أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة














المزيد.....

الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 20:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


* “ثم أولئك الذين يذهبون للصيد ويأكلون لحوم الطرائد والقتل, فأن نشماثاتهم سوف تعذّب بالسيف والحربة” الكنزا ربا. (لمشاهدة النص الأصلي الذهاب للرابط 1)

ربما يبدو موضوع تحريم لحوم الطرائد في النصوص المندائيّة غريباً بعض الشيء, وخاصّة بأن الفكرة عن الزمن القديم بأن أحد مصادر غذائهم الرئيسيّة كان من الصيد. ولكن هذا الموضوع هو غير ذلك بالنسبة للمندائيين الذين يمثلون استمراراً لحضارات بلاد الرافدين في سومر وبابل وآشور, ولأنهم كانوا قد عرَفوا المدنيّة منذ آلاف السنين وتمدّنوا وأصبح غذائهم يأتي من زرعهم ومن حيواناتهم الداجنة ولهذا فقد اسموهم النبط, وهؤلاء هم الذين يأكلون مما يزرعون فقط. ونعرف بأن أنباط العراق كان منهم الصابئة, كما ذكر ذلك العديد من المؤرخين المسلمين ومنهم ابن النديم الذي ذكر بأن من النبط كان هنالك الصابئة. (2 )

ولهذا فأصبحت لهم محددات وأولويات أخرى تتعدى الرغبة بالحصول على الغذاء من جميع المصادر, وإنما تتعلّق باحترام وتوقير الناموس الإلهي والذي أودعه الخالق الكريم في الطبيعة وفي المخلوقات الحرّة التي تعيش فيها. ولهذا فقد دخلت تلك التعاليم ضمن النصوص الدينيّة المندائيّة.

* “لا تأكلوا الدَّمَ, ولا المَيْتَ, ولا المشوَّهَ, ولا الحاملَ, ولا المرضعةَ, ولا التي أجهضتْ, ولا الجارحَ, ولا الكاسرَ, ولا الَّذي هاجَمهُ حيوانٌ مفترس. وإذا ذَبحتُم فاذبَحوا بسكّينٍ من حديد. أطمُشوا, واغسِلوا, وطَهِّروا, واطبُخوا, وسَمُّوا, ثمَّ كُلُوا.” الكنزا ربا اليمين طبعة بغداد

وبالنسبة للمندائي الذي يريد أن يتناول من الحيوانات المسموح أكلها, فعليه أن يكون متأكداً من أنها أتت له بطريقة صحيحة وحسب الشريعة والقوانين الإلهيّة التي يتّبعها. وهذه تعتمد على أن يكون الحيوان مُحللاً وقد تمّ نحره بواسطة أحد أتباع السلك الديني, وأن يكون هنالك شاهد آخر من السلك الديني قد شَهد على صحّة عملية الذبح تلك. وأمّا الحيوانات البريّة التي ترعى في أرض الله فهي محرّمة, وهذا لا يشمل الأسماك التي تُعتبر من ثمار البحر ويُحلل أكلها.

* “أنتم أيها المُختارون الصالحون:
كلوا من الثمار والمخلوقات التي صنعها بثاهيل لآدم أبنه, ومن الفواكه والكروم والأشجار والطيور والحيوانات الأليفة والأسماك في البحار.
كلوا منها وأعطوا الزدقا..
ولا يجب على آدم وسلالته بأن يشعروا بالحزن في هذا العالم بسبب أكل الثمار والأعناب والأشجار والطيور وأسماك البحار والحيوانات الأليفة” الكنزا ربا

ونلاحظ من النص أعلاه التأكيد على كون المُحلل هو من الحيوانات الأليفة الداجنة وليس البريّة الحرّة. فمن قراءة نصوص في دواوين أخرى نجد بأن لبعض تلك الحيوانات والطيور تأثيرات روحيّة سلبيّة وإيجابيّة, وحتى أنّ البعض منها يُخيف مخلوقات الظلام والبعض الآخر يُساعدها. فليس هنالك مخلوق ليس له دور في هذه الأرض. وأنّ الخالق الكريم الذي خلق جميع تلك المخلوقات هو وحده يعرف الغاية منها. ولهذا فلا يجب على الإنسان أن يتجاوز على الخليقة والمخلوقات التي لم تكن مُخصصة له.

ومن جانب آخر فأن النص السابق يؤكد للمندائيين المُحبين للطبيعة وللحيوانات للدرجة التي يُصبحون معها نباتيين فيتوقفون عن تناول اللّحوم, بأن اللّحوم من الحيوانات الداجنة هي مُحللّة وهي كانت قد خُلقت خصيصاً لكي يتناولها الإنسان.

1 . الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة
https://mandaean.home.blog/2025/02/09/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9%d8%a9/
2 . الفهرست, ابو الفرج المعروف بالوراق ابن النديم, تحقيق رضا تجدّد, ص404



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل
- سجود الملائكة والتوحيد المندائي
- اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة
- السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
- كنيانة سُماقا وأصلها إكوما
- الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
- مُعلمنا يهانا وليس يوحنا
- المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا
- الغُرباء والتلاعب بالكتب المندائيّة
- “التَّسبيحُ من السِّحرِ والشعوَذَةِ أقدَم” الكنزا ربا
- التآخي بين العشائر المندائيّة
- البخور العَطِر والطقوس الدينيّة
- “لا تنحازوا للقوي على حساب الضعيف” الكنزا ربا
- الطَبيب العَظيم غافِر الخطايا
- أبو إسحاق الصابي فخر الصابئة والمسلمين.
- نقد وتحليل // كتاب كِنزا ربا للدكتور منذر الحايك
- خدعة الديمقراطيّة.. واستعباد الشعوب
- مزادات بيع آثارنا المسروقة
- الآثار المندائيّة المُهمّشة والمنهوبة
- السلك الديني المندائي الذكوري.


المزيد.....




- أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المص ...
- هل تقبل مصر تهجير الفلسطينيين؟
- ريبورتاج: وحدات الدفاع الجوية الأوكرانية تواجه مخاوف من تراج ...
- لوموند: لماذا لا تنتهي الأزمة بين فرنسا والجزائر ؟ ما أثر ال ...
- قصف إسرائيلي يستهدف مناطق مختلفة في غزة ويتسبب بمقتل وإصابة ...
- كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
- -لن تأخذوها-... رئيس وزراء غرينلاند يرد على آخر تهديد لترامب ...
- نتانياهو يعين قائداً سابقاً للبحرية رئيساً جديداً لجهاز الأم ...
- أضرار تناول الحلويات ليلا
- بزشكيان: الصورة الخاطئة التي رسمت عن إيران في العالم ليست صح ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة