منذر علي
الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 14:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
الاشتراكيون ليسوا مع الإمامة التي أرخت ظلالها الثقيلة على الحرية، ولا مع الاستعمار الذي قيد الأوطان بسلاسل الطمع، ولا مع السلاطين الذين اتخذوا العروش متكأً وتركوا شعوبهم في ظلمات الجهل والحرمان.
ليسوا مع الجَنُوب اليمني ضد الشمال، ولا مع الشمال ضد الجَنُوب، وليسوا مع الشرق اليمني ضد الغرب، ولا مع الغرب ضد الشرق. فهم لا يعترفون بخطوط التقسيم، التي رسمتها المصالح الضيقة، بل يؤمنون بوطن واحد، ينتمي كل ذرة من ترابه إلى كل قلب ينبض بحبه.
الاشتراكيون يؤمنون بالإسلام في جوهره النقي، كما أشرق بنوره الأول، لا كما شوهه الكهنة الذين حبسوا الإيمان في أقفاص الشعائر الضيقة، ولا كما زيفه السلاطين الذين جعلوا منه أداةً لاستعباد الشعوب. الاشتراكيون ليسوا مع السنة ضد الشيعة ولا مع الشيعة ضد السنة، وليسوا مع طائفة تدعي أنها الحق المطلق ضد أخرى، ولا مع قبيلة تعتقد أنها فوق الجميع.
ليسوا مع الظلم الذي يسحق الإنسان، ولا مع العنصرية التي تفرق بين بني البشر، ولا مع النَّظْرَة الدونية التي سجنت المرأة في أقبية التقاليد البالية. وليسوا مع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، أو مع تلك الهويات المزيفة التي تصنعها المصالح لتطغى على الهُوِيَّة الحقيقية للوطن.
الاشتراكيون مع سيادة الوطن ووحدته، مع يمن واحد لا تمزقه الأيادي العابثة. ليسوا مع التبعية التي تبيع القرار الوطني، ولا مع التمزق الذي يشتت الحلم الجماعي. وليسوا مع القُوَى الرجعية التي تجر عجلة التاريخ إلى الوراء، ولا مع الإمبريالية التي تنهب خيرات الشعوب، ولا مع الصهيونية التي سرقت فلسطين من أهلها.
الاشتراكيون مع الشعب اليمني العظيم، الشعب الذي أبى إلا أن يكون حرًا، ومع اليمن بكل أبعاده الجغرافية والإنسانية. الاشتراكيون مع أمتهم العربية، مع فلسطين التي تنزف في صمت العالم، ومع كل قضية عادلة تنادي بالحرية والكرامة في أقاصي الأرض وأدناها.
الاشتراكيون مع الحرية التي تفك قيود العقول، مع العدالة التي تساوي بين البشر، ومع التقدم الذي يرفع راية الإنسانية فوق كل قمة. مع كل خطوة تخطوها البشرية نحو النور، ومع كل صرخة تطالب بحقوق الإنسان في مواجهة الظلم.
أما من يزعم غير ذلك من الأعداء، فهم كاذبون، لا يملكون إلا لسانًا يقطر افتراءً. ومن يدعي ذلك من الأصدقاء، فهم منافقون، يتحدثون بلغة الحق ويضمرون الخيانة. ومن يتجرأ من الأعضاء على تشويه هذه المبادئ، فهو دخيل، التصق بجسد الحزب كما تلتصق الحشرات الضارة بغصن شجرة في زمن الانحطاط.
هؤلاء هم الاشتراكيون، منارة الفكر الحر وصوت العدالة في عالم يعج بالفوضى. فلا تصدقوا إلا ما تراه أعينكم في أفعالهم، وما تسمعه آذانكم من صدق كلماتهم.
Listen
#منذر_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟