أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد نوح - قصة :عريف أول















المزيد.....

قصة :عريف أول


سعيد نوح

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 07:24
المحور: الادب والفن
    


عريف أول..
ـ قدم اعمل حاجة مع ابن خالتك بدل منتا مفرشخ رجلك كده وعامل زي البنت الحامل.

كانت الجملة التي قالتها الست أم مجدي لولدها الذي يرتدي شورت ترننج أزرق علي فانلة فسفوري ويضع رأسه علي حجرها أمام بسطة السلم بين الشقتين.رفع أحمد رأسه عن فخذ أمه وقال لها بصوت متهدج بعض الشيء:

ـ اسكتي يامه ,أنا الوهم مسكني من ساعة ماقالولي علي حكاية العملية.

كان أحمد الذي يقضي أيامه الأخيرة في سلاح الحرس الجمهوري قد انفعل من أسبوعين إثر إشاعة ظهرت في جنبات مقره بعابدين.كان يعرف أن مجرد ظهور إشاعة بهذا الشكل هو شئ حقيقي سيتم الافصاح عنه خلال يوم أويومين علي أكثر التقديرات المستقاه من خبرته خلال فترة تجنيده .خرجت منه جملة لم تجد الطريق لاستكمالها حين أحس بسيخ محمي في إحدي خصيتيه فقبض عليها وارتمي علي الأرض,ورغم أن زميليه اللذين رفعاه عن الأرض وذهبا به إلي العيادة الخارجية ومنها الي المستشفي التي قررت له عملية فتاق لم يعرفا معني لتلك الكلمة حتي الآن إلا أن الجميع صاروا ينادويه بها.

ـ الوهم ركبك لما هيعملولك قليطة , الله يرحمك يابا.يالاي كان فيك كل العلل.وعمرك مانزلت من علي الحمار.

ضحك أحمد وماجدة أخته ومصطفي ابن خالتهم الذي ترك فرشة البياض تقع علي الأرض حين استمع إلي خالته التي كانت تستعد لاكمال جملتها والتي كانت قد أعدت لهاالعبر والأشياء المطلوبة من مأساوية مفرطة لترسمها علي وجهها الذي تغيرت ملامحه وحلت مكانه ملامح الإندهاش من عمايل ابن أختها الذي ترك الفرشة تقع بهذه السهولة من بين يديه مزروطاالبلاط.وقف أحمد علي حيله بعد ان كان قد نزل علي ألارض من فرط الضحك.أما ماجدة فراحت تكح إثر الضحك وهي تقول بصوت دامع:

ـ الله يرحمك ياسيد.وقبل أن تكمل كلامها فاجأتها الكحة مرة أخري فوضعت يدها الممسكة بمنديل ورقي فوق فمها وأكملت الكحة والضحك والدموع معا ثم رفعت وجهها في اتجاه أمها التي تغيرت ملامحها وظهر ثغرها الباسم ومحياها العذب الذي اختفي منذ موت زوجها وأضافت:

ـ وانتي يامه.ايه بقي الله يرحمك يابا ياللي عمرك مانزلت من علي الحمار الليي انتي قولتيها دي؟

ـ ده معناها إنه جايب للحمار علة.هكذا عقب أحمد ثم نظر الي مصطفي ابن خالته الذي كان يضحك.

ـ إخص عليك ياحمد.حد يقول علي سيده كده؟ الله يرحمك يابا.قالتها وهي تعاود رسم الحزن الذي اكتست به منذ وفات ابنتها العروسة بعد زوجها بأيام.

ـ يامه مانتي اللي قولتي الكلام مش انا.وبعدين الله يرحمك ياسيد علشان متفكريش إني كنت بتريق عليه وبالمرة بقا الله يرحم حماره اللي متهناش في دنياته وعند خروج تلك الجملة وسقط أحمد مرة أخري إلي الأرض وهو يشارك مصطفي القهقهة بطريقة جعلت المرأة الحزينة تمسك بفردة الشبش المقلوب بجوار قدميها وطيرته في الهواء بخوف وعشم وحب وكره بعيدا قدر الإمكان عن ابنها الذي كان يضع راسه علي البلاط ويرفع احدي قدميه في الهواء ومازال يقهقه وهي مصحوبة برنة صوت تحمل الحزن والرضا والخوف والدلع:

ـ طب خد يابن ستين وسخة يابو قليطة. ثم وضعت يديها بين حجرها وهي مازلت تتحدث اليه ورغم ذلك تنظر إلي يديها اللتين سقطتا في حجرها مشرعة الأصابع في اتجاه السماء.مش شاطر غير في التأليس والتهييص والكلام الفارغ.لكن شغلة ولا مشغالة, تخاف, هدومك تتوسخ. علي راي المثل. غبيط سبخ واقع.

ـ يعني إيه والنبي ياخالتي غبيط سبخ واقع.آنت شايفاه آهوه بقاله ساعة ونص عمال ماسكني تأليس ومش عاجبه شغلي.قولتله قدامك قوم اعمل اللي يعجبك ابدا, حاكم ابنك ده لامنه ولا كفاية شره .وحياة ابوكي ياخالتي قوللي إيه معناه المثل ده .

ـ ماهو ده ياروح خالتك غبيط السبخ الواقع هتقعد تلم فيه والناس معدية,ده بكلمة وده بكلمة. هتسيبه يغور في ستين داهية هيزروطلك هدومك زي ما آنت عمال تعمل بقالك ساعتين ويجبلك النعيلة من تراب السكك.

ـ أنا كده يامه؟
ـ ماهو آنت عامل كده بقالك ساعتين.ماسك الواد ابن خالتك ياولداه.ثم غيرت فونتات الصوت وهي تقلد أبنها وأضافت. تعال كده. امشي علي الحتة ده مرة تانية. حاسب علي البلاستك.اللون ابصر إيه؟الفرشة مدرك إيه؟ وطلعت القطط الفاطسة في الواد.مش كتر خيره أنه بيعمل اللي مخرجش من كوعك تعمله بقالك سنتين من يوم مارجعت الواد النقاش اللي كان هيشتغل قبل فرح اخوك هاني وقلت انك هتجيب آنت واحد صاحبك يعملها .واسألك بكره بعد.لغاية ما الدهان وقع واخوك خلف كمان. وبعدين علي قد ما مصطفي يعرف.هوأنت كنت مأجره ولا كنت مأجره عندك.مش عجبك؟ فز آنت ولما رجليك اللي مفرشخهم علي الفاض وورينا عميلك ؟ مش سايب الواد ينزل من علي السلم ويطلع والبت الغلبانة ماجدة عماله تناوله.وانت الا إيه خايفلي من حتة فتاق ,أخوك أولت امبارح قالي أن العملية بقت سهلة خالص وإنهم بقو يفتحواحتة أد كده وأشارت علي عقلة من إصبع السبابة وأضافت.أمال تقول إيه بقي علي سيدك سليمان الله يرحمه ويببش الطوبة اللي تحت دماغه كان مليان علل ياولداه وعمره مانام علي جنبه يوم.من صباحية ربنا لغاية العشا شقي وشغل.وكان كل اللي ياخده للربو معقلة ز يت سمك علي غيار الريق متطقش تشمهم دلوقتي.وشوية خميرة بيرة مدوبين في شوية ميه للبطن,وحباية اسبرين لوجع الدماغ من نقحة الشمس وللمفاصل كانت ستك الله يرحمها تمسك بطرمان مليان زيت شحم اصفر كان بيصرفوه للي مفاصلهم وجعاهم وكانت تمسك بايدها حتة وتحطها علي حتة صاجة وتحط من تحتها اللمبة الصاروخ لغاية ميرجع زيت وتقعد تتدعك في رجليه لغاية ماتتخدل ياعيني.وكل ده وعمر الفاس مانزلت من إيديه لغاية ماربانا احنا العشرة وجوزنا وجوز أخوه كمان سيدك إبراهيم اللي آنت طالع شبهه.ثم ضحكت كثيرا وهي تحاول تذكر وجهه. وكأن تذكر شكله يستدعي تلك النظرة الجميلة والابتسام ,ثم أضافت بنفس الصوت الضاحك .كان عنده قليطة زيك بالضبط.وكانو بيقول زمان ملوش في الجواز وعلشان كده سيدك سليمان هو اللي جوزه واتعهد لاسماعيل الألفطي إنه يطلق بنته إذا سيدك ابراهيم مخلفش أوظهر انه مالوش لمؤاخذة في الحريم.الله يرحمه بقي مات وهو عنده خمسة وسبعين سنة واربعتاشر ولد حته واحدة شربوه العسل وبخخوه الشهد في آخر أيامه.بس مات وهو بقليطة برضو وخاف يعملها.

ـ ماشي يامه.حلو قوي التظبيط اللي عملتهولي ده قدام العيال ولاد ماجدة.سيحي يامه علي الآخر قدام ابن أختك الأسطي الوقع وبكره يقول للعيال علي المثل الخايب اللي انتي شبهتيني بيه.ماشي ياعسل.ماشي. بس الجدع اللي ميعيطش في الآ خر.

ـ انا اللي بعيط في الآخر ياعرة.ثم وبحركة تقليد من ممثلة متمكنة من دورها طيلة الحياة التي اقتربت من السبعين عاما وبتهتة مصطنعة أضافت. الحقيني ياماه.اهق اهق.قولي لابنك يكلم صاحبه ويوديني الحرس الجمهوري.انا ههرب خلاص .اهق اهق. ثم عادت إلي صوتها ورسمت الجدية علي وجهها وهي تضيف.مش كده يانعجة.حتة عيل جديد في الحرس يقولك الرئيس مات تزعق لما تنزلك قليطة.ثم رفعت يديها ووجهه في اتجاه السماء التي يخفيها ثلاثة أدوار آخري وقالت.نزلتله قليطة اللي عمل فيك كده هو وكل اللي في الحرس واللي بيحرسوه كمان قادر ياكريم.ثم انزلت يديها واتجهت بوجهها الي ابنها أحمد الذي انزل عيونه في الارض ولم تعد الضحكة مرسومة علي وجهه كالسابق وسألته وهي تحرك يديها في الهواء.أيه؟ خفت عليه.كان من بقيت المراحيم.ده جابلنا رفعة الدم.ثم اتجهت الي السماء مرة اخري وهي تضيف.رفعة الدم لما تاخده هو وسلساله امين يارب.

ـ مانت عارفة ياحاجة كنت هفقد دفعة كاملة وقاعد ستة اشهر كمان.هو انا ناقص يامصطفي؟دانا بعد الايام الفاضلة بطلوع الروح.يقوم ابن ال ... يموت ويقلبها دندرة؟ ماهو بقاله كام وعشرين سنة قاعد؟ حبكت معاه قبل ماسلم الكرنية باسبوع ويفطس.وبعدين ورحمة أبويا ياحاجة أنا لسه بقول للواد محمود مش ممكن وقبل ماقول ده مش لقيت اللي ماسكني من محاشمي وشادد حته مني.تقوليش طلقة دانا وهبدها واحد اسرائيلي ونشن الفالح لقيتني بقول ده مشاآه .آه. والعيال الرمم ولاد ال... سموني من ساعتها عريف اول ده مشآ ه آه.عجبك كده يامه؟




#سعيد_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة :في انتظار اللقاء الثاني
- قصة: ثلاثية الشماس
- قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير
- مقال
- قصة حذاء عمي اللميع
- جزء من رواية :الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك
- جزء من رواية كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد نوح - قصة :عريف أول