أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - نساء غزة والأردن: النسوية المقاومة وتحطيم الهبمنات امام النسوية الغربية والعربية التابعة















المزيد.....

نساء غزة والأردن: النسوية المقاومة وتحطيم الهبمنات امام النسوية الغربية والعربية التابعة


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 8295 - 2025 / 3 / 28 - 02:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في عمق الحروب التي لا تنتهي في غزة، تقف النساء كرموز للألم والصمود، لكنهن، في الوقت ذاته، يعانين من معركة لا تتعلق فقط بالاحتلال، بل بمعركة أكثر تعقيدًا في عالم مليء بالتفاوتات العنصرية والجنسانية والطبقية. فبينما تتهاوى الأبراج وتتحطم البيوت وتغرق الشوارع بالدماء، تحمل النساء عبئًا إضافيًا من اللامبالاة والتجاهل من القوى الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق النساء في جميع أنحاء العالم. لكن نساء غزة، اللائي يُنكر حقهن في الحياة، يعانين من شقاء مضاعف، شقاء لا يتعلق فقط بالقصف والدمار بل بالاحتقار الذي يطالهن من قبل العالم الذي يُفترض أن يقف إلى جانبهن.

في الحرب الأخيرة، تعرضت النساء الفلسطينيات في غزة لتجارب قاسية من التعذيب على يد جنود الاحتلال، وكان من بين هذه القوات مجندات إسرائيليات، وهو أمر يفتح جرحًا عميقًا في مسألة العنف الجنساني، حيث تصبح النساء مجرّد أدوات في آلة القتل التي تديرها السلطة الاستعمارية. تتعامل بعض المجندات مع النساء الفلسطينيات ليس فقط كأعداء بل كأدوات للاستخفاف والاعتداء، و يجسّد هذا العنف غير المبرر الصورة المريرة التي تتخذها النسوية في سياق ما بعد الاستعمار: كيف أن النساء اللواتي يُفترض أن يكن حاميات حقوق الجنس الآخر في العالم، يتحولن في لحظات كثيرة إلى أدوات للممارسة الاستعمارية والقمع.

ما يزيد من ألم هذا الواقع هو ما يراه العالم الغربي و غالبية النسوية العربية القابعة تحت عباءة الرأسمالية والاستعمار، الذين يعجزون عن التعاطف الحقيقي مع معاناة نساء غزة، النسويات الغربيات والنسويات المتصهينات من العربيات اللاتي يدعين الدفاع عن حقوق النساء حول العالم، كثيرًا ما يظلمن في تبريراتهن الصمت عن معاناة نساء العالم الثالث المختلفات ثقافيا وعرقيا ، ففي الوقت الذي يُستعرض فيه قضايا حقوق النساء في المجتمع الغربي، تُترك معاناة نساء غزة تحت ركام القصف والدمار دون حتى أن تلتفت إليهن العيون الغربية التي تدعي أن العالم يجب أن يكون موحدًا في الدفاع عن حقوق النساء، بينما لا يزال العنف موجهًا إليهن من كافة الاتجاهات، بل ان النسوية الغربية جزء من السلطة الاستعمارية والتي بدورها تمارس متعمدة اضطهاد نساء الشرق ونساء العالم الثالث، ويتناسين معاناتهن وعذاباتهن، إن الراي العام النسوي في العديد من البلدان العربية، رغم أنهن يعشن في ظروف مشابهة لنساء فلسطين، يظل صامتًا أمام هذا القمع. بل إن بعض النساء العربيات يذهبن إلى حد دعم مواقف الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، في صمتٍ لافتٍ لم يكن متوقعًا من الحركة النسوية العربية، كما أن بعض التصريحات التي أدلت بها نساء عربيات من داخل المنظمات النسوية كانت في صالح الاحتلال الإسرائيلي، وتكاد لا تذكر معاناة نساء غزة الحقيقية، بل إنها تروج لخطاب يتماشى مع الأيديولوجيات الإمبريالية التي تديرها القوى العظمى.

العنصرية ليست فقط في الفعل السياسي، بل في أيضا في الصمت المطبق الذي يخيم على النسوية الغربية واغلب العربية تجاه قضايا النساء في فلسطين بل وحتى الاوساط الاكاديمية النسوية في العالم، وفي اللحظة التي يُنظر فيها إلى نساء غزة على أنهن" محجبات "مضطهدات ""أخريات" "تقليديات ""متخلفات"،خارج المنظومة التحررية التي تروجها النسوية الغربية، يتجاهل العالم معاناتهن التي تتجاوز كل حد، يعاملن وكأنهن جزء من نمط تقليدي لا يواكب النموذج الغربي للنضال، في حين أنهن يقاومن الظلم والصمت بكل ما أوتين من قوة، بل أشد واصعب من مقاومة المجتمع الابوي.

الحديث عن فلسطين، وخاصة عن غزة، يعني في الكثير من الأحيان الحديث عن غياب العدالة الاجتماعية والحقوقية وتهديد للحرية العالمية، هذا الصمت النسوي، سواء كان من الغرب أو من الشرق، يعتبر خيانة فكرية وأخلاقية ضد النسوية نفسها، على الرغم من أن العديد من الناشطات النسويات في الغرب يقاتلن من أجل حقوق المرأة في كل أنحاء العالم، فإن هذا الموقف انتقائي بشكل عميق عندما يتعلق الأمر بنساء غزة البنيات المحجبات الكادحات!! ، اللواتي يعانين من الاحتلال والتدمير، متناسين معاناتهن من الذاكرة النسوية العالمية، وكأن حقوقهن ليست جزءًا من حقوق النساء عالميًا.

لكن إذا نظرنا إلى نموذج مقاومة نسوي آخر، مثل النضال النسوي الأردني، نجد أن هناك قفزة نوعية نحو التحرر الوطني والنسوي بعيدًا عن إملاءات الإمبريالية. المناضلة الأردنية رولى الحروب هي واحدة من أبرز الأمثلة على المرأة الصلبة التي لم تنجح القوى الإمبريالية في تهديدها أو تحييدها، قد كانت دائمًا في الصفوف الأمامية، تبعث في الجماهير قوة جديدة وتُحَفِّز النساء للوقوف ضد التهديدات الكبيرة التي تحاول تفتيت الهوية الفلسطينية والعربية، إنها تجسيد لنسوية حقيقية تتجاوز الهويات السطحية، نسوية تتماشى مع مقاومة الاحتلال واستعادة الكرامة الإنسانية وتجسد بشكل حقيقي معنى نسوية ما بعد الاستعمار، ان النضال النسوي في الأردن لم يكن فقط معركتها ، كانت هناك نساء كثيرات في الحركة الإسلامية الأردنية وغيرهن من تبارات يسارية، مثل تلك التي نظمت الاعتصام ضد تصريحات رئيسة منظمة نسوية أردنية ضد المقاومة باتهامها لهم بقطع رؤوس الاطفال فردت عليها تلك التظاهرات والنسوة وتحديدا الاسلامية ، أولئك اللواتي قاومن كل أشكال الاستعمار الفكري والتأثيرات الغربية التي حاولت أن تتلاعب بالقيم الثقافية والسياسية في المنطقة و تتسلل للاوطان بعباءة حقوق الانسان ، كان الاعتصام الذي نظمته نساء غالبيتهن من الحركة الإسلامية ضد هذه التصريحات مثالًا حيًا على نسوية ما بعد الاستعمار التي ترفض الهيمنة الغربية وترفض أن تُستَغَل من قبل القوى المهيمنة، وتستبدل الإيديولوجيات المهيمنة بحقيقة معاناة النساء العربيات.

النضال النسوي العربي والاردني يجب أن يكون مرتبطًا بالحرية والتحرر الوطني، ونسوية ما بعد الاستعمار هي الإطار الذي يعكس هذه الرؤية، ففي النهاية، لا يمكن للنساء أن يناضلن من أجل حقوقهن في بيئة لا توفر لهن حتى الحقوق الأساسية، ولكن رغم الألم والتحديات التي تمر بها نساء غزة، ورغم الصمت الذي يحيط بهن من كل اتجاه، فإنهن ما زلن وسيبقين يقاومن.



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلان الدستوري السوري، مدني ام ديني ام علماني!!
- مع المقاومة ولا لوقف اطلاق النار
- جميعها أسباب لنهاية الحرب خلال فبراير
- مهزلة الاحتلال في مائة يوم
- الذكاء النسوي..
- يسقط المجتمع الأبوي والأمومي أيضا
- لذة الحب...
- الذكاء النّسوي..
- فراس عوض : جارة العميد
- ذكاء نسوي
- دك معاقل العلم أمام فهلوة الاعلام والساسة الكورونية
- الكورونا السياسية والتهويل الاعلامي الطبقي
- يوم المراة العالمي.. نشوء النسوية الأردنية وملاحظات
- سن اليأس أم الثقافة اليأسة!
- الأردن.. محاكمة برلمانية لجسد المرأة
- فراس عوض يكتب:أن تكن أجمل
- تلازم مناهضة العولمة والاصلاح السياسي
- رمزية احتجات لبنان الناعمة
- الاعلام وجرائم قتل النساء في المجتمع المحافظ
- نسوية في مواجهة الذكورية والأنثوية


المزيد.....




- بالحرم النبوي..امرأة تصفع رجل أمن والاخير يرد عليها بصفعتين+ ...
- كيفية التقديم على منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر والش ...
- فرصة مميزة لنساء الجزائر.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 20205 الجزائر ...
- مزيد من الاطفال الشهداء اثر تصعيد وحشي لجرائم القتل والإبادة ...
- لماذا تستثمر النساء بشكل مختلف عن الرجال؟
- السعودية.. تكهنات حول جنسية المرأة التي صفعت رجل أمن في الحر ...
- ما هي شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت لعام 2025 ...
- فنانة مصرية شهيرة تعلن اعتزال الغناء وارتداء الحجاب (فيديو) ...
- أكثر من 50% من النساء يواجهن أعراض انقطاع الطمث في سن الـ30 ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - نساء غزة والأردن: النسوية المقاومة وتحطيم الهبمنات امام النسوية الغربية والعربية التابعة