أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - قيمة الأخوة














المزيد.....

قيمة الأخوة


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


الأخوّة هي من أسمى القيم الإنسانية التي توحّد القلوب وتقرّب بين الناس، فهي ليست مجرد رابطة دم تجمع بين الأشقاء، بل تمتد إلى ما هو أعمق وأشمل، حيث تشمل الأخوّة في الدين، والأخوّة في الإنسانية، والأخوّة في المبادئ والقيم المشتركة، فكل علاقة قائمة على المودة والتآزر والتضامن يمكن اعتبارها نوعًا من الأخوّة التي تساهم في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة تقوم على المحبة والتعاون والاحترام المتبادل

الأخوّة في معناها الحقيقي تعني الشعور العميق بالترابط والانتماء إلى كيان مشترك، سواء كان هذا الكيان عائلة أو مجتمعًا أو حتى الإنسانية جمعاء، فهي تقوم على مبادئ راسخة تشمل الحب الصادق، والإيثار، والوفاء، والتسامح، والدعم المتبادل، لذلك فإن الأخوّة ليست مجرد علاقة سطحية أو شكلية، بل هي رابطة تتطلب التزامًا حقيقيًا وتجسيدًا عمليًا في مختلف جوانب الحياة

تظهر الأخوّة في عدة صور، من بينها الأخوّة القائمة على النسب، وهي التي تنشأ بين الأشقاء الذين يجمعهم دم واحد، وهذه العلاقة تكون طبيعية وفطرية، لكنها تحتاج إلى العناية والتقوية بالمودة والاحترام حتى لا تضعف أمام خلافات الحياة، ثم هناك الأخوّة في الدين، وهي رابطة قوية تربط بين المؤمنين، وقد أشار إليها القرآن الكريم بوضوح في قوله تعالى إنما المؤمنون إخوة، حيث تتجلى هذه الأخوّة في التضامن والتكافل والتعاون على البر والتقوى، أما الأخوّة الإنسانية فهي التي تعني أن جميع البشر إخوة لأنهم من نسل آدم وحواء، وهي دعوة إلى نبذ التفرقة والعنصرية، وتعزيز مبادئ العدل والمساواة، وقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في حديثه الشريف كلكم من آدم وآدم من تراب، مما يعني أن الاختلافات العرقية واللغوية والجغرافية لا ينبغي أن تكون سببًا في التفريق بين الناس، بل يجب أن تكون مصدرًا للتكامل والتعارف

تلعب الأخوّة دورًا حيويًا في استقرار المجتمعات وتقدمها، فهي تعزز روح المحبة والتسامح، وتمنع الأحقاد والضغائن، كما تحقق التكافل والتضامن الاجتماعي، حيث يكون القوي سندًا للضعيف، والغني عونًا للفقير، ويحرص الجميع على التعاون في سبيل تحقيق الخير للجميع، مما يجعل المجتمعات أكثر استقرارًا وسلامًا، إضافة إلى ذلك، فإن الأخوّة تساهم في بناء روابط قوية بين الأفراد، مما يخلق بيئة إيجابية تشجع على العمل الجماعي والتعاون المثمر

وإذا نظرنا إلى المجتمعات التي تسودها روح الأخوّة، نجد أنها مجتمعات أكثر ازدهارًا واستقرارًا، حيث يسود فيها الاحترام والتفاهم، ويقل فيها الظلم والتناحر، أما في المجتمعات التي تضعف فيها هذه القيم، فنجد أن الصراعات تنتشر والخلافات تزداد، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وغياب الاستقرار، ولذلك فإن تعزيز ثقافة الأخوّة بين الناس يعد من أهم الركائز التي يجب أن يقوم عليها أي مجتمع يسعى إلى التقدم والازدهار

الأخوّة ليست مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع، بل هي سلوكيات ومواقف يومية يجب أن تترجم في التعامل بين الناس، فهي تعني الوقوف إلى جانب الآخر في وقت الحاجة، وتعني التضحية من أجل الخير العام، وتعني أن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا، وإذا استطعنا تحقيق هذه المعاني في حياتنا، فإننا سنبني عالمًا أكثر عدلًا وسلامًا، عالمًا يتجاوز الخلافات والحدود ليصل إلى جوهر الإنسان وقيمته الحقيقية



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء فوق العادة (فاطمة أحمد)
- من كتابي رجال ونساء (المصطفى الزموري)
- المصطفى الزموري
- القائد الزمبي
- الغضب
- الحب المستحيل
- الدين بين الأقارب والأصهار
- عدم التكافؤ
- ما المقصود بحسبي الله ونعم الوكيل
- وصية
- الصحة حرية
- ممارسة الرياضة برمضان
- السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك
- الحلقة 14(النميمة )
- ما قيل عن الفيلسوف حميد بركي
- المجتمع المدني
- أفعال البشر الإبليسية
- نساء فوق العادة (امرأة من مزاب )
- نساء فوق العادة (زينب الخطابي)
- نساء فوق العادة (سكينة بنت الحسين بن علي)


المزيد.....




- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - قيمة الأخوة