أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسن ابراهيمي - تأصيل الزعامة و أهم وظائفها عبر التاريخ العربي .















المزيد.....

تأصيل الزعامة و أهم وظائفها عبر التاريخ العربي .


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 22:40
المحور: قضايا ثقافية
    


شهد التاريخ منذ ظهور الإنسان على وجه البسيطة عدة ظواهر اجتماعية، هذه الأخيرة منها ما ومرتبط ببيئة مجموعات بشرية تمكنت من أن تنتظم ضمن مجموعات للدفاع عن مصالحها ، ومنها ما تسرب من بيئات أجنبية ، فاحتضنتها بيئات أخرى بفعل عدة عوامل منها الهجرة ، وغيرها ، في نفس الاطار تجدر الإشارة الى كون البعض من هذه الظواهر تمكن من الصمود بفعل عوامل أخرى فتناقلته مجموعات بشرية لأسباب متعددة منها توظيفها لخدمة مصالح مادية، او رمزية ، ومنها ما تعرض للانقراض بفعل التطور التاريخي لهذه المجموعات نفسها ، وعدم قدرتها على تقديم إجابات لأسئلة جديدة ، بعيدة كل البعد عن بيئتها، والاسئلة التي طرحتها .
ومهما يكن من أمر فبالرجوع للتاريخ البشري يتضح ان هذه المجموعات انتظمت ضمن إطار مجموعات بشرية تطورت بفعل التطور التاريخي لها ، نذكر منها العشيرة ، القبيلة ، والأسرة على أن هذه المجموعات أدت وظائف مختلفة تطورت أيضا بفعل التطور التاريخي لها ، هذه الوظائف ظلت تؤدى بفعل ارتباطها بهذه المجموعات ، وهذه الظواهر فسها . ومن بين الظواهر التي نود مقاربتها بشكل مختصر ظاهرة الزعامة التي تأصلت في التاريخ العربي ، وترتب عنها قيامها بالعديد من الوظائف ، ذلك أنها كانت تشرف على تنظيم العلاقات بين الافراد ، والمجموعات داخل العشيرة ، وداخل القبيلة ، وفقا لتنظيم تقليدي للعلاقات ساد ، وما زال يسود فيما بين هؤلاء الأفراد ، ولعل التاريخ العربي الإنساني يشهد بتمكن الزعامة من فرض هيمنة هذا التنظيم ، ذلك انه قليلا ما يخرج عنه بعض الأفراد ، وبعض المجموعات ،ولعل مجموعة الشعراء الصعاليك من بين المجموعات التي خرجت على هذا التنظيم ، في نفس السياق تطور هذا التنظيم لتعرفه التنظيمات السياسية بعد ظهورها من أجل تسهيل عمل الكوادر السياسية ، بل هياكل هذه التنظيمات ،نفس الشيء بخصوص النقابات ، وجمعيات المجتمع المدني ، ولعل من اهم وظائف هذه الزعامات التحكم في مجموعات بشرية ، بمنعها من الخروج عن الأعراف والتقاليد بخصوص العشيرة، والقبيلة ، وكذلك منعها من الخروج عن القوانين الجاري بها العمل في كل دولة .
ومن بين وظائفها أيضا فرض الاستبداد كما عرفه التاريخ العربي الإسلامي، ذلك أنه بعد وفاة الرسول عرف العرب صراعا سياسيا حول من يخلفه ،وكان من اهم نتائج هذا الصراع ضرب إمكانية تحقيق الديموقراطية بتعين عمر ا بن الخطاب لابي بكر ابن الصديق ، خليفة للرسول ، وتعيين الخليفة الاول للرسول لعمر، فكان من بين نتائج ذلك اغتيال كل الخلفاء الراشدين ، بعد تأخير دفن الرسول ليومين أو اكثر ، فنشأ استبداد ، وفساد في تاريخ السلطة في الإسلام .
حتى نشأ تناقض بين روح الدين كما جاء في القران ، وما يروج له بعض الفقهاء من أجل ضمان تغلغل شرعية الحاكم العربي في عقول المسلمين ، بتحول العديد من المواقف السياسية الى دين ، بل تحويل التقاليد ، والأعراف التي ظهرت بفعل التطور التاريخي لشبه الجزيرة العربية الى دين ، بالتالي التأثير في الوعي الجمعي العربي لصالح الحاكم العربي ، ومن ثم اختلط الدين بالسياسة عند المسلمين . رغم ان لكل مجاله الخاص فنشأ عن ذلك تعصب عند العديد من المواطنين ذلك أنه بفعل تغلغل العقل الفقهي ، وتأثيره في وعي ، ولا عي المسلمين بفعل حصر التاريخ في شبه الجزيرة العربية ، لعدم الايمان بتطوره ، ونشر ذلك بواسطة فضاءات مختلفة منذ عصر الامويين ، والعباسيين ، كان لذلك أخطر نتيجة ، ويتعلق الامر بنشر التشدد ، وتربية المواطنين على كراهية المؤسسات ، والعاملين فيها ، والافراد ، والدعوة للاغتيالات ، وكان أخطر تنظيم عرفته الدول العربية تنظيم داعش الإرهابي ، ومن بين المتنورين الذين ذهبوا ضحية مواقفهم ، وتعصب الغير نذكر عمر بن جلون في المغرب ، فرج فودة في مصر، مهدي عامل في لبنان ، وشكري بلعيد في تونس . .

وعليه فإن الزعامة ثقافة وموقفا قديمتان في السيرورة التاريخية العربية ، ذلك انها كانت نتاج حروب ، وعدم الاستقرار ، و عدم الشعور بالأمان ، لذلك ففي ظل البحث عن الامان ظهرت الزعامة في العصر الجاهلي ، ولعل الشعر تضمن الكثير من هذه الثقافة ، لقد كانت الحروب تطول حتى أن الناس يبحثون عمن يخلصهم منها ، لذلك ظهرت الزعامة من منطلق الدفاع عن القبيلة ، لكن ايضا من منطلق الدفاع عن صفة السيد ، ذلك ان الزعيم كثيرا ما يبحث من خلالها على استمرارها في احفاده لضمان الرأسمالين المادي ، والرمزي الذين يمتلكهما بفعل عوامل تاريخية لعب فيها التنظيم الاجتماعي دورا مهما ، كما تبنتها تنظيمات سياسية ، ومنظمات نقابية ، وحقوقية ، وجمعيات المجتمع المدني . لكن بتقديري اليوم اذا كان المواطنون نظرا لصفات يمتلكها بعض الناس ومواقف تبدوا وجيهة بسبب ذلك يمكن انتخاب الزعيم لكن ليس من منطلق فرض قراراته ومواقفه على المواطنين ، لكن من منطلق الانتصار للخيار الديموقراطي حيث بعض تنظيماتنا السياسية تفتقر لها ، وعليه بتقديري لا يمكن لتنظيم سياسي ان ينمو بشكل طبيعي خارج قيادة لكن هذه القيادة ينبغي ان تكون مسؤولة تنصت لخيارات المواطنين في اطار النقاش الديموقراطي والاحتكام لقرار الأغلبية.
إن بناء مجتمعات حداثية في دولنا العربية يتطلب الحسم مع المثقف الفقيه المتعصب ، والمستبد ، والانتصار للمثقف المتنور والانفتاح على ما تفرزه العلوم ، والاستفادة منها لضمان تغليب الحداثة على التقليد ، بإعادة النظر في منظومة التعليم ، وتعميمه ، وخلق شرط تجويده ، وخلق كل الشروط التي تلعب دورا مهما في بناء وعي جديد عند الإنسان قوامه الخلق والابداع على أساس التعايش بين الجميع.



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة في حق الصديق المناضل الحقوقي ، النقابي ، والكاتب السيد ...
- الصراع بين التقليد والتحديث على أساس تناسل التناقضات في قصص ...
- السارد وهاجس بناء الوعي الديموقراطي عند الشخصيات القصصية في ...
- ولادة قبل الحمل
- مخاطر الهيمنة الثقافية في ظل ضرورة الحفاظ على الهويتين الأ ...
- الأبعاد الوطنية ، الإنسانية ، والجمالية في ديوان شعر تحت عنو ...
- ثقب يدنس الحذاء .
- موج يقرع المآسي .
- تبديد رقابة اللهو .
- الاتصال والانفصال والعوامل المساعدة على تحقيقهما برواية تحت ...
- السارد وتأطير وظائف الشخصيات برواية تحت عنوان أنطوان البائس ...
- التحكم في الجيش ودفعه للهو للتحكم في المجتمع بروسيا من خلال ...
- وأد الجدران .
- رُهاب يرعى الأصفار.
- ذئاب خلف المرآة .
- نبيذ الأُوار .
- أعشاب من العبث .
- ترهل قلة سقراط .
- أشياء تشبه دماء المستحيل .
- ضيق النتفة


المزيد.....




- تحليل لـCNN: هل يستطيع ترامب فعل -المستحيل- بالترشح لولاية ث ...
- للمرة الثانية منذ وقف إطلاق النار، الجيش الإسرائيلي يُنفذ غا ...
- ترامب يختار السعودية كأول محطة خارجية في ولايته الثانية ويخط ...
- إسرائيل تشن غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتوضح السبب
- لبنان..غارة إسرائيلية تستهدف مبنى بضاحية بيروت الجنوبية والج ...
- غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت هي الثانية منذ وق ...
- غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
- إسرائيل تعلن استهداف عنصر لحزب الله في الضاحية الجنوبية
- بعد الإعلان الأميركي.. الغموض يحيط بمصير خبير صواريخ حوثي
- ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسن ابراهيمي - تأصيل الزعامة و أهم وظائفها عبر التاريخ العربي .