أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تقي الوزان - جيب الصاية الأمريكي














المزيد.....

جيب الصاية الأمريكي


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نشر موقع "الناس" يوم 16 /1/ 2007 ونقلا عن عدة مصادر خبرا جاء فيه : يقول الامريكان أنهم وجدوا وثائق مع الخمسة الايرانيين الذين احتجزوهم في اربيل تؤكد اصدار توجيه ايراني الى الفصائل الشيعية في العراق , وخاصة " التيار الصدري " بعدم المواجهة مع قوات الاحتلال حتى لو حدثت خسائر . وتحريض المناطق الغربية " السنية " للتصادم مع هذه القوات , وبعد انتهاء الفترة الزمنية للخطة الامنية الجديدة يمكن التحرك للسيطرة على بغداد .
هذا الاكتشاف " الخطير " الذي يقول به الامريكان يعرفه كل عراقي يعيش يومياً جحيم بغداد وديالى والرمادي وباقي المناطق الساخنة . فالنظام الايراني وفصائله من العراقيين ليسوا في عجلة من الصدام مع القوات الامريكية , وهي تتبع ارتفاع درجات المواجهة بين النظام الايراني والغرب حول المشروع النووي الايراني والتكتيكات المرتبطة به .
ومن جهة اخرى, وفي خضم الاحداث المتسارعة ودمويتها , نسى البعض ان زيادة وتيرة الصراع الطائفي ليس بمعزل عن الرغبة الامريكية , واعادة تأهيل البعث بأسم " السنة " لمعادلة كتلة الاحزاب الشيعية الموالي قسم منها بشكل واضح للنظام الايراني , جرد العراقيين من توحدهم في مشروعهم الوطني . لقد ترك الامريكان الباب مفتوحاً لتنامي القاعدة والسنة التكفيريين , وعصابات البعث , والمليشيات الشيعية , وعصابات الجريمة المنظمة وغير المنظمة , والسرقات , والفساد الاداري , وافساد الذمم , واغراق العراقيين في دوامة المشاكل والازمات اليومية التي اصبحت ثانوية بعد الانحدار الامني الدموي الرهيب .
ان الخطة الامنية الجديدة لايعّول عليها أكثر من اعادة السيطرة على توجيه العنف , بعد ان اخذ مديات كبيرة تكاد ان تؤثر على التوجهات الامريكية العامة , ومشروعها الداعي لتجديد انظمة المنطقة وفق متطلبات عصر العولمة الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية . ولو ارادت الادارة الامريكية ان يتم القضاء بشكل جاد على كل المنظمات والمليشيات والمظاهر السلبية والدموية , لما تطلب ذلك منها الا اشهر معدودة .
يقول العراقيون : وضعه في " جيب الصاية " . و"جيب الصاية" هو اعمق جيب في ملابس الانسان , ويحمي الشئ الذي يوضع فيه من الضياع اثناء القفزات او العثرات وحتى عندما ينطرح هذا الانسان . ويبدأ هذا الجيب من " المحزم " حتى الركبة . اما " جيب الصاية " الامريكي والذي حشر فيه العراق والعراقيون يتجاوز الركبة بعمقه ويصل الى القدم , واستمرار وحدة العراق ارتبط بإستمرار الوجود الامريكي الحالي . وصراع القوى الديمقراطية واليسارية في مشروعهم الوطني هو في كيفية اخراج العراق والعراقيين من " جيب الصاية " الامريكي ووضعه في اي جيب آخر كمرحلة اولى يتمكن فيها من صياغة الاسس والقوانين التي تحفظ حقوق العراقيين وتحقق امنهم .
ان استمرار بؤر التوتر الطائفي , وعدم معالجتها جذرياً , وانشغال العراقيين واغلب قياداتهم السياسية بها , وعلى ان تبقى تحت السيطرة , هي الضمانة لاستمرار حاجة العراق الماسة للوجود الامريكي المكثف , واستمرار تموضعه في " جيب الصاية " الامريكي . وهذا لايحد من تحقيق بعض الخطوات الجادة التي تؤدي الى تخفيض وتائر العنف , وتجعل من ادارته اسهل . مثل الالتفات الى ضرورة معالجة مشكلة الجوع والبطالة التي تفتك بالعراقيين , وتعيين منسق مع قيادة الخطة الامنية لتدوير العجلة الاقتصادية , ودفع المانحين لتكوين الثقة بآليات صرف المنح .
ان التعويل على الخطة الامنية الامريكية في انهاء مشاكل العراق , وفي مقدمتها المشكلة الامنية , هو السراب الذي سيطيل امد الازمة . وما لم يمتلك العراقيون زمام امورهم في مشروعهم الوطني , وبعيداً عن المحاصصة الطائفية والقومية , لن يتعافى العراق مرةً أخرى .
يعتقد الكثيرون ان الخطة الامنية الجديدة , وما اثير حولها من ضجة اعلامية كبيرة , وما يعّول عليها بما ستنجزه على ارض الواقع . ماهي الا زوابع وقنابل دخانية تصب في خانة التظليل لما يجري التخطيط له من مواجهة حاسمة مع النظام الايراني .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبل الأحتلال
- تناقض الدروب
- مشاريع في طريق التنفيذ
- بين الفيدرالية والتصويت في البرلمان
- بين الفيدرالية والحكومة المركزية
- باب البعث الدوّار
- حكومة المالكي والمشروع الوطني
- للتذكير فقط
- تجريف كردية الفيدرالية
- التراقب القلق
- المشروعان والأفق المفتوح
- على ذات الخطى
- النفط وتداخل مقومات الأزمة
- الطريق الاسلم رغم مرارته
- ألنفط وتداخل مقومات الأزمة
- -اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة
- بين الأ نحراف والتسلط الأمريكي
- الخطأ المقصود
- في ظل المأساة
- رهانات خاسرة


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تقي الوزان - جيب الصاية الأمريكي