كيف يمكننا تغيير واقعنا؟

ظهير طريف فالح

الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 11:32
المحور: قضايا ثقافية
    

حوار بسيط في مجتمعنا يعكس واقعنا المبعثر

نطلق على المريض الذي لا يراجع الطبيب : مفردة الأحمق
و لكن عندما نسأله عن سبب عدم ذهابه للطبيب
سيقول بأن الطبيب هو الأحمق و سيصف لنا سوء تجربته السابقة مع الأطباء .

و بعد سماعنا لعذر المريض نقوم بتبرئته من تهمة الحماقة و نوجهها نحو الطبيب ، و نعتبر المريض انسانا حكيما لكونه تعلم من تجربته السابقة و لا يريد أن يقع في نفس الخطأ مرة أخرى .

و لكن ، لو كان المريض فعلا انسان ذو حكمة لبحث عن الدواء بنفسه بدلا من الركود و الاحتجاج على حال الأطباء !

حين نطلق مفردة احمق على المريض ليس بسبب عدم مراجعته للطبيب بل لعدم تلقيه للعلاج ، و لكن الغاية من ذهابه للطبيب هو الحصول على العلاج لذلك قرنّا عدم مراجعته للطبيب مع الحماقة .

و لكن ما الذي عكسه هذا الحوار ؟

مجتمعنا مريض
بمرض ( الأوهام ، الحقد ، الأنانية ، الاستملاك ، الادعاء بالمثالية ، التدين الزائف ، القيم الأخلاقية الزائفة و الخ.. )

هل فكر أفراد مجتمعنا جميعهم بالذهاب إلى الطبيب لمعالجتنا من هذه الامراض ؟

هل سنتقبل فكرة اطلاق لفظة ( حمقى ) على أفراد مجتمعنا أن لم نتعالج من هذه الامراض ؟

كلا لن نتقبلها ، بل قمنا باطلاق مفردة احمق على كل من قدم حلول لنا لمعالجة أنفسنا من الامراض .

و الذي فعلناه تجاه هذه الامراض هو اعتبارها امر طبيعي و حتمي من دون الاهتمام بكيفية معالجتها .
فالجميع يعترف بواقعنا السيء و لكن لا أحد يريد تغييره .
و أصبح يتخيل أفراد مجتمعنا و كأنهم علماء اجتماع امام كل من يريد أن يساهم بمعالجتهم من هذه الامراض .
فينظرون إليه و يقولون : ما هو إلا مجرد شخص احمق نحن أكثر فهما منه .

فمتى و كيف نعالج أفراد مجتمعنا من هذه الامراض ؟

في كتاب( في العقد الاجتماعي ) ذكر الفيلسوف جان جاك روسو
" لاكتشاف أفضل قواعد المجتمع التي تتلاءم مع طبيعة الامم لا بد من توفر عقل ممتاز يرى جميع أهواء الناس و لا يعاني منها أي هوى ، ولا تكون له أية علاقة مع طبيعتنا لكنه يدركها حتى أعماقها ، وتكون سعادته مستقلة عنا ، و مع ذلك يريد الاهتمام بسعادتنا " .
انا عن نفسي ارى ان الصفات التي يمتلكها هذا العقل تجعله قادر على معالجة أمراض أفراد مجتمعه بانسب صورة لقدرته الموضوعية
في التشخيص .

و لكن هل فقط مجتمعنا مريض ؟ ام هذا واقع الطبيعة البشرية التي أُطلِق لها العنان لرغباتها عند غياب قوة القانون ؟

اعتقد بأن العقل الذي أشار إليه الفيلسوف جان جاك روسو قادر على إجابة هذا السؤال .

#ظهير_طريف_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات