|
عبد الله الحريف الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي ..لابد لكل الغيورين أن يتدخلوا لإيجاد حل للنزاع حول الصحراء
أسبوعية المشعل المغربية
الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 12:14
المحور:
مقابلات و حوارات
بشكل مفاجئ، وأمام حالة الانتظار وترقب الإعلان عن الصيغة النهائية لمشروع الحكم الذاتي، توجه حزب النهج الديمقراطي برسالة مفتوحة إلى الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو مناشدا الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حل للنزاع حول قضية الصحراء؛ حول أسباب هذه المبادرة وعلاقة حزب النهج بجبهة البوليساريو، حاورت "المشعل" عبد الله الحريف الكاتب العام للنهج الديمقراطي، الذي أكد على أن مافيات مخزنية وعسكرية معنية هي المستفيد الوحيد من استمرار هذا النزاع، وأن مصلحة ومستقبل شعوب المغرب العربي تقتضي العمل الفوري لأجل حل هذه القضية. +++++++++++++++++++++ - هناك مجهودات دولية للوساطة ولحل النزاع في الصحراء، والكل في المغرب يأمل في حل هذه القضية، لماذا يتقدم حزب النهج بالضبط بمبادرة الوساطة؟ + أولا، هذه ليست مبادرة وساطة، هذه مناشدة ومحاولة للاستفادة من الاحترام الذي نحظى به داخل الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو وكذا داخل الشعب المغربي، لأجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي يخلق مجموعة مشاكل أخرى ويعرقل ما هو أساسي، والذي هو بناء اتحاد شعوب المغرب الكبير. ثانيا: لقد طال هذا النزاع لمدة تفوق ثلاثة عقود، وأدى ويؤدي إلى هدر طاقات وإمكانات هائلة وإلى سباق للتسلح قد تكون له أوخم العواقب على المنطقة، ولابد لكل الغيورين على مصالح شعوب المنطقة في كل بلدان المغرب الكبير أن يتدخلوا لإيجاد حل عادل لهذا النزاع. - هل لكم علاقة أو أي نوع من التواصل مع جبهة البوليساريو؟ + قد تقع اتصالات في بعض المناسبات وهناك تواصل بشكل غير مباشر عبر تبليغ آرائنا ومواقفنا، سنقبل على إقامة علاقات منظمة لأجل الدفع بهذه المبادرة، نظرا للتعامل الإيجابي معها من طرف جبهة البوليساريو. - هل تحملون أي اقتراح عملي تعتقدون على أنه قادر على إقناع الطرفين؟ + الاقتراح الأساسي هو أننا نعتقد أن كل طرف لابد ألا يدخل في مبادرة أحادية الجانب، وبالتالي نعتقد أن المفاوضات هي الأسلوب الأنجع، فإن توفرت للطرفين الرغبة في أن نلعب أي دور بهذا الخصوص، يمكن أن ندرس كل الإمكانيات لتسهيل عملية التفاوض، والتي يبقى للطرفين طبعا، التقرير بشأنها وتحمل مسؤولياتهما بشأن خلاصتها. - كثيرا ما تم الحديث عن ضرورة أن تكون المفاوضات بين المغرب والجزائر حول هذا النزاع، هل تعتزمون إشراك الجزائر في هذا الموضوع؟ + بشكل عام، الطرفان الأساسيان هما المغرب والبوليساريو، فالمطروح أنه من الضروري لهذين الطرفين أن يجلسا إلى طاولة المفاوضات، وعليهما أن يستحضرا مصلحة المنطقة كاملة، ومصالح مختلف الشعوب في المنطقة، لكن في إطار عدم فرض هيمنة أي طرف على الآخر، وكذلك في إطار البحث عن حل ديمقراطي، ونحن نعتقد أن مسألة الصحراء إن تم حلها بشكل إيجابي يمكن أن تعطي دفعة أيضا للديمقراطية في المغرب ومختلف بلدان المنطقة، لأنها ستلعب دورا في عزل المافيات المخزنية والعسكرية أو غيرها، والتي تستفيد من استمرار النزاع عن طريق الاتجار أو السمسرة في التسلح، وفي الميزانيات الضخمة التي توجه للجيوش، ومن أشكال أخرى كثيرة للاتجار والسمسرة. إذن حل هذا النزاع لن يكون إلا لصالح شعوب المنطقة، وكذا إضعاف هذه المافيات وإضعاف القوى اللا ديمقراطية واللا وحدوية في هذه المنطقة، وبالتالي سيساهم في بناء مغرب الشعوب، الذي هو رهان أساسي ولا مفر منه إذا أردنا أن يكون لهذه المنطقة وشعوبها مستقبل، وأن يكون لها صوت في القرن الواحد وعشرين. - يلاحظ من خلال خطابكم وكأنكم منحازون لجبهة البوليساريو، فكيف تعتقدون أن المغرب قد يستجيب لندائكم؟ + أعتقد أن هذا غير صحيح، نحن مع الشرعية الدولية ومع تطبيق مقررات الأمم المتحدة فيما يخص هذه القضية، ليس نحن من وضع هذه المقررات، بقدر ما أن المنتظم الدولي هو من قام بذلك، فنحن نطالب فقط بأن يتم تطبيق مقررات الشرعية الدولية وكل ما اتفقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنتظم الدولي، ولا أعتقد أن في هذا انحيازا لهذا الطرف أو ذاك، إنما هناك انحياز للحق والعدل. - لكن المغرب لم يرفض مقررات الشرعية الدولية، بقدر ما أن تطبيق هذه المقررات لم يتحقق لأسباب لا يمكن أن نقول إن المغرب وحده مسؤول عنها؟ + أعتقد أن ما نطرحه الآن، وأعني التفاوض المباشر بين الطرفين على تجاوز هذه المسألة، وإذا كان هناك استعداد وصبر كبير لسماع كل طرف للطرف الآخر، بكل نزاهة وبكل جرأة، نعتقد أن كل طرف سيجد في ذلك مصلحة، وفي هذا الإطار يمكن تصريف نتائج المفاوضات وتكييفها مع الشرعية الدولية، إذن التفاوض ضروري، على أن يكون تفاوضا جديا يتطرق للمسائل الجوهرية، ويعطي ضمانات لأجل التزام الطرفين بالحل المتوصل إليه، فإذا توفرت هذه الإرادة أظن أنه يسهل على المنتظم الدولي أن يتدخل لإضفاء الشرعية الدولية على الاتفاق المتوصل إليه. - تقدم المغرب باقتراح للحكم الذاتي، ألم يكن بإمكانكم انتظار الصيغة النهائية لهذا المشروع؟ أم أنكم تعتبرون أن هذا الاقتراح لن يكون دو جدوى؟ + إننا لا نعتقد أن الحلول الأحادية الجانب ستمكن من حل المشكل، بل إنها قد تعقده، إضافة إلى ذلك يجب أن نتساءل لماذا، رغم طرح النظام لمسألة الحكم الذاتي منذ أزيد من عشرين سنة، حينما طرح الحسن الثاني نموذج اللأندرز الألماني في أحد كلماته، لم يستطع بلورة أي مقترح ملموس، وأظن أن السبب هو أن النظام المخزني اللاديمقراطي غير قادر حتى على القبول بحكم ذاتي حقيقي يوفر سلطات واسعة في الصحراء. - هل توصلتم بأجوبة من الطرفين بخصوص مبادرتكم؟ + توصلنا بجواب إيجابي من جبهة البوليساريو التي تعاملت بإيجابية مع مبادرتنا وتدرسها باهتمام وجدية، أما الحكومة المغربية، فلم نتوصل منها لحد الآن بأي جواب، أملنا أن يتدخل كل الشرفاء وكل الديمقراطيين الحقيقيين وكل الغيورين على وحدة شعوب المغرب الكبير، لكي يجد هذا المشكل حلا عادلا في أقرب وقت ممكن، نعتقد أن كل هذه القوى تلتزم الصمت والانتظارية في هذه المسألة التي تشكل عرقلة خطيرة أمام بناء مغرب الشعوب، وأومن أن قضية الديمقراطية في بلدان المغرب الكبير وقضية حل نزاع الصحراء وقضية بناء مغرب الشعوب قضايا مرتبطة ومتداخلة بشكل كبير. - ألا تخافون من أن يسبب لكم هذا الموقف أية عزلة سياسية أو شعبية داخل المغرب؟ + إننا لسنا معزولين عن الشعب لأننا دائما بجانبه وفي مقدمة نضالاته، فمناضلونا متواجدون في النقابات، حيث يدافعون عن مصالح الطبقة العاملة والشغيلة بشكل عام، وهم متواجدون في مختلف واجهات النضال الحقوقي وفي حركة المعطلين، وخاصة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، ومتواجدون في تنسيقيات موجة الغلاء، ومختلف لجن دعم مقاومة الشعبين الفلسطيني والعراقي وفي الحركة الأمازيغية والنسائية وغيرها. إننا متواجدون في تجمع اليسار الديمقراطي بجانب ثلاثة مكونات أخرى، وأعتقد أن الشوفينية قد تراجعت بشكل كبير وسط الشعب المغربي.. كما أن موقفنا الذي تبنته "إلى الأمام" والحركة الماركيسية – اللينينية المغربية في 1974، والداعي إلى احترام تقرير المصير في الصحراء، قبلته الدولة المغربية رسميا في نيروبي سنة 1981 ويحظى بمساندة المنتظم الدولي والأمم المتحدة. - ما هي الخطوات المستقبلية لإنجاح مبادرتكم؟ + الخطوات المقبلة تتوقف على رد الطرفين، لكننا سنستمر في النضال من أجل حل سريع لهذا النزاع الذي أثقل كاهل شعبنا وعرقل الصراع الطبقي في بلادنا وعرقل مسيرة شعبنا نحو الديمقراطية ونسف إمكانيات توحيد بلدان المغرب الكبير.
#أسبوعية_المشعل_المغربية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة التكريمات بالمغرب
-
هل تاريخنا يعيد نفسه؟
-
سنة، بعد نصف قرن من الاستقلال
-
حوار مع ندية ياسين نجلة المرشد العام لجماعة العدل والإحسان
-
متى يعلن الملك الحرب على فساد جنرالات الجيش؟
-
الحركة من أجل ثلث المقاعد المنتخبة للنساء.. في أفق المناصفة
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|