أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - المناضل-ة - في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية















المزيد.....

في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 08:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




الافتتاحية

سرت العادة، على امتداد ستة عقود مضت على انتفاض الشبيبة في 23 مارس 1965، ورسخت على التذكير بذلك اليوم المجيد بالتركيز أساسا على أمرين:

التنديد بهمجية قمع دولة الاستعمار الجديد للشباب، ومن انضم إليهم من الشغيلة،عاملين وعاطلين، في مواجهة رصاص النظام في الدار البيضاء بخاصة.

الإشادة بكفاحية المنتفضين وتضحياتهم، وما تنم عنه من طاقة نضال كامنة، وتنامٍ في إدراك الشعب لحقيقة ثمار الاستقلال الشكلي على الصعيد السياسي وكذا الاقتصادي-الاجتماعي.

لكن ما كان طيلة هذه العقود أقلَّ حظوةً بالاهتمام، ومن ثمة أقلَّ رواجا في ما يُسرد عن 23 مارس، إنما هو الإشكالية العظمى التي طرحتها انتفاضة 23 مارس 1965، إشكالية المنظمة الثورية التي لا غنى لظفر كفاح الشعب المقهور عنها.

فقد كان من دلالات انفجار 23 مارس 1965 قصور القوى اليسارية، المنتسبة إلى قضية التحرر من القهر السياسي والتفاوت الطبقي، عن مهمة قيادة النضال إلى الظفر. ومن ثمة تبدد الكمون النضالي الشبيبي والعمالي على السواء. فمن جهة، كان الحزب الشيوعي المغربي، فضلا عن إضعافه بالمنع، مُعاقا بمنظور مراحلي إصلاحي بالغ العمق، وضَعه في أقصى يمين معسكر اليسار. ومن ناحية أخرى، اتضح قصور اليسار الشعبوي، بقيادة بن بركة والبصري وبوعبيد، عن تجسيد أداة النضال التحرري المطلوبة، متأرجحا بين ميول إلى توافق مع الملكية وأخرى إلى اعتماد أسلوب العمل المسلح النخبوي بشكله الموروث عن مقاومة المستعمر.

وكان أن تغذى إدراك الحاجة إلى بديل سياسي ثوري بتجارب وحركات اشتراكية ثورية عبر العالم، ولَّدت موجة تجذر أجنحة من حركة التحرر القومي بالمنطقة. أفضى هذا إلى ظهور منظمات ماركسية-لينينية داخل اليسار المغربي بشقيه الشعبوي والستاليني. في 1970 تأسست منظمة 23 مارس الثورية متأثرة بوجه خاص باليسار الفلسطيني، في صيغة مغربية مخفَّفة من الماوية.

انهالت على المنظمة الثورية الفتية جائحة قمع، في منشئها الشبيبي، الحركة التلاميذية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب. إذ كانت الحركة العمالية، النقابية أساسا، تحت تحكم بيروقراطية حظيت برعاية الملكية فور الاستقلال الشكلي، مُجِدَّة ومُكِّدَّة في إبعاد نضال شغلية المغرب عن أي تسيُّس ثوري. حالت الخلافات بين قوى اليسار الثوري المنتسب الى الماركسية، لا سيما بصدد مسألة الصحراء، دون توحيدها. كما تعمقت الخلافات بشأن آفاق العمل في ضوء دروس التجربة. فاتخذ معظم منظمة 23 مارس الثورية وجهة إصلاحية، قربته أكثر فأكثر من خط الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (ما دُعي “خط النضال الديمقراطي”)، بينما جنح معظم منظمة إلى الأمام جنوحا يسارويا جليا.

لم تُنه منظمة 23 مارس عقدها الأول حتى اكتمل تحول معظمها تحولا إصلاحيا، مُتوَّجا بميلاد منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، شقيقا أصغر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،بخطاب وإرثٍ للمؤثرات الفكرية الأولى، لاسيما الفكر القومي العربي. ولا غرابة أن ينتهي المشوار بجل كوادر التأسيس إلى حظيرة الاتحاد الاشتراكي.ق.ش في صيغته المنحطة الراهنة. وكانت صفحة منظمة 23 مارس الثورية قد طويت نهائيا بانضمام معارضي المنحى الإصلاحي إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بالمآل المعروف لهذا الحزب ذاته.

كانت منظمة 23 مارس الثورية إحدى إجابات الشباب المتجذر ماركسيا على الحاجة إلى أداة الثورة الاشتراكية، في سياق عالمي حيث كان بديهيا أن هكذا ثورة إنما هي الحل الجوهري لمشكلات المغرب: الاستبداد السياسي و الاستغلال الرأسمالي في ظل تبعية.

لم تُحقَّق غايةُ تأسيس منظمة 23 مارس، وهوى معظم كادرها المؤسس من قمم ماركسية إلى حضيض إيديولوجيا التوافق مع الاستبداد سبيلا إلى الديمقراطية. بيد أن الحاجة إلى المنظمة العمالية الماركسية، القائدة لكافة المقهورين- ات إنما تأكدت، وتنامت ملحاحيتها.

تعززت تجربة شغيلة المغرب ومجمل مضطهديه بكفاحات عمالية وشعبية متنوعة، بما شهدت الحركة النقابية العمالية من ديناميات، صاعدة وأخرى هابطة، وبظهور حركات نضال جديدة، أهمها حركة الشباب المعطل، وتأثيرها المحفز على مجمل ساحة النضال الشعبي، المفضي إلى ظهور حراكات شعبية بمختلف مناطق المغرب، بلغت ذروةً في حراك الريف/جرادة.

لكن ما كان يبدو بديهيا في السياق الثوري العالمي لسنوات 1960-70، بات اليوم معدوما في الأفق: الثورة الاشتراكية كحل جوهري لمعضلات المغرب. فقد انتهت أزمة الستالينية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته، وغاب الأفق الاشتراكي على صعيد عالمي. حفز هذا طبعا التحولَ الإصلاحي لقسم كبير جدا من اليسار الثوري، وحصر حركة النضال العمالي والشعبي في ضيْق الآنية وغياب البديل.

واستفحلت مشكلات البشرية المقهورة بمفاقمة الرأسمالية لتدمير البيئة، وتنامي النزوع الفاشي الجديد، وصنوف أخرى من الرجعية عبر العالم، واحتداد النزوع الحربوي وسباق التسلح، بنحو بات يهدد استمرار الحياة على كوكبنا.

أمور كلها إنما تؤكد، أيما تأكيد، الحاجة الى ما رامه الشباب المؤسس لمنظمة 23 مارس الثورية، أي حزب الثورة الاشتراكية، المطابق للظرف العالمي والمحلي، المستقوي بدروس الحركة العمالية العالمية وحركة التحرر الوطني، بنجاحاتها، وبخاصة إخفاقاتها.

اليوم وقد بات معظم مؤسسي منظمة 23 مارس يتنكرون لهويتها الثورية الأولى، تنكرا تاما تجلى في المقدمات التي وضعها لمصنفات جريدة 23 مارس،الصادرة في 2015-2016، ستةٌ من قادتها التاريخيين، وكذا في كتاب رمزها التاريخي، “هكذا تكلم محمد بنسعيد” (2018)؛ يظل تراثها الثوري ملكا لطلائع النضال العمالي والشعبي تستنير به؛ وفي القلب منه، فكرته الجوهرية، خلاصة انتصار الحزب البلشفي في مطلع القرن الماضي، وما أطلق من سيرورات ثورية عبر العالم: الحاجة إلى المنظمة الاشتراكية الثورية، محليا وأمميا، لإنهاء سيطرة رأس المال، وفتح سبل البناء الاشتراكي.

كانت منظمة 23 مارس الثورية شبيبية بامتياز، والى الشبيبة، العمالية والطلابية، يتعين التوجه اليوم بالمنظور الاشتراكي الإيكولوجي الثوري، لبناء منظمة الثورة الاشتراكية المغربية، وفي الآن ذاته الإسهام في بناء المنظمة الأممية المطابقة. إنها المهمة التاريخية التي نذرت لها جريدة المناضل-ة جهودها طيلة عقدين، وفاء لمنظمة 23 مارس الثورية، ولجهود كافة مناضلي- ات المغرب الذين رفعوا عالية راية الثورة، بانفتاح وروح رفاقية.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعتمل تحت سطح الحياة السياسية؟
- حَراك 20 فبراير 2011: نضال ومطالب النساء، والحركة النسائية
- بيان 8 مارس 2025: هدفنا تنظيم مقاومات النساء بوجه تعدد أوجه ...
- واقعة «المؤتمر الثالث عشر» للاتحاد المغربي للشغل: أية عبرة؟
- في ذكرى 20 فبراير: بناء حزب العمال الاشتراكي ضرورة آنية
- عوامل نجاح النظام في التحكم بوضع بالغ التوتر
- منع الإضراب العمالي إحكام للاستبداد السياسي
- ملاحظات واستنتاجات بصدد فاتح مايو 2024
- الكفاح العمالي، ومعه الشعبي، بحاجة إلى حزب عمال اشتراكي
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- المغرب: في فجيج نساء يناضلن من أجل الصالح العام
- من أجل استعادة 8 مارس النضالي
- 8 مارس؛ يوم نضال النساء العالمي من أجل تحررهن الشامل نحو نضا ...
- حاجة الحركة النقابية المغربية إلى إعادة بناء ديمقراطية ونضال ...
- توقف الحركة الإضرابية بالتعليم فرصة لتحديد الآفاق
- حراك شغيلة التعليم: ظواهرٌ سلبية على صعيد حرية التعبير والدي ...
- النساء في حراك التعليم: مشاركة واسعة تتحدى قيود مجتمع رأسمال ...
- حراكنا في منعطف: ما العمل؟
- حراك شغيلة التعليم: الوحدة والديمقراطية
- حراك التعليم الجاري بمنظار كفاحي ديمقراطي: مقابلة مع الرفيق ...


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - المناضل-ة - في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية