|
أسطورة من كتاب الغرام
على أحمد على
الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 07:00
المحور:
الادب والفن
أسطورة من كتاب الغرام
فى ساحة احد المعابد التي تنطبق بروعة الإبداع التي تتمثل فى جدرانه المخملية التي تحتضن المكان فى دفيء وأعمدته الرخامية التي تلمع تحت أضواء القمر وكأنها تستجيب لمغازلاته والمكان يلتف بسكون رهيب يليق بمكانته المقدسة ولم تكن هناك فى ذلك الوقت سوى صلاة واحدة ولكن ليست كتلك الصلوات التي يتقرب بها العبد لربه ولكنها تحمل معنى آخر فالمناجاة بين قلبين عاشقين هي شعائرها ذلك لأنها صلاة يتقرب فيها الحبيب إلى حبيبه واقترب الحبيبان كلا ًمنهما إلى الأخر بروح وثابة تسبق فى سعيها خطواتها الحثيثة والتي تحمل معنى اسمي معاني اللهفة ... لهفة اللقاء نظرت إليه ونظر إليها والتقت عيناهما فى لحظة دونها الزمان واتحدت أفكارهما نحو هدف واحد وامتزجت مشاعرهما فى كأس واحدة،،،احتضنت نظرات كل منهما الأخر احتضان أبدى لا يزول وان زالت الأجساد ،،،وخفق قلبيهما بشدة إثر تلامس أيديهما وسرى فى جسديهما ذلك الشعور الذي يسرى فى أجساد أمثالهما من المحبين،،ذلك الشعور الذي يفيض من النفس ليملأ العالم وينطلق من القلب ليعم الكون لقد توحدت آمالهما عند تلك النظرة الخالدة،،فلم يحرك احدهما ساكنا ً فلكـَم تمنى كلاهما إن يتوقف الزمان عند تلك اللحظة العظيمة كيما تخلد إلى الأبد،،،ولكن كما يسعى شياطين الجن لإفساد صلاة العباد فإن شياطين الإنس أبت إلا أن تتفوق على نظيرتها من الجن وتفسد صلاة العشق التي يتبتل فيها هذان الحبيبان فعلى مقربة منهما وقف رجل خلف احد الأعمدة وكانت عيناه تتضحان بالشرر وكأنهما آتون ملتهب وقلبه يمتلأ غيظا ً وكمدا ً لو أطلقهما فى الأرض لامتلأت شرا ً ذلك الرجل ذو القلب الأشد سوادا ً من تلك الحرملة التي تعلو كتفيه كان قد اضمر الشر لهذا العاشق ذلك انه ما من ميدان من ميادين المفاضلة والمبارزة إلا وكانت الغلبة للفارس النبيل حتى قربه الملك وجعله من ندمائه لذا فقد أوعز لأعوانه واشتد و اشتد فى الإيعاز أن يسوقوا إلى ذلك المسكين أخبارا كاذبة توغر صدره على حبيبه وما اشد اندفاع المحبين إذا ما أخلصوا فى ذلك ليرض شرا ً دفينا فى نفسه الحاقدة إما الفارس فقد نمى إلى مسامعه مما سبق إليه من كاذب الأخبار أنها تحب غيره فثارت ثائرته وهاجت نفسه و أين ذلك الحب العظيم الذي جمعهما يوما. أين هو من قلبها وذلك الغادر يسكنه؟ ..آه يا قلبي الكسير سأقتلها إذن وأقتله جزاء هذه الخيانة المريرة وهكذا غرر بهذا المسكين ودفعته نفسه الجريحة إليها وما إن رأته حتى ألقت ما بيدها وارتمت بين أحضانه فدفعها فى جفاء وخشونة قائلا فى قسوة: من ذلك الذي ارتضيت أن تكوني له بعد أن ملكت علىّ نفسي وتدعين غرامي وهوايّ هيهات فالخائنون لا يشتاقون إلى عاطفة قط أو حتى يشعرون بها...أصابها الذهول وقالت له فى انكسار:ما هذا الذي تقول؟ أي خيانة تلك التي تتحدث عنها،،إنني لم لغيرك مطلقا انك مخطئ بلا شك فى اعتقادك هذا انك......ولكنه لم يمهلها فاستل خنجره من غمده وطعنها فى قلبها طعنة نجلاء وانتزع خنجره فى شدة فارتمت على إثر الطعنة أرضا وقالت بأنفاس لاهثة متقطعة:آه يا من تسكن روحي تطعنني بيدك تلك التي طالما لامست يدي فى عشق،تطعن قلبي الذي طالما نبض بحبك ولم يخفق لسواك قط،آه يا رب السموات.... خبرني يا من ملكت قلبي فى يمينك ثم طعنته بها بأي قلب ارتضيت أن تقتلني وأنا لا أفتأ أذكرك أكثر مما اذكر نفسي إنني اعلم ولا شك انك قد غرر بك فبالله عليك تحر الخبر فلكم أنا حزينة على أن هواي لم يكن لك الدليل الأكبر على أن كل كلمة نطقت لك بها تخرج من طيات قلبي فيا ضيعة العشق ويا ضيعة السنين. وفى تلك الأثناء اندفع رجلا يجرى مهرولا ً وهو يصرخ لا تقتلها يا رجل إنها بريئة من تلك الظنون،،، فنظر إليه فى ذهول وكأنما أفاق لتوه من نوم عميق ثم ركع على ركبتيه أمامها وراح يقول يا ويلتى ماذا فعلت؟أي إثم ارتكبت؟أي غشاوة حمقاء غلفت قلبي فصرت لا أرى ماذا افعل؟ وانحنى ليمسك بها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة وهو يقول باكيا ً سامحيني ف والله ما قتلت إلا نفسي والله ما طعنت إلا قلبي يا ............... ولم يكمل عبارته فقد لفظت أنفاسها الأخيرة وصعدت روحها إلى بارئها فصرخ صرخة ملتاعة كادت تزهق روحه ونظر إلى الخنجر الملقى أمامه فى ألم وراح ينتحب فى حسرة شديدة وندم عظيم وبعد برهة رفع رأسه وتمتم قائلا:لكـَم كنت أتمنى أن تمتزج دماءنا سويا ً ثم امسك خنجره وهوى به على قلبه ثم نزعه فى عنف وراح يجاهد شهقاته وهو يقول ها قد امتزجت دماء قلبينا يا حبيبتي ثم سقط الخنجر من يده وسقط هو إلى جوارها ودمائهما تسيل وتمتزج لتكتب قصة الغرام الخالدة التي سطرتها روحاهما فى السماء بدمائهما على الأرض.
تـمت
#على_أحمد_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|