زينة ركين
الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 16:07
المحور:
قضايا ثقافية
تخيل أنك أمام ورقة بيضاء، قلمك في يدك، وخطوط أفكارك تتراقص بلا ترتيب... تبدأ بكتابة شيء ما، لكنه يبدو غير مكتمل... تحذف، تُعيد الصياغة، تمزّق الورقة، ثم تبدأ من جديد... هذه ليست مجرد عملية كتابة، بل هي الحياة ذاتها!
لماذا نعيش وكأننا محاصرون داخل سطور ثابتة؟ لماذا نخشى أن نُغيّر الإتجاه، أن نمحو جملة، أن نُعيد كتابة فصل؟
الحياة ليست رواية مختومة، بل مسودة قابلة للتعديل، وإعادة التعديل، وتمزيق الأوراق التي لا تناسبنا.
الأخطاء ليست سقطة نهائية، بل هي مسودات أولى لما هو أفضل. الكاتب الحقيقي لا يخشى الفشل، بل يعانقه لأنه يعلم أن كل سطر سيئ يقوده إلى سطر أعظم، فلماذا نخشى اتخاذ قرارات خاطئة؟ لماذا نخشى التجربة؟
الحياة تشبه النص الخام، قد تكتب شيئًا اليوم وتدرك لاحقًا أنه يحتاج إلى تعديل، بدلًا من أن تتردد في الكتابة، اكتب! امضِ في الحياة بخطواتٍ جريئة، لأنك قادر دائمًا على إعادة التحرير.
كم مرة تمسّكنا بأشياء لم تعد تناسبنا؟
كم مرة خفنا من التغيير لأننا ظننا أن الصفحة كُتبت بالحبر الدائم؟ لكن الحقيقة أن الحياة تُكتب بقلم رصاص، وكل شيء قابل للتعديل!
الشجاعة ليست في التمسك بما لا ينتمي إلينا، بل في الجرأة على تمزيق الصفحة والبدء من جديد، عندما تشعر أن مسارك لا يعكس حقيقتك، لا تتردد في إعادة كتابته وفقًا لقواعدك أنت.
إعادة النظر في قراراتنا لا تعني أننا غير واثقين بأنفسنا، بل تعني أننا نمنح أنفسنا حرية التغيير، فمن الطبيعي أن تتغير أفكارنا وأهدافنا مع مرور الوقت، ومن الحكمة أن نتكيف معها بدلًا من التشبث بماضٍ لم يعد يشبهنا.
لا تظن أن الثبات على طريق واحد هو دليل على النجاح، النجاح الحقيقي هو أن تعرف متى يجب أن تغيّر، أن تحذف، أن تضيف، أن تخلق حبكة جديدة لحياتك تجعلها أكثر انسجامًا مع ذاتك.
أكتب مسودتك الأولى بشجاعة، ثم راجعها، امحُ ما يجب محوه، وأضف ما تحتاجه ليصبح النص أكثر إشراقًا، والأهم من ذلك: لا تخشَ أبدًا أن تبدأ من جديد، امسك قلمك وابدأ الآن!
#زينة_ركين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟