أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - القائد الزمبي














المزيد.....

القائد الزمبي


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 20:29
المحور: قضايا ثقافية
    


في عمق التاريخ المجهول لأمريكا الجنوبية، تختبئ قصة بطولية لرجل مسلم قاد مقاومة شرسة ضد الظلم والاستعباد. إنه الزعيم زومبي، قائد الدولة الإسلامية الأولى في البرازيل، الذي أصبح رمزًا للحرية والنضال ضد الاحتلال البرتغالي.
بعد وصول الأوروبيين إلى الأمريكتين، بدأت حقبة من الاستعمار والقهر، حيث قسّمت القوى الأوروبية الأراضي الجديدة فيما بينها. استحوذت البرتغال على البرازيل، وشرعت في نهب ثرواتها بلا رحمة، غير عابئة بالسكان الأصليين الذين تعرضوا للمجازر والتشريد. ومع الحاجة المتزايدة للأيدي العاملة، لجأ البرتغاليون إلى أفريقيا الإسلامية، حيث شنت حملات اختطاف واسعة، حولت القرى المسالمة إلى مسارح للخطف والاستعباد.
في عام 1538، وصل أول فوج من المسلمين الأفارقة إلى البرازيل، مكبلين بالسلاسل، مقيدين بالظلم، ليبدأ تاريخ جديد من المعاناة والتحدي. ورغم محاولات الاستعمار طمس هويتهم الدينية والثقافية، ظل هؤلاء المسلمون متمسكين بعقيدتهم، يرددون آيات القرآن، ويحيون شعائرهم في الخفاء. وشيئًا فشيئًا، بدأ وعيهم يتشكل حول ضرورة التخلص من نير العبودية، واستعادة حريتهم المسلوبة.
وسط هذه الأجواء، ظهر القائد زومبي، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ المقاومة الإسلامية في البرازيل. نشأ زومبي في بيئة مشبعة بالإيمان والكرامة، وكان شاهدًا على الظلم والاستبداد الذي يتعرض له أبناء دينه. بفضل تعاليم الإسلام وقوة الإرادة التي نشأ عليها، قرر أن يقود شعبه في ثورة تحررية، تجمع بين الكفاح المسلح والتوعية الدينية.
لم يكن زومبي مجرد محارب، بل كان زعيمًا روحيًا وسياسيًا، أدرك أن الانتصار الحقيقي يكمن في ترسيخ القيم الإسلامية العادلة. بدأ بإعادة بناء المجتمع المسلم، مستندًا إلى المبادئ القرآنية، حيث ساعد في تنظيم صفوف المظلومين، وتعليمهم القرآن والسنة، حتى أصبحوا قوة يُحسب لها ألف حساب. وعندما حان الوقت، أعلن زومبي قيام دولة إسلامية مستقلة عام 1643، متخذًا من الحرية والعدالة أسسًا لحكمه.
أثارت هذه الخطوة غضب البرتغاليين الذين رأوا في الدولة الإسلامية تهديدًا لمصالحهم الاستعمارية. خاض زومبي وقواته معارك ضارية ضد المستعمر، فانتصروا في العديد منها، ونجحوا في توسيع رقعة دولتهم حتى شملت أجزاء واسعة من ولاية باهيا. لكن البرتغال لم تستسلم بسهولة، فبعد أكثر من خمسين عامًا من المقاومة، قرر إمبراطورها التدخل شخصيًا لإنهاء وجود هذه الدولة الفتية.

في عام 1695، شنت البحرية البرتغالية هجومًا شاملاً على معاقل المسلمين، مستخدمة أحدث أسلحتها العسكرية. كان القتال شرسًا، واستبسل المسلمون في الدفاع عن أرضهم وحريتهم، لكن القوة الغاشمة للبرتغاليين أوقعت العديد من الشهداء. سقط زومبي بعد معركة ملحمية، لكنه لم يُهزم، فقد ظل اسمه خالدًا في ذاكرة التاريخ كرمز للصمود والحرية.

لم يكن استشهاد زومبي نهاية لحلم الحرية، بل كان بداية لإرث من المقاومة استمر لأجيال. ظلت قصته تُروى عبر الزمن، لتكون شاهدًا على قدرة الإنسان على مواجهة الظلم، ولتبقى الدولة الإسلامية في البرازيل مثالًا ناصعًا على أن الإسلام كان، ولا يزال، دين الحرية والكرامة.
ورغم محاولات طمس الحقائق، ظل إرث زومبي حاضرًا في الوجدان، إذ أصبح يوم وفاته رمزًا لتحرر السود في البرازيل، حيث يُحتفل به سنويًا في 20 نوفمبر. ولا تزال آثار المسلمين الأوائل في البرازيل شاهدة على تاريخ لم يُمحَ، فالمساجد القديمة، والمخطوطات العربية، والعادات التي ورثها الأحفاد، كلها تروي قصة إيمان لم ينطفئ.
هكذا، بقيت قصة زومبي ودولته الإسلامية في البرازيل درسًا خالدًا في النضال والتحدي، لتؤكد أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الهوية الحقيقية لا تموت، بل تعيش في ضمير الأجيال مهما حاول الطغاة



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغضب
- الحب المستحيل
- الدين بين الأقارب والأصهار
- عدم التكافؤ
- ما المقصود بحسبي الله ونعم الوكيل
- وصية
- الصحة حرية
- ممارسة الرياضة برمضان
- السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك
- الحلقة 14(النميمة )
- ما قيل عن الفيلسوف حميد بركي
- المجتمع المدني
- أفعال البشر الإبليسية
- نساء فوق العادة (امرأة من مزاب )
- نساء فوق العادة (زينب الخطابي)
- نساء فوق العادة (سكينة بنت الحسين بن علي)
- مقدمة كتابي (سيرة رجال ونساء )
- نساء فوق العادة (صفية بنت ميمونةالشيبانية )
- نساء فوق العادة (حنان عشراوي)
- حميد بركي مسار فكري أدبي


المزيد.....




- ترامب يعلن عن رسوم جمركية جديدة في -يوم التحرير-.. ما تفاصيل ...
- فرنسا: تفكيك وفاق إجرامي لتصدير نصف طن من الحشيش إلى تونس
- الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على المبادرات الواقعية للتسوي ...
- زعيم عصابة إكوادورية خطيرة هارب يواجه اتهامات جنائية في الو ...
- استطلاع: ثلثا الفرنسيين يعتبرون أن ديمقراطية بلادهم تعمل بشك ...
- ترامب يعلن فرض رسوم جمركية كبيرة على الصين والهند والاتحاد ا ...
- العراق.. مواطن يفاجئ رئيس الوزراء بـ-عيدية- (فيديو)
- نتنياهو: سننشئ محورا جديدا في غزة
- شبح الجوع يهدد سكان غزة مجددا
- الوطن السورية: أهالي درعا يشتبكون مع القوات الإسرائيلية بالق ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - القائد الزمبي