أيمن غالى
الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 03:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ناس كتير مش فاهمة إن قبطي بمعني مصري، وإنه تعبير مالهوش علاقة بالمسيحية، وعندنا قبطي يهودي وقبطي مسيحي وقبطي مسلم وقبطي بهائي ولا ديني وملحد وهكذا ..
القبطية دي قومية تخص مصر وهويتها ..
ومهما إختلفت ديانات أقباط مصر ومعتقداتهم؛ سنجد أن مفردات هُويتهم واحدة من عادات وتقاليد وغيرها ..
ومن عادات المصريين الأقباط من آلاف السنين؛ الإحتفال بأعياد الربيع (شم النسيم) فى الإعتدال الربيعى، وبداية من إنتشار المسيحية بمصر وإقرار الأصوام المسيحية؛ وُجد حلول عيد شم النسيم وسط الصوم الكبير المسيحى والذى لا يحل فيه أكل البيض والأسماك المحفوظة (الفسيخ*) حسب طقس الصوم المسيحى, وبالتالى وللإحتفاظ بالعيد المصرى العريق؛ تم ترحيل الإحتفال بعيد شم النسيم لليوم التالى لعيد القيامة المسيحي ..
يعني الأقباط المسيحيين؛ أجلوا الإحتفال بشم النسيم لبعد الصوم الكبير وعيد القيامة (وما زال إلى اليوم)؛ لإن ميعاده الطبيعي كان في وسط الصيام الكبير والذى لا يحل فيه تناول الأسماك المحفوظة والبيض ..
نيجي بقي للأقباط المسلمين ..
سنجد أن كل أقباط مصر من المسلمين, وعادة تناول الفسيخ والملوحة* والأسماك المحفوظة في أول أيام عيد الفطر؛ بنفس فكرة الأقباط المسيحيين الذين قاموا بترحيل ميعاد الإحتفال بشم النسيم لبعد الصوم الكبير، والأقباط المسلمين رحلوا إحتفالات شم النسيم لبعد صوم رمضان ..
هنا بقي سنلاحظ أن الأقباط المسيحيين؛ بيحتفلوا بشم النسيم مرة واحدة تاني يوم عيد القيامة، والأقباط المسلمين بيحتفلوا به مرتين في السنة؛ واحدة مع مصر كلها، والتانية في أول يوم عيد الفطر
يعنى تأجيل الإحتفال بعيد شم النسيم للمسلمين الأقباط كان بسبب توافق موعد العيد - حسب الترتيب المسيحى - فى وسط شهر رمضان والذى يصعب فيه تناول الأسماك المملحة على الإفطار وصعوبة الصوم فى نهار اليوم التالى, وبالتالى تم تأجيل الإحتفال بعيد شم النسيم لليوم التالى لشهر رمضان وأول يوم عيد الفطر, ومع تكرار توافق عيد شم النسيم وشهر رمضان كما حدث بالعام الماضى (2024)؛ جرت العادة بالإحتفال بشم النسيم فى اليوم التالى لشهر رمضان بأكل الفسيخ فى أول أيام عيد الفطر ولتصبح عادة لا تجدها إلا وسط مسلمى مصر
*الفسيخ والملوحة: أكلة تراثية مصرية تعود إلى أجدادنا المصريين القدماء وطريقة حفظ للأسماك بالملح
#أيمن_غالى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟