محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8294 - 2025 / 3 / 27 - 11:49
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
قد لا يعرف كثيرون من حسني النية .. أن المجتمعات الراسمالية .. تحكمها عصابات المافيا .. اسماك قرش متوحشة .. تسعي في محيط البزنيس . تتجمع حيث توجد الارباح .. تقتل بعضها بعضا بضراوة . لا تمنعها ..أى عواطف إنسانية.. أو اخلاقية .. أو قيم .. و لا تبعدها عن مسارها شكوى الناس وصراخهم أو تأوهات المظلومين .. و ترى أن تغيير سياستها من أجل قيم برجوازية مستهلكة بما في ذلك الوطنية او القومية ..و الضمير أو الإستجابة لالام و أحلام الناس ضعف .. لا يرتكبه إلا الأغبياء ويتسبب في خسائر مهولة .
أكثر التجمعات وحشية و عنفا .. و حقارة .... تدور حول إختراع و تصنيع .. و تجريب ..و تسويق ..و بيع الاسلحة .. سواء في السوق الرسمي أو ذلك الذى في الظل .. للدول التي تتقاتل .. أو للعصابات التي تسطو و ترهب ..و تستغل .
حيتان أمريكا ..و روسيا .. و الصين ..و أوروبا .. يتصارعون بضراوة .. و يتسببون في حروب مهولة .. تستهلك الأسلحة .. ليطلب الزبون المزيد منها .
التجمع التالي .. هو إكتشاف .. و إستخراج .. و نقل و تسويق المواد الخام .. بدأت بالفحم و الحديد .. ثم إنتقلت للذهب و الفضة .. و مرت علي القطن و المطاط و الكاكاو و الدخان ..و إنتهت بالبترول ..و الغاز
الصراع علي إحتكار .. ما تحتفظ به الطبيعة من ثروات .. يؤدى إلي أن تتحكم المافيا في من يمتلك تلك الثروات ( شعوب و حكام ) ..و تعمل كل ما في وسعها لإخضاعه .. و بث الرعب حوله ..و جعله يسلم ما بيده طوعا للعصابة .
التجمع الجاذب الثالث .. الإعلام و الترفية ..و وسائل الإتصال .. بدات بالسكة الحديد و التلغرافات و التليفونات .. ثم إنتقلت للسينما و الإذاعة .. و تطورت للتلفزيون و الإنترنيت .. و إستخدام الاقمار الصناعية .. ثم باساليب التجسس ..و إدارة الشعوب ..و إسقاطها من الداخل بواسطة علم النفس الجماعي ..و اساليب الجيل الرابع من الحروب ..و تطبيقات الذكاء الصناعي .
هذة المجالات الثلاثة .. يتخلق بجوارها أنشطة اقل تحكما ..و قدرة .. و لكنها .. في نفس الوقت مصدر دخل لعصابات مافيا اصغر ..
تصنع و تروج و تنشر ..الخمور و المخدرات ..و صناعة الإستمتاع الجنسي .. و وسائل التغييب العقلي .. من موضات فكرية و دينية .. تستحوذ بها علي العقول المسطحة الغافلة ..
وهي بالإضافة إلي الصناعات الترفيهية الخاصة بالملاهي و الجيمز و كرة القدم ..و المسابقات العالمية للجمال و القوة و النشاط الذهني ... مصدر دخل لا ينضب
الراسمالي يعرف أنه لكي يوسع السوق علية أن يزيد من عدد المستهلكين فيقوم بأمرين ..
ضمان طبقة من الكومبرادورات المطيعة المستفيدة .. التابعة .. تقوم بحكم الشعوب المستكينة المتخلفة ..و إشاعة نمط إستهلاك بينها يضمن إستمرار الإستغلال ..حتي لو تم هذا بالقوة
و الامر الثاني .. هو السيطرة علي البنوك .. و السيولة النقدية ..والبورصة العالمية و ضمان .. أن يظل الزبون مديونا .. لا يعرف كيف يسدد قروضه و فوائدها .. يقدم كل ما بيده .. للعصابة .. حتي تبقيه علي كرسية .
نعيش منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .. في صراع ضارى توجهه المافيا العالمية .. تدفعنا دفعا للقتال و الحرب ضد الصهاينة ( 1948 ، 1956 ، 1967 ، 1973 )و تؤجج الصراعات المحلية في اليمن و ضد إيران الملالي ومع غزو الكويت و تحريرها و غزو العراق ..وسوريا ..و تدمير فلسطين ....وقهرالقوميات الصغرى و خناقات السودان ..
أو بتدبير الإنقلابات العسكرية ..و تبديل جلوس عملاء القوى العظمي علي العروش في العراق و سوريا و مصر و ليبيا و السودان و اليمن .
في كل هذا تجد أن المستفيد الوحيد هم عناصر الثالوث الإستغلالي للمافيا .. الامريكية و الأوروبية ..
مع إهلان أن حرب 1973 هي أخر الحروب إستسلمنا .. ذهب الزعيم الأحمق .. ليقبل يد الأعداء .. وهو يحمل كفنه .. لتسقط علينا قوات المافيا بكل قوتها ..و اسلحتها .. تبدأ بنشر نمط حياة إستهلاكي و كسر عجلة الإنتاج ..و وضع أنظمة حكم عميلة علي الكراسي .. ثم إغراق البلاد في الديون و المشاريع الخايبة .. و تخفيض قيمة العملة المحلية ..و تربية .. عدد من أسماك القرش الصغيرة .. شديدة الشراسة .. التي لا تشبع ابدا من الإستغلال
عصابات المافيا المحلية.. تتحكم في كل ما يتصل بحياة الناس .. المسكن . الصحة ( علاج و دواء ) التعليم (متوسط و جامعي ).. الملابس و الأحذية .. الإعلام .. الإتصالات.. المواصلات .و الطعام .. الترفية و السينما و المسلسلات ..و كرة القدم ..
أو بمعني مختصر .. كلما وجدت المتحدة بشركاتها .. أو حضرات الضباط بهيلماناتهم و معهم مشايخ الخليج .. أعرف ان هذا المكان اصبح محمية مافياوية عالمية .. ممنوع الإقتراب منها
عصابات المافيا.. ليست متساوية في القوة و النفوذ و التأثير .. فالمافيا العالمية .. تعتمد في فرض إرادتها علي إمتلاك الأموال ..و المعلومة المعتمدة علي التكنولوجيا الحديثة ..و حظر منتجاتها من الوصول للخارجين عن الطاعة ..بعقوبات إقتصادية .
في حين أن الإقليمية تعتمد علي المنصب و القدرة علي التكسب منه ..سواء كان ذلك بالإقتراب من عروش الملوك أو من مجالس المستبدين .. لذلك لن تجدها تقوم بنشاطها منفردة .. إنها في حالة تحالف مع عصابة أكثر قدرة علي التخطيط و الفعل
المافيا العالمية تعتمد في منطقتنا علي ولاء الإمارات بالتعاون مع إسرائيل .. المشايخ الطرف الظاهر والشريكة الصهيونية خلفها ..تخطط و تلدع في الخفاء
و في البلاد غير البترولية .. ( سوريا ،مصر،لبنان ، تونس و الاردن ) يتولي العمل المافيوى موظفون مطيعون يوجههم عناصر من الإمارات .. المسئولون يظهرون في الصورة ينظفون المكان و يمكنون من بيدهم المال .و القدرة .. منه
إرتباط الثروة بالمنصب .. و فرض السيطرة بالقوة.. سنراه في أغلب الانشطة الإقتصادية في بلاد العالم المستكين .. و لكنه يظهر بصورة فجة في الأعمال التي تحتاج إلي معرفة و مهارة فنية مثل ..الدراما و الإعلام و كرة القدم الإحترافية .. فصاحب القرار لا يفهم فيها و يتركها لصغار المافياوية لذلك نرى المعارك التي لا تتوقف للحظة .. الكل عايز نصيب أكبر .. من الكحكة .. مهما تكلم عن المبادىء و الوطنية .
لمن قفز فوق السطور .. ليعرف نهاية الرغي .. يحكم العالم مافيا .. قادرة علي أن تضع علي راس الولايات المتحدة أو روسيا من تريد ..ذلك الذى يستطيع تحقيق مصالحها ..
مافيا القوى العظمي .. تتحكم في شعوب الأرض بواسطة عملاء مطيعين خاضعين ..يشكلون مافيا محلية .. تابعة ..
الشعوب يجرى .. إستغلالها و تسكينها بواسطة .. صعار صغار اسماك القرش .. سواء تجار الدين أو المخدرات أو تجار احتياجات الناس اليومية ..أو متعهدى الترفية .. أوإتحاد كرة القدم و سيادة الوزير ..و اللجان اللي بيخترعوها لإدارة اللعبة ..و السماسرة .. و الوسطاء و بتوع الإعلام ..و اللعيبة المليونيرات .. و كل من يستفيد من الاموال التي ينفقها المشجعين .. في الملعب أو في السوق أو أمام التلفزيون ..
الخلاصة
يا سادة المافيا بتلعب يبكم لعب .. منذ أن إتسعت الفوارق العلمية بيننا ..و إنتم متحمسين بتقولوا كمان .. مافيا إجرامية ذكية من فوقهم لتحتهم فاسدين .. إخترقوا مجتمعنا .. بعد عمل ثغرة في جدار الحماية التي اقامتها النظم القومية في الستينيات . .. ثم تحكموا بعد ذلك في حياتنا ..
و الحل .. هو ما اقوم به .. عدم الإستهلاك .. سيبوا لهم بضاعتهم تبوظ .. إقفل التلفزيون مصدر المصايب .. متقراش إعلاناتهم .. عيش بطريقة غاندى .. بواسطة قوة الإستغناء التي حررت الهند و الصين وجعلت منهم ناس محترمين
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟