خالد علي سليفاني
شاعر وكاتب ومترجم
(Khaled Ali Silevani)
الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 13:34
المحور:
قضايا ثقافية
ومضة:
عمليًا، العقل الذي لا يعمل على إنتاج الذكاء يتحول إلى مصدر للغباء؛ فتعطيل وظيفة معينة لشيء تم خلقه أو تصميمه للإنتاج يؤدي إلى إيقاف حركة التطور. وعليه، فإن توقف العقل عن أداء وظيفته الإنتاجية يعني تعطيل الطاقة الخلاقة فيه، مما يؤدي إلى خسارة مزدوجة: من جهة، يتعطل الشيء الذي كان من المفترض أن يُنتج، ومن جهة أخرى، لا يأتي الإنتاج المنتظر.
قانون:
إنَّ المجتمعات التي تجعل من الماضي مرجعها الوحيد، دون أن تُضيف إليه قيمة جديدة أو تُعيد قراءته بروح متجددة، تعيش حالة احتضار ثقافي. وحين يتحول التاريخ إلى مجرد ذكرى مكررة دون وعي نقدي أو مصدر استفادة حقيقية، فإنَّ الحاضر يتحول إلى مرآة باهتة لماضٍ غير قادرٍ على إنتاج رؤية مستقبلية.
سبب ونتيجة:
إنَّ من أخطر الظواهر التي تعاني منها الشعوب هي الدوران حول مواضيع مختلفة من أبعاد ثابتة، دون أي قابلية للحركة نحو آفاق جديدة. يخلق هذا الشكل من التفكير مجتمعات ذات "عقل سجين"، حيث تظل الأفكار تدور في فلك مغلق، تمنع أي تجديد أو مراجعة حقيقية؛ فلا تغيير بلا تحرر فكري، ولا تقدم دون تجاوز الأطر التقليدية التي تكبّل العقول.
ظاهرة:
وحين تستمر الأزمات العامة لسنوات دون حلول فعلية، فهذا مؤشرٌ على أن المجتمع قد تأقلم مع أزمته أو أنه لم يُبدِ الرغبة الحقيقية في تجاوزها. ليست الأزمات الطويلة مجرد صدفة، بل هي انعكاس مباشر لعقلية الجماعة وطريقة تفكيرها في مواجهة التحديات. إذا كان الشعب لا يتحرك لتغيير واقعه، فهو يستحق أن يبقى أسير تلك الدوامة، لأن التغيير لا يُمنح لمن لا يسعى إليه.
حتمية:
ليس التغيير مجرد شعار يُرفع، بل هو عملية مستمرة تتطلب استعدادًا لدفع الثمن، وتُمنح الأفضلية دائمًا لمن يستحقها. في النهاية، الموتى وحدهم لا يستجيبون، أما الأحياء، فإما أن يُغيّروا أو يُغيّرهم الزمن دون رحمة، وولادة التغيير حتمية تاريخية، سواء عبر معركة عسيرة أو عملية قيصرية.
#خالد_علي_سليفاني (هاشتاغ)
Khaled_Ali_Silevani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟