أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - ترامب يُفكّك النظام القديم














المزيد.....

ترامب يُفكّك النظام القديم


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 10:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا ينطبق على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصّة بعد عودته إلى البيت الأبيض قبل أشهر، ما ينطبق على رؤساء أميركيين سابقين، وعلى كثيرين غيرهم من زعماء العالم، أنّهم يقولون ما لا يفعلون. يُطلق ترامب تهديداً على المنصّات الإلكترونية، أو أمام كاميرات التلفزيون التي لا يُقاوم الانجذاب اليومي إليها، فيبدو التهديد أشبه بالخيال، لكن ها هو ترامب يُبرهن، المرّة تلو الأخرى، أنّه لا يُطلق بالونات اختبار، وإنّما يُعلن ما قد عقد العزم على فعله، بصرف النظر عمّا إذا كان قد وزن خطواته المزمعة من أوجهها المختلفة أم لا، ثمّ يشرع (من دون تردّد)، في الفعل.

قبل أسابيع، كتبت صحيفة ذا إندبندنت البريطانية، متحدثةً عن نهج ترامب: "شهدنا الآن ما يكفي من الأفعال لفهم ما يعنيه ذلك كلّه"، والمقصود بـ"ذلك كلّه" ما يُطلقه ترامب من تصريحات حول نيّاته، ولعلّ التجسيد الأكبر لذلك التعرِفات الجمركيّة، التي أعلن فرضها على البلدان المختلفة، من دون أن يستثني من ذلك أقرب الحلفاء لواشنطن عامّة، وله شخصيّاً أيضاً، ما جدّد الحديث عن "الترامبية" مفهوماً سياسياً اقتصادياً لا يمكن تجاهل الأثر الذي تركه، وسيتركه بصورة أكبر في المقبل القريب من مستقبل العالم.

وحسب "ذا إندبندنت"، الترامبية "مزيج من القومية الاقتصادية والحماية التجارية الصارمة، تُطبّق عبر المواجهة، سواء مع الحلفاء أو الخصوم"، يلخّصها شعار ترامب الأثير، الذي أطلقه في حملاته الانتخابية الثلاث، التي خسر إحداها وربح منها اثنتَين، وظلّ يرفعهُ خلال ولايته الأولى، وها هو يفعل الشيء نفسه، وبقوّة أكبر، في ولايته الجديدة، ويبدو صائباً للغاية ما خلصت إليه الصحيفة أننا "نشهد نقطة تحوّل في التاريخ، وكلّما طالت مدّة إنكارنا هذه التجربة السياسية الخطيرة، التي تجري في أميركا، قلّ الوقت المتاح لنا للردّ".

جعل ترامب من "الأمركة"، من خلال شعاره "أميركا أولاً"، بديلاً من العولمة، التي طالما قدّمتها أميركا للعالم بوصفها نظاماً عالمياً تتزعمه هي، فظهرت أقطاب دولية وازنة أعادت صوغ هذا المفهوم، بل لعلّ أميركا أدركت (ولو متأخّرةً) أنّ العولمة، بدل أن تكون أداةَ هيمنتها على العالم، أصبحت وسيلةً لظهور منافسين اقتصاديين أشدّاء، في مقدّمتهم الصين. ومن هنا، أصبحت العودة إلى "أميركا أولاً" شعاراً جاذباً، شعبياً، في أوساط الناخبين الأميركيين، الذين راقهم تشكيك ترامب الدائم في مدى جدوى ما تنفقه أميركا من أموال، من دون مقابل، على حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويبدو تفكير ترامب هذا أبعد ما يكون عن تفكير رجل الدولة، وأقرب ما يكون إلى تفكير رجل الأعمال، بل إنّه نفسه تفكير رجل الأعمال، وقد أصبح سيّد القرار السياسي في الدولة الأهم، لا يُقلقه أن يُفكك النظام الدولي الذي كانت أميركا أهمّ بُناته.

ولعلّ هذا يُفسّر ردّات الفعل الصاخبة ضدّ قائمة التعرِفات الجمركية على الدول، التي أعلنها، في خطوةٍ قد ينطبق عليها ما حذّر منه المُحلّل الصحافي توماس فريدمان، حين قال إن خطوات ترامب تعكس "تفكيراً قصير النظر قد يؤدّي إلى خسائر أكبر على المدى الطويل"، فتدمير ما هو قائم، على نحوٍ فيه كثير من التهوّر، يدعو إلى الاستعداد لرؤية "ما سيحدُث للجميع"، وليس مؤكّداً أنّ خطواتٍ مثل هذه ستعود بالفائدة على الاقتصاد الأميركي، كما يزعم ترامب. وبحسب مجموعة أفكار للاقتصادي البحريني محمد عادل فخرو عن تعرِفات ترامب الجمركية، قال: "من غير المرجّح عودة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة، على الأقلّ في المدى القريب، فالمستثمرون سيعتبرون أنّ هناك احتمالاً بإلغاء هذه الرسوم في المستقبل، ما يجعلهم متردّدين في ضخّ رؤوس أموالهم، كما أنّ تكلفة الأجور في الولايات المتحدة أعلى بكثير من الدول الناشئة، وأعلى من نسبة الرسوم المفروضة، ما يجعل التصنيع محليّاً غير مجدٍ اقتصادياً".

وفضلاً عن التضخم المتوقّع جرّاء ذلك، هناك أمر آخر، يصحّ عليه وصف فريدمان، بـ"التفكير قصير النظر"، الذي لا يحسب العواقب، أشار إليه فخرو هو "أن العالم مُقبلٌ على ركودٍ اقتصادي عالمي، فالرسوم الجمركية قد تؤدّي إلى تباطؤ اقتصادي في آسيا. ومن الناحية النظرية، ستدخل أميركا أيضاً في ركود نتيجة انخفاض الإنتاجية، الناتج عن ارتفاع الأسعار"، وبتقدير فخرو أيضاً فإن "الإجراءات الانتقامية من الدول الأخرى ستؤثّر في الصادرات الأميركية، وتؤدّي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي".



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوغين الروسي.. يارفين الأمريكي
- قاعة شبه فارغة وجوقة تصفيق
- الجوهر والمظهر في صراع الهويّات
- عن التعليم في دول الخليج
- حزام الصدأ
- الصفيق والتصفيق
- التاريخ أم الإنسان؟
- سُلطة الخوارزميات
- أوروبا واللايقين
- طه حسين المتجدّد
- مسار الدولة ومصيرها
- (رجعوا التلامذة للجدّ تاني)
- الجنائية الدوليّة تضع الغرب على المحكّ
- تحوّلات المدينة في الخليج
- طُلّاب 1968 .. طُلّاب 2024
- باسم خندقجي
- الأول من مايو في البُعدين الوطني والأممي
- المانحون وسيادة الدول
- (خيوط المعازيب)
- لتستمرّ المقاطعة


المزيد.....




- -تاس-: السفير السوري لدى موسكو يطلب اللجوء في روسيا
- سلوتسكي يعلق على تصريح ميرتس بشأن تسليم صواريخ توروس إلى أوك ...
- نائب روسي: مقاطعة أوروبا لموارد الطاقة الروسية استنفدت غرضها ...
- لافروف: لولا الولايات المتحدة لما خرجت الصواريخ الأوكرانية ا ...
- تعثّر محادثات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، والاتحاد الأو ...
- في هولندا بهجة غامرة بعيد الحزب
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تؤجج التوتر بين مالي والجزائر!
- البرلمان الألماني يعلن موعد التصويت على انتخاب ميرتس مستشارا ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد لحزمة العقوبات السابعة عشرة ضد روسيا ...
- ليبيا.. العثور على جثث مجهولة الهوية بالجفرة


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - ترامب يُفكّك النظام القديم