المقاربة الماركسية إلى سياسات تضمن إعادة توزيع عادل للثروة الناتجة عن التكنولوجيا، مثل فرض ضرائب على الروبوتات أو تأميم منصات البيانات, ظهور نقابات رقمية تعمل على حماية حقوق العمال في الاقتصاد الرقمي، مثل حملات تنظيم عمل الاقتصاد التشاركي.
وفي ألختام اقول الذكاء الاصطناعي ليس عدواً للإنسان، لكنه مرآة تعكس تناقضات النظام الرأسمالي. بينما تُعجِّل هذا التكنولوجيا في اغتراب العمال، فإنها تفتح أيضًا الباب لإعادة تخيل العمل كفضاء للإبداع بدلًا من الاستغلال. كما كتب ماركس: «الآلات ليست سوى قوة إنتاجية للعمل المتراكم»، وطالما ظلت ملكيتها محتكرة، ستستمر في تعميق الاغتراب. لكن بتحريرها، قد تصبح أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية



#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)       Arthur_Burgif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية والقومية بين الأصالة والأداء
- اللامنتمي والانعتاق من القطيع: بحثٌ في هُشاشة الانتماء وصراع ...
- جمهورية أفلاطون ومدينة ألفارابي الفاضلة
- إمكانية إستعادة البلدان المُسَمَّاة بأسماء رموز إمݒريال ...
- قصيدة -الرجال الجوف- لتي.أس. إليوت
- -في انتظار گودو- مرحلة مفصلية لإبداع صاموئيل بيكت
- التفكيكية تتحدى سلطة اللغة كوسيلة وحيدة أو ثابتة لفهم العالم
- صاموئيل ݒيكت طفرة لما بعد ألحداثوية
- صورة الفنان في شبابه - A Portrait of the Artist as a Young M ...
- جيمس جويس وآيرلند: ألولد ألعاق والأم الأبدية
- ألتداعيات الاستراتيجية لإصرار ترمݒ على ضم گرينلاند
- احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014
- إيلون ماسك هو روݒرت مردوك الجديد
- نصيحة لمحافظي البصرة ممن سيأتي
- ألتضرر ألروسي من حرب أوكرانيا
- الشاعر أوڤيد ومورفيوس: إله الأحلام في -ألتحولات-
- مجازية ألكهف لأفلاطون: رحلة من الوهم إلى الحقيقة
- ڤلاديمير زيلينسكي: الكوميديان الذي أصبح قائدًا، والقائ ...
- هاينريش هاينه والماركسية: رؤية لشاعر مزقه حب ألفن وحق ألمتعب ...
- دونالد ترمپ وأدولف هتلر: أوجه تشابه تاريخية وأصداء الحرب الع ...


المزيد.....




- -تاس-: السفير السوري لدى موسكو يطلب اللجوء في روسيا
- سلوتسكي يعلق على تصريح ميرتس بشأن تسليم صواريخ توروس إلى أوك ...
- نائب روسي: مقاطعة أوروبا لموارد الطاقة الروسية استنفدت غرضها ...
- لافروف: لولا الولايات المتحدة لما خرجت الصواريخ الأوكرانية ا ...
- تعثّر محادثات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، والاتحاد الأو ...
- في هولندا بهجة غامرة بعيد الحزب
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تؤجج التوتر بين مالي والجزائر!
- البرلمان الألماني يعلن موعد التصويت على انتخاب ميرتس مستشارا ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد لحزمة العقوبات السابعة عشرة ضد روسيا ...
- ليبيا.. العثور على جثث مجهولة الهوية بالجفرة


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ثائر ابو رغيف - الذكاء الاصطناعي وتعزيز اغتراب العمال: منظور ماركسي