أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خالد خليل - إمكانية التحديث والنهضة في اليمن بقيادة أنصار الله: بين السيادة والتحديات البنيوية














المزيد.....

إمكانية التحديث والنهضة في اليمن بقيادة أنصار الله: بين السيادة والتحديات البنيوية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 00:19
المحور: قضايا ثقافية
    


تمهيد: هل يمكن تحويل الصمود إلى نهضة؟

يطرح النموذج اليمني بقيادة أنصار الله إشكالية محورية في الفكر السياسي العربي: هل يمكن لدولة مستقلة سياديًا، لكنها محاصرة اقتصاديًا، أن تحقق تحديثًا ونهضة حقيقية؟

إذا كان التحديث يتطلب استقرارًا سياسيًا، واقتصادًا متماسكًا، وانفتاحًا على التكنولوجيا والأسواق العالمية، فهل يستطيع اليمن بقيادة أنصار الله بناء نموذج تنموي خاص به، أم أن مشروعه السيادي محكوم بالبقاء ضمن إطار المقاومة لا البناء؟

هذا السؤال يعكس تحدّيًا جوهريًا: التحديث لا يتحقق فقط بالسيادة السياسية، بل يحتاج إلى أدوات اقتصادية ومؤسسات قوية قادرة على إدارة التنمية. واليمن اليوم، رغم أنه أحد أكثر الدول العربية رفضًا للتدخلات الخارجية، يواجه تحديات عميقة تجعله بعيدًا عن المسار التقليدي للنهضة كما شهدته دول أخرى.



أولًا: مقومات التحديث الممكنة في اليمن

1. الاستقلال السياسي كمقدمة ضرورية للتحديث
• تحرر اليمن جزئيًا من الهيمنة الخارجية، مقارنةً بدول عربية أخرى تخضع لشروط البنك الدولي وصندوق النقد.
• هذا يمنح فرصة لبناء نموذج اقتصادي غير مرهون بشروط النيوليبرالية العالمية، لكنه في الوقت ذاته يضع عبئًا كبيرًا على قدرة الداخل على إنتاج نهضة ذاتية.

2. الموقع الجغرافي وإمكانات الموارد
• اليمن يتمتع بموقع استراتيجي حيوي بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، مما يمنحه فرصة للتحول إلى مركز تجاري إقليمي إذا استُثمر هذا الموقع بذكاء.
• رغم شح الموارد مقارنة بدول الخليج، فإن اليمن يملك احتياطات نفطية وغازية غير مستغلة بشكل كامل، إضافةً إلى إمكانية تطوير قطاعي الزراعة والصيد البحري.
• الاعتماد على اقتصاد داخلي منتج بدلًا من اقتصاد ريعي قد يجعل النموذج اليمني أكثر استدامة من بعض الدول النفطية التي تعتمد على الريع.

3. الصمود العسكري كمصدر قوة تكنولوجية
• تجربة أنصار الله في تطوير الأسلحة والطائرات المسيّرة والصواريخ تُظهر قدرة على بناء قاعدة تصنيعية وتقنية محلية يمكن أن تتحول إلى قطاع صناعي مدني متطور لاحقًا.
• التحديث لا يقتصر على الاقتصاد، بل يحتاج إلى بنية تكنولوجية متقدمة، وهو مجال قد يمتلك اليمن فرصة فيه إذا نجح في تحويل التكنولوجيا العسكرية إلى قاعدة صناعية مدنية.



ثانيًا: العوائق البنيوية أمام مشروع النهضة اليمني

1. الأزمة الاقتصادية والحصار الدولي
• أي مشروع تحديث يحتاج إلى رأس مال، واستثمارات، وتدفق تجاري سلس، وهذه عوامل معطلة في ظل الحصار والعزلة الدولية.
• اليمن يعاني من انقسام اقتصادي بين الشمال والجنوب، مما يُضعف القدرة على إدارة موارد موحدة للدولة.
• غياب الاعتراف الدولي يعوق إمكانية جذب الاستثمارات الخارجية التي يمكن أن تموّل مشاريع تنموية.

2. تحديات بناء المؤسسات القوية
• النهضة تحتاج إلى مؤسسات إدارية فعالة، وقضاء مستقل، ونظام تعليمي متطور، وهذه العناصر لا تزال ضعيفة بسبب حالة الحرب والصراع السياسي الداخلي.
• تجربة أنصار الله تركزت حتى الآن على إدارة الحرب والسيطرة على الدولة، وليس بناء مؤسسات تنموية حديثة قادرة على تحقيق تحديث شامل.

3. العزلة السياسية: فرصة أم خطر؟
• بعض الدول مثل كوريا الشمالية وإيران نجحت في تطوير صناعات محلية رغم الحصار، لكن هذا النموذج يتطلب اقتصادًا ذاتي الاكتفاء، وطبقة تكنولوجية متقدمة، وإدارة صارمة للموارد، وهي أمور لم تتحقق بعد في اليمن.
• التحديث يحتاج إلى تكامل اقتصادي إقليمي ودولي، واليمن اليوم لا يزال في وضع تصادمي مع القوى الإقليمية الكبرى.



ثالثًا: أي نموذج تحديثي ممكن لليمن؟

1. النهضة العسكرية-التكنولوجية
• اليمن يمكن أن يطوّر قطاعه التكنولوجي عبر تحويل التجربة العسكرية إلى مشروع تصنيع وطني مستقل.
• هذا قد يتطلب تحالفات جديدة مع دول مثل الصين وإيران، بعيدًا عن الهيمنة الغربية والخليجية.

2. نهضة زراعية وتجارية محلية
• نظرًا للقيود المفروضة على اليمن، قد يكون الحل هو تطوير اقتصاد زراعي وتجاري داخلي قوي بدلًا من انتظار الاستثمارات الأجنبية.
• بناء مدن تجارية على البحر الأحمر والمحيط الهندي قد يحوّل اليمن إلى نقطة ربط تجارية إقليمية، كما فعلت إثيوبيا رغم غياب الموارد الضخمة.

3. تحديث غير خاضع للنيوليبرالية
• على عكس دول عربية أخرى اضطرت للقبول بشروط السوق العالمي، يستطيع اليمن بناء نموذج مستقل يعتمد على الإنتاج الذاتي والاقتصاد الموجه، على غرار الصين في مراحلها الأولى.
• لكن هذا النموذج يحتاج إلى نخبة سياسية واقتصادية قادرة على التخطيط طويل المدى، وليس فقط إدارة الأزمات الآنية.



خاتمة: هل اليمن أمام تحديث ممكن أم مشروع مقاومة طويل؟

اليمن بقيادة أنصار الله يتمتع بسيادة سياسية نادرة في العالم العربي، لكنه يواجه عقبات حقيقية في بناء مشروع نهضوي متكامل. إذا استطاع تحويل قوته العسكرية إلى قاعدة اقتصادية، واستثمار موارده المحدودة بذكاء، فقد يصبح نموذجًا لدولة حديثة مستقلة خارج الهيمنة الغربية.

لكن إذا استمر في الاشتباك العسكري دون خطة اقتصادية واضحة، فإن سيادته ستظل مقاومة أكثر منها نهضة، مما قد يجعله نموذجًا لصمود طويل دون تحديث حقيقي.

السؤال الحاسم: هل تمتلك القيادة الحالية في اليمن رؤية اقتصادية ونهضوية تتجاوز الحرب، أم أن معركة الاستقلال ستظل الأولوية المطلقة؟



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديث في العالم العربي وإشكالية السيادة المنقوصة: بين العو ...
- نبوءة الضوء
- لغة الغيم
- تداعيات الحرب على غزة وعودة اليمن إلى الساحة الإقليمية: قراء ...
- لغة السحر
- سَاتِيرَا فِي زَمَنِ العَجَائِبِ
- العم سام في رقصة السقوط الحر
- رقصة في حدائق الصمت
- مزامير الضوء العاشر
- التهجين الكمومي في المجال البيولوجي: استحداث تقنية علاجية جد ...
- أسطورة النور والظل
- محنة الأدب العالمي تحت هيمنة التوحش الرأسمالي
- اسرار النور
- العلاج الصوتي عبر الحقول الكمومية: ابتكار د. خالد خليل لنهج ...
- الذكاء الاصطناعي العام (AGI): نقطة الصفر بين الفرصة والتهديد
- نقطة الصفر: هل يمكن أن يصبح العلم ذاتي التشغيل؟
- ملوك الطحالب
- عبور في التيه
- غوغاء القدر وسيمفونية العبث
- الرؤية الشاملة لنظام التقنيات الروحية العميقة (Deep Techno-S ...


المزيد.....




- مسؤولون أمنيون إسرائيليون: قلق في إسرائيل من تصاعد تهديد حرك ...
- ألمانيا قررت التخلي عن تاريخها وبدأت الاستعداد للحرب المقبل ...
- أندرو تيت في مواجهة جديدة: دعوى بالاعتداء الجنسي والتهديد با ...
- تواصل العمليات الإسرائيلية في غزة ونزوح من رفح إثر طلب إخلاء ...
- سويسرا.. القضاء العسكري يحقق في مشاركة 14 مواطنا كمرتزقة في ...
- ريابكوف: واشنطن لا تنوي الانسحاب من -الناتو-
- مدفيديف: إدانة لوبان -مُختلقة- لإقصائها من سباق الانتخابات ا ...
- برلماني إيطالي يطالب بتعليق عضوية هنغاريا في الاتحاد الأوروب ...
- كيف سيكون رد إيران الحاسم على تهديدات ترامب؟
- نتانياهو يشبّه توقيف مساعديه في قضية -قطر غيت- بـ-احتجاز رها ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خالد خليل - إمكانية التحديث والنهضة في اليمن بقيادة أنصار الله: بين السيادة والتحديات البنيوية