أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ترانيم المواويل















المزيد.....

مقامة ترانيم المواويل


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


مقامة ترانيم المواويل :

عام 1973 , حضرت أول قراءة شعرية لسعدي يوسف في جمعية الفنانين التشكيليين , ما شدني لمتابعته, ذلك الهدوء العجيب الذي يتسم به , و هو يلقي قصيدته : لا صياح , لا أنفعالات جسدية مبالغ فيها أو ليست في محلها , كانت كلماته تصل هادئة شفافة مثيرة للتساؤل , وعندما بدأت في متابعة أشعاره , وجدت ان شعر سعدي يوسف يكتنز كثيرًا من الدلالات والإشارات والإيحاءات والمعاني , لابدّ من معاشرتها واحتوائها طويلاً حتى تُفضي وتبوح .

(( يا جارُ , آمنتُ بالنجمِ الغريبِ الدارْ
يا جارُ , نادتْ ليالي العُمرِ : أنت الدارْ
يا ما ارتحلْنا وظلَّ القلبُ صوبَ الدارْ
يا جارُ لا تبتعدْ … دربي على بغداد )) .

الموقف المميز لسعدي هو معارضته للعدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 , والذي بني عليه موقفا وطنيا آخر في أدانته للغزو الأميركي للعراق وفضحه لمن أشترك في مجلس بريمير , وعندما بدأ إسم الشاعر سعدي يوسف يتكرر على صفحات الفيسبوك, كان واضحا أن سعدي لم يتغير , لم يزل المدافع عن مصالح الشغيلة , منتقدا و بضراوة سواء في قصائده أو مقالاته السياسية , الشخصيات السياسية و الأحزاب التي تعاونت مع المستعمر لإحتلال العراق عام 2003 , من ضمنها الحزب الذي كان أحد أعضائه في يومِ ما , كانت قصائده و مقالاته تثير الجدل عند متابعيه من العناصر التقدمية , وحملات شرسة متوالية من معارضيه و مناوئيه , والتي كانت احيانا تنتهي إلى أغلاق صفحته على الفيسبوك , وهنا تكتب زوجته : (( أتذكر جملة لا تسعفني الذاكرة الآن في تذكر اسم قائلها, و هيّ : (( في شاطيء الرمل أغدو انا البوصلة )) , لقد كان سعدي الذي لا يتوقف صوته , بوصلة الوطنيين ألأحرار)) .

((يومَ انتهَينا إلى السجنِ الذي ما انتهى
وصَّيتُ نفسي وقلتُ المشتهى ما انتهى
يا واصلَ الأهلِ خَـبِّرْهُمْ وقُلْ ما انتهى
الليلَ بتنا هنا , والصبح في بغداد )) .

لقد كان رحيل سعدي يوسف خسارة كبيرة تلحق بالشعر العربي , ولكن ما يخفف هذهِ الخسارة الموروث الضخم الذي تركه في مجلداته الثمانية , وترجماته المبكرة لشعراء عالميين , علاوة على القصة و الرواية و النثر و المئات من البحوث و الأعمال النقدية ,
الأماكن التي ولد و ترعرع فيها كانت تتسم بجمال و طبيعة خلابة قبل دخول الأستعمار , كانت أشبه بجنات الله على الأرض , كتب عن البصرة و قنواتها و انهارها و غابات النخيل الكثيفة في ابي الخصيب و حمدان مسقط رأسه , لم يكتب أو يُخلد أحد سحر هذهِ الأماكن قدر ما فعل سعدي في قصائده , كما أن سعدي كان الصادق الأمين و الوريث الشرعي لمن سبقه من شعراء بصرة العراق الكبار (كبدر شاكر السياب و محمود البريكان ) , وبتجربتهما التي وصفها بحركة التحديث الأعمق أثراً في الشعر العراقي فالعربيّ , وقول
سعدي أنه تعلم من محمود , كما تعلم من بدر , من أن الشعر هو في الموضوع ذي الجوهر.

(( كلُ الأغاني انتهتْ إلاّ أغاني الناسْ
والصوتُ لو يُشترى ما تشتريه الناسْ
عمداً نسيتُ الذي بيني وبين الناسْ
منهم أنا , مثلُهم , والصوتُ منهم عادْ )) .

الذين يعرفون سعدي يوسف جيداً يعلمون بأنه ساخر كبير و صاحب نكتة , أطلق على نفسه الألقاب التي أثارت غضب معاصريه , سمى نفسه بالشيوعي الأخير, لبس القرط و قال في ذلك: لا شاعر إلاّ سعدي يوسف الـمُخَلَّد , واطلق على نفسه لقب حفيد أمرؤ القيس لبلاغته , يقول سلام مسافر : (( مثل سعدي يوسف يولدون كل الف عام , وحين زار سعدي موسكو, سمعت مسحوق الهمس في داخله : (( يا خيبتنا من الرفاق )) , كان يفتح نافذة القطار المسرع , بين حين واخر, ليقذف بأوراق كراسات الدعاية السوفيتية مقهقها : خليها تطير بالبر, أفضل من ان تلوث شنطتي )) , وسعدي المتمرد , لا يرضخ للخوف , فعلى مدى ثمانين حولا , خاض شتى المعارك انتصارًا للوطن الحر والشعب السعيد , وظل وفيا لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية , فكسب محبة الملايين , وكرة الحاسدين , وضغينة كتاب وشعراء , عجزوا عن مقارعته في الإبداع الأدبي , فاستلوا خناجرهم السياسية المسمومة.

(( مِن شُرفتي أسمعُ الأعشابَ والأشجارْ
والوردُ يَحكي معي إذْ غابت الأطيارْ
هذا الربيعُ مُقِيمٌ عند باب الدارْ
تكفي الإشارةُ مني كي أرى الأنوارْ )) .

المبتسرون وحدهم يكرهون سعدي , فهو لم يسرق ديناراً واحداً من اموال الشعب العراقي ويغتني بها حراماً محرماً, ولايتخذ موافقه السياسية نزولاً عند رغبة الجيران وارضائهم والتمسح باكتافهم من اجل حفنة دولارات , لم يفعل سعدي يوسف بالعراق وشعبه ما فعلته طغمة الفساد والفشل واللصوصية والقتل من تدمير حاضر البلاد ومستقبلها , لم يلغ بدماء العراقيين كما ( لاغ ) بها المنافقون الذي يقتلون بيد , ويرفعون الشعارات البرّاقة الكاذبة بيد اخرى , اما قصة وزير الثقافة الذي اعتذر عن موقف صحيح اتخذه , فهي قصة فضيحة من فضائح هذا الزمن العراقي الرديء , ولا ادري صراحة كيف سيحترم هذا الوزيرنفسه حين يختلي بها ليفكر مليا كيف وقّع الاعتذار بسبب مكالمة هاتفية قالت له كن فكان .

(( مَنْ أبعدَ الغيثَ ؟ مَنْ أدنى سماواتي ؟
حتى غدا الرملُ تكريماً لِجَنّاتي ؟
لكنّ لي أُسْوةً بالكوكبِ الآتي
من المجرّةِ
فلْتَصْدَحْ كَمَنجاتي
إنّ الصلاةَ معي : مجرورها والجارّ)) .

تقول أقبال كاظم زوجة سعدي يوسف انه بعث لها رسالة صوتية على السكايب تقول : ((الخبر البارز الرئيسي المنشور على الصفحة الاولى من جريدة الصباح الجديد العدد 2659 في 4 أيلول 2013 يشير الى الشخصيات و الجهات المستفيدة من املاك الدولة بصورة غير قانونية, الشخصيات و الجهات المتجاوزة للوحدات السكنية العائدة للدولة في المنطقة الدولية و خارجها , مجمع القادسية الوزاري رقم الدار 10 حميد مجيد موسى عضو مجلس النواب , رقم الدار 14 مهدي الحافظ عضو مجلس النواب , رقم الدار 28 فخري كريم رئيس مجلس السلم و التضامن العراقي و رئيس مؤسسة المدى الاعلامية , الافضل قراءة المقال بأكمله , وعاشت القيادات الحزبية المتواطئة و المتنعمة بخيرات الامريكان و ومرتزقتها الحاكمة )) , لترد اقبال (( أحمد الله انني لم استشهد من اجل هؤلاء المرتزقة , كان عليهم رفض الرواتب العالية التي توزع على اعضاء البرلمان ,كان لزاما عليهم رفض البيوت , والقصور التي وزعتها المستعمرة الامريكية (( المنطقة الخضراء)) و بدلا من ذلك أغترفوا من نعم السرقات .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة رفيق الحويجة .
- مقامة الأنبهار .
- مقامة السمراوتين .
- مقامة الدرويش .
- مقامة فرحة العيد ؟
- مقامة زئير المعري .
- مقامة كرسي العراق .
- مقامة العجمي و الأعجمي .
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .


المزيد.....




- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ترانيم المواويل