أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامح عوده - اغتيال الذاكره














المزيد.....

اغتيال الذاكره


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كيف علينا أن نستمر هكذا ؟
ونحن وطن شاسع الامتداد أبوابه مشرّعة لمهب الريح ، أدمته الجراح ، فسال منها الدم الذي لا يمكن للذاكرة مهما تلبدت بالمفردات الحزينة ومهما كثرت أن تختزله او تنساه .
في حالتنا : وطننا مفتوح على كل الاحتمالات ، الاستعمار الجديد او التقسيم وعلى الصدفة أحيانا ، ولا ندري ماذا يخبئ لنا القدر غداً ، لذلك من الضروري أن نكون جادين في أن نخطوا خطوات ثابتة واضحة المعالم نحو الهدف المنشود لا نزيغ عنه قيد أنمله بحنكة وذكاء .
ماذا نريد ؟
ومن نحن ؟
أسئلة مفتوحة لا نجد لها إجابات على الأقل في الوقت الحالي ، فعلى ما يبدو أن ذاكرتنا قد فقدت الكثير من لياقتها ورونقها الذي كان في يوم من الأيام ساحراً ، فبدأت تمر السنون والأيام الخالدة عبر شريطها وكأنها طيف خيال بعيد المنال ، او أضغاث أحلام ، تمر بنا أحداث عظام ومنعطفات تاريخية شكلت انعطافا في حياتنا وفي واقعنا لا نلقِ لها بالا .
لا ادري ما هو السبب أو الأسباب ؟
فهل السبب عيب فينا أم عيب في الذاكرة ، التي أصبحت هرمة فأكل عليها الدهر وشرب ، او أنها لا تستوعب أجندتنا العظيمة !!!! عبر صفحاتها ، أم نحن لا نريد لها أن تستعيد شريط الأحداث ، فتذكرنا بعجزنا وضعفنا .
لقد كانت يوما من الأيام مشرقه كنا فرحين بها وكانت فرحة بنا ،وأمام محاولات شطب تاريخنا المشرق وإلغاء مستقبلنا وقفت ذاكرتنا بعنفوان مثل جبل شامخ في وجه لصوص التاريخ وقطاع الطرق المارقين عبر تاريخنا ، وأما الآن وبعد ما حل بنا في زمن اغتيالنا ونفينا ، فلم نقف مدافعين عنها بل حتى قد نكون مساهمين في اغتيالها .
لكن الى متى سنبقى نغتال ذاكرتنا بأنفسنا وندفن صفحاتنا تحت التراب ؟
تمر بنا الذكريات والأحداث المشرقة والمحزنة في التاريخ ولم نلق لها بالا أو أننا نحاول اغتيالها او شطبها من الذاكرة ، ربما بسب الخوف ، أو لأي سبب آخر لن يكون مقبولا مهما كان على الأقل بالنسبة لي .
بالأمس كانت ذكرى صبرا وشاتيلا المؤلمة ومر الحدث وكأنه يوم عابر في تاريخنا ، يوم اكتسى بالدم فتناسينا سكين الجزار الذي ما زال جاثما على أعناقنا يسوقنا على المذبح كما الخراف ، ماذا فعلنا لصبرا وشاتيلا ؟ هل تذكرناها كما يجب أن نكون أوفياء لدماء الشهداء ؟
وقبل أيام مضت مرت ذكرى انتفاضة الأقصى كيوم عادي في تاريخنا وكأنه لم يكن ، وكان شارون لم يدنس باحات المسجد الأقصى ، وكان الدماء لم تسل في ذلك اليوم .
لكن ما أثارني وجعلني افقد صوابي وتتلاطم الأفكار في راسي كالأمواج العاتية مرور ذكرى تشرين المجيدة المشرقة في تاريخ امتنا ، ذكرى كتبت بدماء الرجال ... الرجال ... مرت هي الأخرى وكأنها ذكرى عابرة كباقي الذكريات التي نطويها دائما طي السجل .
تاريخنا حافل بالمحزن والمبكي من الأحداث ، لكنني أرى أننا نحاول اجتياز تلك الأحداث متعمدين وكأنها لا تعنينا ، كنت أتوقع كثيرا من الأقلام التي اعرفها شريفه طاهرة أن تكتب قصائد وخواطر بمداد الدم ، كما توقعت من إعلامنا العربي أن يكون أكثر جرأه وموضوعية في التعامل مع هذه الأحداث .
كم أنا خائف على هذه الذاكرة أن تُغتال أكثر فأكثر فننسى يوم ميلادنا ، وننسى أحداث هامة في حياتنا ، بالأمس القريب كنا نرقص ونغني لها فرحا ...
أخاف عليك أيتها الذاكرة في العام القادم أن يأتي 12 تموز .. يوم صمد الرجال في ساحة الوغى يوم كتبوا أسطورة النصر المبين ببنادقهم ودمائهم الزكية ،النصر الذي غاب طويلا عنا ، يوم داسوا تحت أقدامهم الطاهرة أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، أخاف أن يمر هذا اليوم وكأنه يوم عابر في تاريخ شعب عابر ، فنغتال نحن والذاكرة .
اعذروا هذه الذاكرة المهترئة أيها الشهداء إن نسيتكم يوما ما .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة شتاء مجنونة
- الدكتور !!!
- لعن الله الفتنة !!
- نقطة ضوء ....... أمريكيا والإرهاب
- كل عام والوطن بالف خير
- عندما يكون من الموت فلسفة
- حرب المهزومين


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامح عوده - اغتيال الذاكره